الحوسبة السحابية.. استثمارات بمليارات الدولارات لتخزين بيانات البشرية

من برنامج The Exchange
من برنامج The Exchange Copyright يورونيوز
Copyright يورونيوز
بقلم:  Guy Shone
شارك هذا المقال
شارك هذا المقالClose Button
نسخ/لصق رابط فيديو المقال أدناهCopy to clipboardCopied

تغيّرت تقنية تخزين المعلومات عبر الزمان، ففي القرن الـ19، كان هناك ما يسمى البطاقة المثقوبة، ولاحقاً في خميسينيات القرن الماضي ظهر "القرص المرن" (فلوبي ديسك)، وفي بداية الألفية الثالثة ظهرت أجهزة التخزين الـ"يو إس بي". ولكن تلك الاختراعات لم تعد تلبي متطلبات العالم اليوم...

اعلان

في هذه الحلقة من برنامج "The Exchange" المخصص لعالم الأعمال، يطرح الزميل غاي شون، موضوع تكنولوجيا الحوسبة السحابية، حيث هناك شركات تتجهز لإنفاق المليارات في مجال البيانات الضخمة - أي"البيغ داتا" بالإنجليزية - هذا العام، على الرغم من جائحة كوفيد-19، وتداعياتها الاقتصادية، التي أثرت سلباً على أبرز الاقتصادات العالمية. 

لقد تغيّرت تقنية تخزين المعلومات عبر الزمان، ففي القرن التاسع عشر، كان هناك ما يسمى البطاقة المثقوبة، ولاحقاً في خميسينيات القرن الماضي ظهر "القرص المرن" (فلوبي ديسك)، وفي بداية الألفية الثالثة ظهرت أجهزة التخزين الصغيرة والكبيرة، أكثرها شيوعاً الـ"يو إس بي". ولكن تلك الاختراعات لم تعد تلبي متطلبات العصر الضخمة، فهي لا تتميز بـ"الرشاقة" والسرعة، بحسب شون، ولا تتيح ربط الموظفين ببعضهم كما هو الحال مع تكنولوجيا الحوسبة السحابية. 

فالأخيرة يمكن تشغيلها والاستفادة منها بمجرد أن يكون المستخدم متصلاً بالإنترنت، ما يخفف من أعباء الخوادم والحواسيب المحلية. اليوم، كل الشركات التي تعمل في مجال "البيانات الضخمة" تراهن على هذا الاختراع الذي بدأ كثيرون يلجأون إليه، بحيث أمسى يشبه القاعدة. وتتجه قيمة الاستثمارات في مجال البيانات الضخمة لتبلغ 215 مليار دولار هذا العام، على أن تزداد بنسبة 13 بالمئة حتى 2026، خصوصاً مع رغبة الشركات التكنولوجية في توسيع قطاعي خدمات وبرمجيات تكنولوجيا المعلومات. 

ويقول تشينتان باتل، رئيس قسم التكنولوجيا في شركة "سيسكو" في بريطانيا وأيرلندا إن الوقت الراهن مخصص لتلبية الطلبات التقنية المتعلقة بالعمل الهجين، مضيفاً أن هناك نقاشاً جدياً تشهده "سيسكو" حول الخدمات التي تستهلك افتراضياً، مثل التقنيات التي تؤمن الصلة بين الموظفين الذين يعملون عن بعد. ويشير باتل إلى أن الحالة الطارئة التي فرضها الوباء، ولدت حاجة الحصول على مواعيد دراسية وطبية افتراضية، ولذا لن تترد "سيسكو" في الاستثمار في هذا القطاع، بعكس الشركات الأخرى التي اضطرات أن تراجع إنفاقها. 

ولكن الحديث عن البيانات، الذي أطلق عليها الصحافي السابق والعريق في مجلة "ليبراسيون" الفرنسية، بول دوغان، اسم "بترول القرن الحادي والعشرين"، يأتي توازياً مع الحديث عن خصوصية البيانات وحماية المستهلك. وعن هذا الموضوع، يخصص شون تقريراً لهونغ كونغ، حيث تدور حرب "شد حبال" سببها قانون الأمن الصيني. 

لقد رأينا في السابق اختراقات كثيرة حصلت في المصارف (بطاقات الائتمان) أو خدمات الاتصالات، فهل نحن فعلاً آمنين إذا تمّ حفظ معلوماتنا في السحب؟ وإلى أي مدى يجب أن تزيد الحكومات الضغط على شركات التكنولوجيا لحماية بيانات الناس؟

يقول دانييل نيومان، وهو المؤسس الشريك، والمحلل الرئيسي لدى شركة "فيوتشوروم للأبحاث"، ومقرها نيويورك، إن تصور مستقبل الأسواق بهذا الصدد متشعب قليلاً ويضيف "هناك محاولات لتعديل القوانين عالمياً، ولكن الحكومات تواجه وضعا ملتبساً بهذا الشأن". 

والسؤال هو كيف يمكن إبقاء المستهلك سعيداً وتنظيم الشركات التكنولوجية الكبرى لإجبارها على المزيد من الشفافية؟

ولكن في حالات أخرى، تبدو الحرب بين حماية الخصوصية والبيانات أقسى بكثير، في مناطق مثل هونغ كونغ التي شهدت احتجاجات كبيرة ضد الحكومة، فالسلطات غيرت مؤخراً قانون الخصوصية، وهي تزعم أنها قامت بذلك لحماية الأشخاص من "الدوكسينغ" – أي من استقاء بياناتهم الخاصة في الإنترنت وقرصنتها. 

وفي العام 2019 كان هناك نحو 5 آلاف قضية في المستعمرة البريطانية السابقة، حيث استخدمت المعلومات الخاصة بالناس أو بياناتهم الشخصية لممارسة الضغط عليهم.

شارك هذا المقال

مواضيع إضافية

شاهد: جهود حثيثة في عالم الأزياء من أجل صناعة صديقة للبيئة ومستدامة في المستقبل

لطيفة التونسية تحيي اليوم الوطني لبلادها في إكسبو دبي دون موسيقيين بسبب كورونا