كيب كنافيرال (فلوريدا) (رويترز) - انطلق صاروخ الجيل التالي شاهق الارتفاع التابع لإدارة الطيران والفضاء الأمريكية (ناسا) متجها إلى القمر من ولاية فلوريدا في وقت مبكر من صباح يوم الأربعاء في أولى رحلاته، وهي رحلة بدون طاقم قيادة تستهل بها ناسا برنامجها الاستكشافي أرتميس بعد 50 عاما من مهمة أبولو الأخيرة إلى القمر.
وغادر صاروخ (نظام الإطلاق الفضائي) الذي يبلغ ارتفاعه ما يوازي 32 طابقا، قاعدته في مركز كنيدي للفضاء في كيب كنافيرال الساعة 0147 صباحا بتوقيت شرق الولايات المتحدة (0647 بتوقيت جرينتش) لإرسال كبسولته أوريون في رحلة تجريبية تستمر ثلاثة أسابيع.
وبعد نحو 90 دقيقة من الانطلاق، أشعلت المرحلة العليا من الصاروخ وحدات الدفع لإخراج أوريون من مدار الأرض في طريقها نحو القمر. ووضع ذلك الكبسولة في رحلة تستمر 25 يوما تقترب فيها من سطح القمر بنحو 97 كيلومترا قبل أن تواصل طريقها لمسافة 64 ألفا و374 كيلومترا متجاوزة القمر وعائدة إلى الأرض.
وتم الإطلاق في ثالث محاولة للصاروخ الذي تكلف عدة مليارات من الدولارات وتأجلت رحلته طويلا، بعد عشرة أسابيع شهدت معوقات فنية متعددة وأعاصير متتالية ومحاولتين لنقل الصاروخ من حظيرته إلى منصة الإطلاق.
ولم تمر عملية الإطلاق يوم الأربعاء دون صعوبات أيضا. فقد تم إرسال "فريق أحمر" من ثلاثة رجال إلى قاعدة الإطلاق في الساعات الأخيرة من العد التنازلي لإحكام ربط البراغي في وصلة لم تكن محكمة تم تحديدها على أنها مصدر تسرب محتمل للوقود يمكن أن يتسبب في إحباط المهمة.
وعلى الرغم من أن الرجال الثلاثة مدربون على الدخول إلى "منطقة الانفجار" حول الصاروخ الممتلئ بالوقود عن آخره، فقد تم اعتبارهم لاحقا أبطالا قاموا بعمل ربما يكون قد أنقذ المهمة.
وقال بيل نيلسون رئيس ناسا في مقابلة موجزة عقب إطلاق الصاروخ "هذا يوم عظيم".
ويهدف برنامج أرتميس- المسمى على اسم إلهة الصيد اليونانية أخت أبولو التوأم- لإعادة رواد الفضاء إلى سطح القمر بحلول 2025 على اقرب تقدير.