اختبار اللعاب المنزلي الجديد قد يكشف عن العلامات المبكرة لسرطان الفم والحنجرة "بدقة 90 بالمائة"

التشخيص المبكر لسرطان الفم والحنجرة
التشخيص المبكر لسرطان الفم والحنجرة Copyright Copyright: Canva
بقلم:  يورونيوز
شارك هذا المقالمحادثة
شارك هذا المقالClose Button

تبلغ معدلات البقاء على قيد الحياة لمدة خمس سنوات لسرطان الفم والمريء 68 و20.6 في المائة على التوالي، ولكن عند اكتشافها مبكرًا، يمكن أن تقفز هذه الأرقام إلى أكثر من 86 و47 في المائة.

اعلان

تم إطلاق اختبار فحص منزلي جديد باستخدام الذكاء الاصطناعي للكشف عن سرطانات الفم والحنجرة من عينات اللعاب بالولايات المتحدة الأمريكية، على أمل أن يغير الجهاز مستقبل اكتشاف سرطان الفم والحنجرة.

مع دقة تزيد عن 90 في المائة، يعد اختبار اللعاب أول اختبار يكتشف العلامات المبكرة لسرطان الفم والحنجرة استنادًا إلى تقنية حصلت على تصنيف "جهاز الاختراق" من إدارة الغذاء والدواء الأمريكية. 

ويصعب اكتشاف هذه السرطانات إذ لا يتم غالبا تشخيصها إلى أن تصل إلى مرحلة متقدمة بسبب نقص أدوات التشخيص الفعالة، وهو ما يؤدي إلى انخفاض معدلات البقاء على قيد الحياة. تعتمد طرق الفحص الحالية على فحوصات اللمس والملاحظة من قبل خبراء الصحة، مما يعني أن الآفات يجب أن تنمو بشكل كبير بما يكفي حتى يمكن اكتشافها بالعين المجردة. فقط 28 في المائة من المرضى يتلقون تشخيصًا مبكرًا، وأولئك الذين يتلقون تشخيصا متأخرا سيواجهون معركة طويلة مع سرطان الفم. 

تبلغ معدلات البقاء على قيد الحياة لمدة خمس سنوات لسرطان الفم والمريء  68 و20.6 في المائة على التوالي، ولكن عند اكتشافها مبكرًا، يمكن أن تقفز هذه الأرقام إلى أكثر من 86 و47 في المائة.

في الولايات المتحدة وحدها، يقدر المعهد الوطني للسرطان أنه سيكون هناك 54000 حالة جديدة من سرطان الفم و20640 حالة جديدة من سرطان المريء هذا العام.

فلورا بكتيرية مختلفة عن طريق الفم

بحثًا عن إنشاء أداة تشخيص أكثر دقة لمساعدة مرضى السرطان، بدأ الباحثون في شركة التكنولوجيا الحيوية "فيوم" بدراسة التغييرات التي طرأت على الميكروبيوم، مجموعة من جميع الميكروبات، مثل البكتيريا والفطريات والفيروسات وجيناتها، التي تعيش بشكل طبيعي داخل أجسامنا، بعد أن أظهرت الأبحاث السابقة أن الأشخاص المصابين بسرطان الفم أو الحلق لديهم بكتيريا "فلورا" فموية مختلفة عن الأشخاص غير المصابين بالسرطان.

"لقد جمعنا عينات من اللعاب من الأشخاص الذين بلغوا الخمسين من العمر أو أكثر، أو من البالغين الذين لديهم تاريخ من تعاطي التبغ، وكلاهما عامل خطر للإصابة بسرطان الفم والحنجرة. من كل عينة، استخرجنا المادة الوراثية من البكتيريا والفطريات وخلايا الجلد"، قال جورودوث بافانار، رئيس قسم الاكتشاف والذكاء الاصطناعي والهندسة في "فيوم" والمؤلف الرئيسي للدراسة.

