السياسة الألمانية تضرب مصالح شركاتها في السعودية، ورجال الأعمال متذمرون!

السياسة الألمانية تضرب مصالح شركاتها في السعودية، ورجال الأعمال متذمرون!
Copyright reuters
Copyright reuters
بقلم:  Hani Almalazi
شارك هذا المقالمحادثة
شارك هذا المقالClose Button

السياسة الألمانية تضرب مصالح شركاتها في السعودية، ورجال الأعمال متذمرون!

اعلان

"أصدر ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان أمراً بألا يتم ترسية أي عقود حكومية على شركات ألمانية بعد الآن"، وحسب مجلة دير شبيغل الألمانية التي أوردت الخبر، فإن الخطوة ستلحق الضرر على الأرجح بشركات كبرى مثل سيمنس وباير وبورينغر إنغلهايم وكذلك دايملر لصناعة السيارات. في دلالة على استمرار حالة الغضب من سياسة برلين الخارجية في الشرق الأوسط.

وكانت العلاقات بين ألمانيا والسعودية إيجابية، قبل أن تتوتر منذ نحو ستة أشهر مع استدعاء المملكة سفيرها في ألمانيا للتشاور، عقب تصريحات لوزير الخارجية الألماني آنذاك سيغمار غابرييل حول الأزمة السياسية في لبنان. تحدث فيها عن نشر ما وصفه "المغامرات السياسية" في الشرق الأوسط. حيث اعتقد كثيرون أن التصريح استهدف المملكة العربية السعودية، ما أعطى بعض الانطباع بأنها كانت تحاول إجبار رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري على الاستقالة.

سفير الرياض منذ ستة أشهر لم يعد إلى برلين، وتقول مصادر في القصر الملكي إنها كانت تتوقع "اعتذاراً".

وربما جاء الموقف الألماني الداعي للحفاظ على الاتفاق النووي مع إيران بخلاف الموقف الأمريكي الذي تؤيده السعودية، في سياق الأسباب. وكان الاتحاد الأوروبي قد وعد بتعويض شركات متضررة من عقوبات أمريكية بسبب تعاملها مع إيران.

العلاقات الاقتصادية كانت ممتازة، لكن!

السعودية شريك تجاري كبير لألمانيا، حيث استوردت منها ما قيمته 6.6 مليار يورو (7.7 مليار دولار) في 2017، وفقاً لمكتب الإحصاءات الألماني. وهناك نحو 800 شركة ألمانية نشطة في البلاد، و 200 لديها مكاتب في المملكة العربية السعودية مع ما مجموعه 40 ألف موظف.

وفازت سيمنس العام الماضي بطلبية قيمتها نحو 400 مليون دولار لتسليم خمسة توربينات غاز لمحطة لإنتاج الكهرباء يجري تشييدها في المملكة. وبعد فترة قصيرة، حصلت دايملر على طلبية من الشركة السعودية للنقل الجماعي (سابتكو) لشراء 600 حافلة من طراز مرسيدس-بنز سيتارو.

للمزيد على يورونيوز:

الحكومة الألمانية تقر قانونا لحماية البيانات الخاصة للموظفين

الشركة التي صنعت سيارة ليموزين بوتين ستطرح سيارة "رباعية الدفع" قريباً

برلين ترفض إخضاع قردة وبشر لتجارب انبعاثات عوادم السيارات

للمرة الأولى السعودية تعين إمراة في مجلس إدارة أكبر شركة نفط بالعالم

العاملون الفقراء في ألمانيا

الأوضاع تغيرت

توقفت المملكة العربية السعودية عن التعامل مع الشركات الألمانية، حيث تدهورت العلاقات بين الدولتين خلال الأشهر الستة الماضية. وقال رجل أعمال ألماني لـ (دير شبيغل): "بالنسبة للألمان، أغلقت الأبواب في الرياض فجأة".

وقال رجل أعمال آخر يعمل في السعودية، طلب عدم الكشف عن اسمه، لرويترز إن قطاع الرعاية الصحية على وجه الخصوص يشعر حالياً بمزيد من التدقيق حين يتقدم بطلب للمشاركة في عطاءات سعودية. وأضاف "هم يسألون: من أين ستأتي المنتجات؟ هل هي مصنعة في ألمانيا؟ هل لديكم مواقع تصنيع أخرى؟ وبمجرد أن يكون هذا ألماني الصنع، فإنهم يرفضون أي طلبات ألمانية لتقديم عطاءات".

أما رجل الأعمال ديتليف داويس، الذي يدير متجراً إدارياً فعليا لقطع الغيار الأصلية، إن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان يبدو "مستاء للغاية" من الحكومة الألمانية. وكتب داويس في رسالة إلى بيرند الثومسان، وزير الاقتصاد في ولاية ساكسونيا السفلى، حيث تعمل شركته: "نجحت الحكومة الألمانية" في "إفساد البلد بشدة لدرجة أن الشركات الألمانية مستثناة من منحها عقوداً".

وامتنعت باير وبورينغر وسيمنس عن التعقيب على تقرير دير شبيغل. وقالت دايملر إنها لا تؤكد التقرير وإن أعمالها مستمرة.

ولم يرد مكتب إعلامي تابع للحكومة السعودية على طلب للتعليق.

وكانت وكالة بلومبرغ للأنباء ذكرت في آذار مارس أن هيئات حكومية أُبلغت بعدم تجديد بعض العقود غير الضرورية مع شركات ألمانية.

وفي ذلك الوقت، نقلت بلومبرغ عن مصادر قولها إن تفويضات لدويتشه بنك في المملكة من بين الأنشطة المعرضة للخطر، بما في ذلك دور محتمل في الطرح العام الأولي لأرامكو السعودية، الذي قد يكون أكبر بيع لأسهم على الإطلاق.

شارك هذا المقالمحادثة

مواضيع إضافية

صحيفة فرنسية: السعودية تهدد بعمل عسكري إذا نشرت قطر صواريخ إس-400

الاتحاد الأوروبي ربما يعوض شركات متضررة من عقوبات أمريكية بسبب تعاملها مع إيران

إنفوغرافيك: السعودية ومصر والإمارات ضمن أكبر مستوردي الأسلحة بالعالم