فنان سوري معارض يرسم مشاهد التعذيب "ليواصل الثورة"

فنان سوري معارض يرسم مشاهد التعذيب "ليواصل الثورة"
إحدى رسومات الفنان السوري نجاح البقاعي عن ذكرياته في الاعتقال. صورة التقطت بتاريخ 13 سبتمبر أيلول 2018 بالقرب من العاصمة الفرنسية باريس - تصوير: شارل بلاتيو - رويترز. Copyright (Reuters)
بقلم:  Reuters
شارك هذا المقالمحادثة
شارك هذا المقالClose Button

باريس (رويترز) - تعاني الشخصيات التي رسمها نجاح البقاعي بالحبر الأسود الألم واليأس تحت وطأة تعذيب يقول الفنان السوري الذي يعيش في المنفى إنه تعرض له وشاهده عندما اعتقل مرتين في سجون الحكومة السورية.

يصور أحد الرسوم مجموعة من الرجال شبه عراة يتعرضون للضرب. ويجسد رسم آخر رجلا على ظهره يرفع رجليه بحيث تصلان إلى رأسه وهو مقيد بين لوحين ثقيلين من الخشب.

يقول البقاعي الذي يعيش حاليا في فرنسا "كنا ما بين 190 و220 شخصا في هذه الغرفة التي يبلغ طولها 16 مترا وعرضها ثلاثة أمتار. هناك كانت تجري جلسات الاستجواب حيث كان الجلادون يستخدمون أساليب مختلفة.

"لكن أسوأ شيء كان نقل الجثث. في مرة كان علينا أن ننقل ثلاث جثث بينما في يوم آخر نقلنا 13 جثة. كانوا سجناء ماتوا تحت وطأة التعذيب خلال استجوابهم أو من المرض بسبب الأوضاع الصحية البائسة".

ورفض مسؤولو الحكومة السورية اتهامات سابقة باستخدام التعذيب الممنهج خلال الحرب الدائرة منذ أكثر من سبع سنوات ونفوا أيضا اتهامات بأن السلطات نفذت عمليات إعدام جماعية في السجون.

لكن بعد سنوات من التزام الحكومة الصمت بشأن مصير عشرات الآلاف من الأشخاص تقول جماعات حقوقية إنهم اختفوا قسرا خلال الصراع بدأت السلطات في تحديث السجلات لتقر بمئات الوفيات.

وقال البقاعي في منزله بضاحية في باريس "أشعر أن من واجبي أن أواصل الثورة.

"إذا ما توقفت عن الرسم في هذا الموضوع فهذا يعني أنني استسلمت وقلت (للرئيس السوري بشار) الأسد:‘أجل لقد انتصرت في الحرب علينا‘".

وقال البقاعي إنه اعتقل أول مرة لمدة 11 شهرا في عام 2011 في الفرع رقم 227 قرب العاصمة دمشق. وألقي القبض عليه بعد أن ساعد في تنظيم احتجاج ضد الأسد.

وفي 2014، اعتقل ثانية على الحدود مع لبنان وهو يحاول مغادرة سوريا بعد أن اختبأ عامين في منزل عائلة زوجته.

ومنذ عامين ونصف عاد البقاعي إلى فرنسا، حيث كان قد درس الرسم في بداية التسعينات، ويعيش هناك مع زوجته عبير وابنته التي تبلغ من العمر 16 عاما.

والرسم مداواة له. ولأن مشاهد السجن والتعذيب تسكنه يعجز البقاعي عن رسم أي موضوع آخر منذ سنوات.

يقول "كل مرة أحاول تغيير موضوع رسوماتي.. أعود لنفس الشيء".

(رويترز)

شارك هذا المقالمحادثة

مواضيع إضافية

انتخاب جراح فلسطيني كرئيس لجامعة غلاسكو الإسكتلندية

لليوم الرابع على التوالي..مظاهرة حاشدة بالقرب من السفارة الإسرائيلية في عمان

هل يعود الإسرائيليون الذين فروا من مستعمرات غلاف غزة إليها؟