اللاجئون السوريون يقاومون وصمة العلاج النفسي

اللاجئون السوريون يقاومون وصمة العلاج النفسي
Copyright 
بقلم:  Reuters
شارك هذا المقالمحادثة
شارك هذا المقالClose Button

من يارا أبي نادر

سهل البقاع (لبنان) (رويترز) - كسرت هناء العلي الوصمة المتعلقة بالعلاج النفسي عندما تحدثت بصراحة مع معالج نفسي بشأن الضغوط التي واجهتها كلاجئة سورية في لبنان. وهي الآن تشجع غيرها من اللاجئين على الحديث للتغلب على مشاكلهم.

وفرت هناء وهي حبلى بطفلها الثاني من مدينة الرقة السورية قبل نحو ست سنوات إلى منطقة سهل البقاع اللبنانية المجاورة حيث تقيم الآن مع زوجها وولديها وابنتها في مخيم للاجئين.

وقالت هناء (30 عاما) "أول ما اجيت لهون كنت ضعيفة كتير، ما كنت مستوعبة هيك صار، مثل الحلم، كل شوي كنت بحاكي حالي انه يا الله ما عدت أفيق من هالمنام".

وقالت وهي جالسة وسط أطفالها "بس ما كانت فترة ضعف، ما هو ضعف، قلة استيعاب يومها، كنت مارقة بأزمة واجيت فجأة لهون وحسيت حالي ضاقت الدنيا فيني".

وجاءت المساعدة قبل عامين عندما التقت بأخصائية نفسية تعمل مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر. وقالت "لما رحت وصرت أحكي وفش قلبي انه في .. طرف فهم عليكي شو بدك. شوي شوي صرت أقوم على حيلي، الظلم اللي عشناه، حسيته صار هالة من القوة ما صار انكسار".

ويستضيف لبنان نحو مليون لاجئ سوري مسجل فروا من الصراع الذي اندلع عام 2011 وهو ما يعادل ربع عدد سكان لبنان. وقالت وكالات تابعة للأمم المتحدة في يناير كانون الثاني إن أكثر من نصفهم يعيشون في فقر مدقع ويعيش ثلاثة أرباعهم تحت خط الفقر.

وقالت سارة-جو شماتي الأخصائية النفسية من الصليب الأحمر التي ساعدت هناء إن الحديث عن الصحة العقلية عادة ما ينظر إليه باعتباره من المحرمات.

وأضافت "الوصمة هي مشكلة كبيرة فعلاً، مشكلة كبيرة وبعدنا لهلق بمجتمعنا نحن، بس كمان بالمجتمع الغربي ... لان حتى كمان بالمجتمع الغربي موجودة، يمكن أقل بس موجودة، المشكل الرئيسي اعتقد أن الإنسان ما بيحب يعترف بمرحلة معينة أنه نحن ضعاف، كأن الضعف ما إنه صفة انسانية، كأن نحن أقوياء وقادرين على كل شي."

وبعد مرور عام على بدء العلاج شعرت هناء بأنها أكثر قوة بدرجة كبيرة وبدأت في التواصل مع نساء وأطفال من محيطها لتشجيعهم على الحديث عن المشكلات التي تواجههم للتغلب عليها.

وقالت هناء التي كانت تعمل ممرضة في سوريا "كتير نسوان بعد ما صرت هيك أحكي معهن انصلحت حياتهن مع أزواجهن" موضحة إنهم لم يكونوا حتى يلتقون على مائدة الطعام لكن بعد ذلك أصبحوا يمزحون ويضحكون وربما يخرجون معا أيضا.

وتقول الأخصائية النفسية إن هناء لم تتدرب كأخصائية نفسية لكن صبرها وتعاطفها شجعا لاجئات أخريات على الحديث معها.

ووصفتها بأنها ملهمة وأضافت أنها مستمعة جيدة قائلة إنك لا تحتاج لأن تكون معالجا نفسيا لتتمكن من مساعدة الناس.

والتحقت هناء بدورات تدريبية لتعلم اللغة الإنجليزية وتصميم الأزياء لتلتقي بالمزيد من الناس الذين قد يحتاجون لمن يسمعهم بتعاطف وقالت "بيجي لعندي النسوان، لما يجوا النسوان بيصيروا يحكوا، يعني خاصة اذا في حدا غريب يعني احياناً بترتاحي أكتر، فبصير المجال أوسع، بيصير فيكي تساعدي أكتر."

وقالت "أنا بحس حالي كأني أصلحت الكرة الأرضية مجرد ما إنه مثلاً بعمل شيء مع ولد صغير بحس حالي عملت شيء كتير كبير."

(رويترز)

شارك هذا المقالمحادثة

مواضيع إضافية

الأمم المتحدة تطالب بتحقيق مستقل حول المقابر الجماعية في مستشفيات غزة

بعد 200 يوم من الحرب.. الفلسطينيون في القطاع يرزحون تحت القصف والجوع وأمام مصير مجهول

إردوغان يصف نتنياهو بـ"هتلر العصر" ويتوعد بمحاسبته