استخدم العلماء البيانات الجينية من 945 عينة، 80 منها جاءت من أشخاص مصابين بسرطان الفم، و12 من مرضى سرطان الحنجرة، لتدريب نموذج التعلم الآلي. قال بافانار ليورونيوز: "الميزة الرئيسية للتعلم الآلي هي أنه كلما زادت البيانات التي نجمعها، أصبحت الأداة أكثر دقة".

حدد النموذج 88 تغييرًا واضحًا في التعبير الجيني لدى الأشخاص المصابين بسرطان الفم والحنجرة، بالإضافة إلى 182 سمة وراثية فريدة للبكتيريا الموجودة في عينات من هؤلاء الأشخاص. ثم اختبر الباحثون نموذجهم مع الـ 230 عينة المتبقية، 82 منها جاءت من أشخاص مصابين بالسرطان.

حددت بدقة 90 في المائة من العينات المأخوذة من أشخاص مصابين بالسرطان و95 في المائة من العينات المأخوذة من أشخاص غير مصابين، مما يعني وجود معدلات منخفضة للغاية من السلبيات الكاذبة أو الإيجابيات الكاذبة.

اختبار اللعاب الذي طوروه من عملهم، المسمى "كاشف السرطان"، يوفر الكشف بدقة 95 في المائة وحساسية 90 في المائة وهو مطروح الآن للبيع في الولايات المتحدة.

"مساعدة ضرورية للكشف عن السرطان في مراحله المبكرة"

وأضاف بافانار: "مع برنامج كاشف السرطان، طور فيوم وسيلة مساعدة ضرورية للغاية للكشف عن السرطان في مراحله المبكرة، مما يؤدي إلى نتائج علاجية أكثر نجاحًا عند تأكيدها من خلال الاستئصال".

يمكن للأشخاص المعرضين لخطر الإصابة بسرطان الفم أو الحنجرة الآن شراء الاختبار عبر الإنترنت بعد ملء استبيان باستخدام "فيوم" والحصول على النتائج في غضون أسبوعين.

"يقوم موفر الخدمات الصحية عن بُعد بمراجعة المعلومات التي قدمها العميل قبل طلب الاختبار. سيتصل مقدمو الرعاية الصحية المرخصون بالعميل إذا كانت هناك نتيجة إيجابية ويمكن للعميل أيضًا الاتصال بشريك فيوم للرعاية الصحية عن بُعد لطرح أي أسئلة قد تكون لديهم حول الاختبار"، حسب بانافار.

وقالت الشركة إنها ستواصل السعي للحصول على موافقة إدارة الغذاء والدواء، والتي، في حالة منحها، ستعني أن الاختبار سيغطى من قبل وكالات التأمين الصحي ومتاح على نطاق واسع.

قال نافين جاين، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة "فيوم لعلوم الحياة": "على الرغم من كل الابتكارات عبر المشهد الصحي، ظل سرطان الفم والحنجرة من الأمراض التي تهدد الحياة مع خيارات قليلة للكشف المبكر" وأضاف: "بصفتنا شركة رائدة في هذا المجال في مهمة لتحديد جذور الأمراض المزمنة ومعالجتها، فقد عملنا منذ سنوات على طرح حلول التشخيص المدعومة إكلينيكيًا في السوق للكشف عن السرطان والأمراض الأخرى التي تهدد الحياة والمنهكة".

وختم جاين طرحه بقوله: "مع إطلاق برنامج كاشف سرطان الفم والحنجرة، حققنا هذا الهدف ونخطط لمتابعة ذلك في تتابع سريع مع أدوات الكشف عن المزيد من الأمراض المزمنة والسرطانات التي تهدد الحياة".

شارك هذا المقالمحادثة

مواضيع إضافية

مرض السرطان..وجهٌ آخر لأزمة صحية أخفاها فيروس كورونا عن الأنظار

دراسة: التعرض المكثف للمبيدات يزيد خطر الإصابة بسرطان الدم النخاعي الحاد

دراسة بريطانية: فحص بول بسيط قد يتيح كشف سرطان بطانة الرحم