بعيدا عن الديار.. الخوذ البيضاء تبدأ من جديد في شمال سوريا

بعيدا عن الديار.. الخوذ البيضاء تبدأ من جديد في شمال سوريا
عامل الإنقاذ السوري سمير سليم داخل سيارة إسعاف بمدينة اعزاز في صورة التقطت يوم 8 يوليو تموز 2018. تصوير: خليل العشاوي - رويترز Copyright (Reuters)
Copyright (Reuters)
بقلم:  Reuters
شارك هذا المقالمحادثة
شارك هذا المقالClose Button

من خليل العشاوي

اعزاز (سوريا) (رويترز) - عثر عامل الإنقاذ السوري سمير سليم على جثة أمه تحت أنقاض منزلهما المنهار لكن لم يكن هناك وقت لإقامة جنازة.

وقال سليم "قمنا بدفنها وعدنا إلى عملنا حيث كان الكثير تحت الأنقاض". وبعد ذلك بشهور، أصبح لا يمكنه حتى زيارة قبرها.

فعندما انتزعت القوات الحكومية السورية السيطرة على الغوطة الشرقية مسقط رأس سليم القريب من العاصمة دمشق، حذا سليم حذو مئات الآلاف الذين فروا إلى شمال غرب سوريا بموجب اتفاقات على استسلام المعارضة.

والآن يعمل هو وأفراد من جماعة "الخوذ البيضاء" نزحوا من مناطق مختلفة في سوريا على إعادة بناء حياتهم في مدينة اعزاز الخاضعة لسيطرة المعارضة والقريبة من الحدود التركية.

وتغير عملهم تغييرا جذريا إذ لم تعد الطائرات الحربية تحوم فوق رؤوسهم فصاروا يساعدون المعارضة على إخماد الحرائق وتنظيف الشوارع وزراعة الأشجار.

وتقع اعزاز في منطقة عازلة أقامتها تركيا في 2016. ولا يزال الركن الشمالي الغربي من سوريا آخر معقل كبير للمعارضة في البلاد والمنطقة الآن في مرمى الرئيس السوري بشار الأسد.

وكثيرا ما تقول جماعة الخوذ البيضاء إنها تخشى الانتقام مع انتصار القوات الحكومية على جيوب المعارضة بمساعدة من روسيا وإيران.

وتتلقى الجماعة، وهي خدمة للدفاع المدني، تمويلا من حكومات غربية وتعمل على إنقاذ الناس من تحت أنقاض الضربات الجوية في الأراضي الخاضعة لسيطرة المعارضة. ويتهم الأسد الخوذ البيضاء بأنها واجهة لفرع تنظيم القاعدة في سوريا ويرعاها الغرب.

* "حياة جديدة.. مكان غريب"

قال سليم إن العديد من رفاقه ظلوا في الغوطة الشرقية.

وقبل أن يغادر، ساعد سليم في إحراق مركز للطوارئ كان قد ساعد يوما ما في تشييده في بلدته وكان يعمل فيه أيضا أشقاؤه الثلاثة.

وبينما كان النازحون ينتقلون في حافلات عبر أراض تسيطر عليها الحكومة، ومن بينهم زوجة سليم وأبناؤه الخمسة وأقاربه، وجه البعض لهم اللعنات ورشقوهم بالحجارة.

وقال سليم (45 عاما) "وصلنا إلى الشمال السوري وكنا بحالة يأس كبيرة. استقبلنا زملاؤنا في الدفاع المدني استقبالا ممتازا".

وتبعد اعزاز كثيرا عن الغوطة التي عانت لسنوات من الحصار المرير والضربات الجوية بعيدا عن النفوذ التركي في الشمال الغربي.

ويتذكر سليم هجوما بغاز السارين راح ضحيته المئات في جيب المعارضة عام 2013. وقال "بدأت العالم تجري في الشوارع بعد الضربة وتصرخ ’كيماوي’، كان هناك الكثير من المدنيين مرميين في الشوارع ويخرج الزبد من فمهم".

اعلان

وأضاف أنه تلقى إصابة في الطحال جراء ضربة جوية على سوق في عام 2016 كما جرى استئصال جزء من أمعائه.

ويقول مسعفو الخوذ البيضاء إن دمشق تستهدفهم على وجه التحديد في الحرب المستمرة منذ ما يربو على سبع سنوات لكن الحكومة تقول إنها لا تستهدف إلا المتشددين.

وقال سليم "أصبح لدينا خوف من أن نقوم بتأسيس حياة جديدة في مكان غريب بالنسبة لنا ومن ثم نرحل مرة أخرى.

"عندي تخوف من أن يواجه الشمال السوري ما واجهنا في الغوطة".

وتعيش عائلة سليم الآن في منطقة عفرين القريبة حيث طرد هجوم تركي هذا العام مقاتلين سوريين من الأكراد. وتتهم هذه القوى تركيا بطرد سكان عفرين لإعادة توطين آخرين وهو ما تنفيه أنقرة.

اعلان

* "أوضاع أصعب"

ويضم فريق سليم الجديد أحمد رشيد (30 عاما) الذي نقلته حافلة إلى خارج شرق حلب قبل عامين بعد أن سوت طائرات مقاتلة مناطق كاملة بالأرض.

وكانت معركة حلب الدامية في شمال سوريا نقطة تحول في الحرب إذ اجتاحت القوات الموالية للحكومة الشطر الذي كان خاضعا للمعارضة في المدينة. وقال رشيد إن 12 صديقا له قتلوا في المركز الذي كان يعمل به في حلب.

وأضاف "لم يكن أحد يتوقع أن استمر خاصة أن أهلي متواجدين في تركيا. ولكن لا يمكنني ترك عملي في الدفاع".

اعلان

وتابع "في حلب كان القصف كثيف والطيران الحربي السوري والروسي كثيف لا نستطيع النوم.

"هنا (في اعزاز) لا يوجد ضغط كما حدث في حلب".

وقال نايف العبود (22 عاما)، وهو عضو آخر في الفريق نفسه، إن عملهم ينطوي إلى حد بعيد على تقديم خدمات في حالات حوادث السيارات.

وأضاف العبود وهو من مدينة اعزاز "اليوم في المركز عناصر دفاع مدني من المناطق التي تم تهجيرها من الغوطة وحلب وحمص. نحن ازددنا قوة بوجودهم حيث نأخذ خبرات منهم كونهم عايشوا أوضاعا أصعب من أوضاعنا".

اعلان

(رويترز)

شارك هذا المقالمحادثة

مواضيع إضافية

إيران تتعرض لهجوم بالمسّيرات يُرَجح أن إسرائيل نفذته ردًا على هجوم طهران

رئيسي يهدد تل أبيب: ردنا سيكون "رهيبًا وشديدًا"

الأمم المتحدة تدق ناقوس الخطر: حاجة ملحة لسدّ الحد الأدنى من الاحتياجات الإنسانية لـ3 ملايين فلسطيني