الأسد يتحدى أمريكا ويواصل هجومه على جنوب غرب سوريا

الأسد يتحدى أمريكا ويواصل هجومه على جنوب غرب سوريا
بقلم:  Reuters
شارك هذا المقالمحادثة
شارك هذا المقالClose Button

من أنجوس مكدوال وتوم بيري

بيروت (رويترز) - قال المرصد السوري لحقوق الإنسان وقياديون في المعارضة يوم الجمعة إن طائرات هليكوبتر تابعة للحكومة السورية أسقطت براميل متفجرة على مناطق تسيطر عليها المعارضة في جنوب غرب البلاد للمرة الأولى منذ عام في تحد لمطالب أمريكية بوقف الهجوم.

وتعهد الرئيس السوري بشار الأسد باستعادة المنطقة الواقعة على الحدود مع الأردن ومع هضبة الجولان التي تحتلها إسرائيل، وشرع الجيش في تصعيد هجومه هناك هذا الأسبوع مهددا منطقة "لخفض التصعيد" اتفقت عليها الولايات المتحدة وروسيا العام الماضي.

وكررت الولايات المتحدة يوم الخميس مطلبها باحترام المنطقة، محذرة الأسد والروس الذين يدعمونه من "عواقب وخيمة" للانتهاكات. واتهمت دمشق ببدء الضربات الجوية والقصف المدفعي والهجمات الصاروخية.

وقالت نيكي هيلي سفيرة أمريكا لدى الأمم المتحدة يوم الجمعة إن تصعيد الجيش السوري "ينتهك بوضوح" اتفاق خفض التصعيد وإن أكثر من 11 ألف شخص تشردوا بالفعل بسببه.

وأضافت في بيان "روسيا ستتحمل في النهاية مسؤولية أي تصعيد إضافي في سوريا".

ويهدد شن هجوم كبير بتصعيد أوسع نطاقا قد يزيد انخراط الولايات المتحدة في الحرب. ويسبب جنوب غرب سوريا قلقا استراتيجيا لإسرائيل التي كثفت العام الماضي هجمات على فصائل تدعمها إيران متحالفة مع الأسد.

ويركز الهجوم على عدة بلدات خاضعة للمعارضة خاصة بصر الحرير الواقعة شمال شرقي مدينة درعا ويهدد بشطر منطقة خاضعة للمعارضة تمتد شمالا إلى أراض تسيطر عليها الحكومة السورية.

وقال المرصد ومقره بريطانيا إن طائرات الهليكوبتر أسقطت أكثر من 12 برميلا متفجرا على المنطقة مما تسبب في أضرار مادية دون خسائر بشرية.

وقال أبو بكر الحسن المتحدث باسم جماعة جيش الثورة التي تقاتل تحت لواء الجيش السوري الحر إن هذه البراميل أسقطت على ثلاث بلدات وقرى وإن طائرات حربية استهدفت منطقة أخرى.

وأضاف متحدثا إلى رويترز "أعتقد هو للآن (النظام) يختبر أمرين: ثبات مقاتلي الجيش الحر ومدى التزام الولايات المتحدة الأمريكية باتفاق خفض التصعيد في الجنوب".

وقال التلفزيون الرسمي السوري اليوم الجمعة إن وحدات الجيش استهدفت "تجمعات وأوكار التنظيمات الإرهابية".

وتنفي الحكومة السورية استخدامها البراميل المتفجرة، وهي عبوات مملوءة بمواد متفجرة تسقطها طائرات هليكوبتر ولا يمكن تصويبها بدقة. ومع ذلك وثّق محققو الأمم المتحدة مرارا استخدام دمشق لهذه البراميل خلال الصراع.

ورغم أن قوات الحكومة استخدمت القصف المدفعي والصاروخي بشكل مكثف فإنها لم تلجأ بعد لدرجة من القوة الجوية كانت عاملا حاسما في استعادتها لمناطق أخرى من قبضة المعارضة. ويقول مقاتلو معارضة إن الطائرات الحربية الروسية لم تشارك.

لكن جريدة الأخبار الموالية لحزب الله نقلت يوم الجمعة عن السفير الروسي لدى لبنان ألكسندر زاسبيكين قوله إن الجيش السوري يستعيد الجنوب الغربي بمساعدة من موسكو.

ونقلت الجريدة قوله في مقابلة "نحن نقول إن الجيش السوري الآن بدعم من القوات الروسية يستعيد أرضه في الجنوب وإعادة بسط سلطة الدولة السورية".

وأضاف "لا مبرر لإسرائيل للقيام بأي عمل من شأنه تعطيل مكافحة الإرهاب".

اعلان

* "قوة معادية"

اتهم قيادي بالمعارضة في الجنوب إيران بمحاولة نسف اتفاق خفض التصعيد وتعهد بمقاومة شرسة. وقال نسيم أبو عرة قائد قوات شباب السنة "نحن نمتلك الكثير من الأسلحة".

وحصل مقاتلو معارضة في جنوب غرب سوريا على دعم شمل أسلحة من خصوم الأسد الأجانب خلال الحرب المستمرة منذ أكثر من سبعة أعوام.

ويعتقد محللون للصراع أن هذا الدعم استمر حتى بعد أن قرر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب العام الماضي إنهاء برنامج مساعدات عسكرية تديره وكالة المخابرات المركزية الأمريكية وإن كان قد شهد تراجعا.

واستعاد الأسد هذا العام آخر جيوب المعارضة قرب العاصمة دمشق ومدينة حمص بما في ذلك منطقة الغوطة الشرقية ذات الكثافة السكانية العالية.

اعلان

لكن لا تزال هناك مناطق كبيرة خارج نطاق سيطرته. فبالإضافة إلى الجنوب الغربي يسيطر مقاتلو المعارضة أيضا على مساحة في شمال غرب سوريا. وتسيطر جماعات معارضة مسلحة مدعومة من تركيا على أجزاء من المنطقة الحدودية الشمالية.

ويسيطر تحالف مقاتلين أكراد وعرب تدعمهم الولايات المتحدة على ربع المناطق السورية الواقعة شرقي نهر الفرات. ولدى الولايات المتحدة أيضا قاعدة في التنف قرب الحدود مع العراق والأردن تتحكم في الطريق السريع الذي يربط دمشق وبغداد.

وقال قائد في التحالف الإقليمي الداعم للأسد أمس الخميس إن ضربة أمريكية قتلت أحد أفراد الجيش السوري قرب التنف. لكن وزارة الدفاع الأمريكية قالت إن إحدى جماعات المعارضة السورية المسلحة اشتبكت مع "قوة معادية غير محددة" قرب التنف لكن ذلك لم يسفر عن سقوط أي قتلى من الجانبين.

(رويترز)

اعلان
شارك هذا المقالمحادثة

مواضيع إضافية

شاهد: ميقاتي يخلط بين نظيرته الإيطالية ومساعدة لها.. نزلت من الطائرة فاستقبلها بالقبلات

شاهد: محققون على متن سفينة دالي التي أسقطت جسر بالتيمور

شجار جماعي عنيف في مطار باريس إثر ترحيل ناشط كردي إلى تركيا