سراييفو (رويترز) - أظهرت نتائج الانتخابات في البوسنة يوم الاثنين فوز قومي صربي معارض لفكرة تحول البوسنة إلى دولة بعضوية مجلس الرئاسة الثلاثي في الوقت الذي ربما تؤدي فيه هيمنة الأحزاب العرقية الصربية والكرواتية والمسلمة على الانتخابات إلى تأخر مسيرة البوسنة نحو الاندماج مع الاتحاد الأوروبي.
وهيمنت أحزاب البوسنة الكبرى الممثلة لطوائف الصرب والمسلمين والكروات على المناصب الحكومية منذ انتهاء حربها التي دارت بين عامي 1992 و1995.
ونالت القبضة الصلبة للأحزاب العرقية من جهود إصلاح الاقتصاد وفوز البوسنة بعضوية منظمات غربية مثل الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي.
وقال ماركو أتيلا هوري المحلل السياسي ومؤرخ شؤون البلقان "الانتخابات التي جرت أمس، مثل الانتخابات السابقة في البوسنة، ستفضي إلى استمرار المأزق السياسي وصعوبة انضمام البلد إلى الاتحاد الأوروبي وحلف الأطلسي".
وسيصبح حزب تحالف الديمقراطيين الاشتراكيين المستقلين، المعروف بموالاته لروسيا والذي ينتمي إليه زعيم القوميين الصرب ميلوراد دوديك، أقوى حزب في البوسنة وسيشكل مع شريكيه في الائتلاف غالبية في البرلمان القومي وبرلمان جمهورية صربيا شبه المستقلة.
وفاز حزب العمل الديمقراطي وهو أكبر حزب للمسلمين في البوسنة بغالبية الأصوات في مناطق الاتحاد البوسنة وكرواتيا شبه المستقل والمناطق ذات الأغلبية المسلمة من السكان في البوسنة. وفاز مرشح الحزب شفيق دزافيروفيتش بالمقعد المخصص لطائفته في المجلس الرئاسي الثلاثي.
وفاز بالمقعد الثالث الكرواتي المعتدل جيلكو كومشيتش متغلبا على القومي دراجان كوفيتش مرشح أكبر حزب كرواتي وهو حزب الاتحاد الديمقراطي الكرواتي.
وقال هوري إن الانتخابات تعني أن "الأمور ستتجه نحو الأسوأ" إذ ربما يسعى حزب دوديك في نهاية الأمر إلى محاولة الاستقلال بدعم من روسيا.
وكان الاقتراع اختبارا للبوسنة واعتمدت الحملات الانتخابية للأحزاب الصربية والكرواتية والبوسنية المسلمة على مفاهيم قومية وتعهدات تعود إلى زمن الحرب ولم تتضمن برامجها أي رؤية اقتصادية أو سياسية واضحة بعد مرور أكثر من 20 عاما على حرب راح ضحيتها 100 ألف قتيل.
وقال مراقبون دوليون للانتخابات إنها كانت منتظمة بشكل عام رغم أن بعضهم أشار لوقوع مخالفات.
وقال دوديك يوم الاثنين إن حزبه سيعقد شراكة مع حزب الاتحاد الديمقراطي الكرواتي في مجلس الوزراء وفي البرلمان.
(رويترز)