ترامب يقول إنه لا يزال غير راض عن رواية السعودية بشأن خاشقجي

ترامب يقول إنه لا يزال غير راض عن رواية السعودية بشأن خاشقجي
جاريد كوشنر مستشار البيت الأبيض في واشنطن يوم 16 اغسطس اب 2018. تصوير: كيفن لامارك - رويترز. Copyright (Reuters)
Copyright (Reuters)
بقلم:  Reuters
شارك هذا المقالمحادثة
شارك هذا المقالClose Button

من جيف ميسون وديفيد دولان

واشنطن/اسطنبول (رويترز) - قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم الاثنين إنه غير راض بما سمعه من السعودية بشأن مقتل الصحفي جمال خاشقجي في تركيا لكنه لا يريد أن يخسر استثمارات من الرياض.

وقال ترامب إنه تحدث مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان وإن لديه فرقا في السعودية وتركيا تعمل في القضية. وقال إنه سيعرف المزيد بعد عودتها ليل الاثنين أو يوم الثلاثاء.

وذكر مصدران مطلعان لرويترز أن مديرة المخابرات المركزية الأمريكية جينا هاسبل بصدد السفر إلى تركيا يوم الاثنين للعمل على التحقيق بشأن خاشقجي.

وقال ترامب للصحفيين في البيت الأبيض "أنا غير راض بما سمعت... لا أريد أن أخسر كل هذا الاستثمار الذي حدث في بلادنا... لكننا سنصل إلى حقيقة الأمر".

وأبلغ الرئيس الأمريكي صحيفة يو.إس.إيه توداي في وقت لاحق بأنه يعتقد أن وفاة خاشقجي كانت "مؤامرة باءت بالفشل".

وعبر ترامب عن عدم رغبته في معاقبة السعوديين اقتصاديا، مشيرا إلى مشتريات للمملكة من السلاح الأمريكي بمليارات الدولارات واستثماراتها في الشركات الأمريكية.

وفي الرياض، اجتمع الأمير محمد مع وزير الخزانة الأمريكي ستيفن منوتشين وناقشا "أهمية الشراكة الاستراتيجية السعودية الأمريكية"، بحسب ما ذكرته وسائل إعلام رسمية سعودية.

وقال متحدث باسم منوتشين على تويتر إنهما ناقشا التحقيق الخاص بخاشقجي إلى جانب عقوبات إيران وقضايا اقتصادية سعودية.

وألغى منوتشين وأكثر من 20 متحدثا كبيرا آخرين مشاركتهم في مؤتمر استثماري كبير في السعودية.

لكن لا يزال من المنتظر أن ينضم مئات من المصرفيين والمسؤولين التنفيذيين بالشركات إلى مؤتمر مبادرة مستقبل الاستثمار الذي سيعقد في أحد فنادق الرياض، وهو حدث سنوي يهدف إلى المساعدة في جذب رؤوس أموال أجنبية بمليارات الدولارات في إطار إصلاحات غرضها إنهاء اعتماد السعودية على صادرات النفط.

واختفى خاشقجي، الكاتب في صحيفة واشنطن بوست ومن المنتقدين بشدة لولي العهد السعودي، قبل ثلاثة أسابيع بعد دخوله القنصلية السعودية للحصول على وثائق لزواجه المرتقب.

وأثار موقف الرياض، التي نفت في بادئ الأمر أي علم لها بمصير الصحفي قبل أن تعلن مقتله في شجار داخل القنصلية، الشكوك لدى العديد من الحكومات الغربية وتسبب في توتر علاقاتها مع السعودية أكبر مصدر للنفط في العالم.

وفي أعقاب الغضب العالمي بسبب اختفاء الصحفي، تباينت تعليقات ترامب وتراوحت تصريحاته بين ما بدا أنه تهوين من شأن دور الرياض في الواقعة إلى التحذير من فرض عقوبات اقتصادية محتملة. وأكد مرارا على أهمية المملكة كحليف وقال إن الأمير محمد زعيم قوي ومتحمس.

وفي مطلع الأسبوع زادت الشكوك بشأن روايات السعودية المتغيرة عن مقتل خاشقجي، وقال ترامب إنه غير راض.

ويعتقد مسؤولون أتراك أن خاشقجي قُتل عمدا داخل القنصلية وتم تقطيع أوصاله على يد فريق من السعوديين. وتقول مصادر تركية إن لدى السلطات تسجيلا صوتيا قيل إنه يوثق مقتل خاشقجي (59 عاما) داخل القنصلية.

وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إنه سيعلن معلومات عن التحقيق التركي في كلمته الأسبوعية يوم الثلاثاء أمام أعضاء حزبه العدالة والتنمية.

وفي وقت سابق يوم الاثنين، حث جاريد كوشنر، مستشار البيت الأبيض وصهر ترامب، ولي العهد السعودي على الشفافية بشأن خاشقجي وأبلغه بأن "العالم يتابع" رواية الرياض بشأن قضية الصحفي.

اعلان

وقال مسؤول كبير في الإدارة الأمريكية إن كوشنر سعى لتوطيد العلاقة الشخصية مع الأمير محمد وحث ترامب على العمل بحذر لتجنب إرباك علاقة استراتيجية واقتصادية مهمة.

وقال كوشنر لشبكة (سي.إن.إن) الإخبارية يوم الاثنين إنه نصح الأمير محمد قائلا "هذا اتهام خطير جدا جدا وموقف صعب للغاية". وأضاف أن الأمير رد قائلا "سنرى".

* "عملية سارت على نحو خاطئ"

قال عادل الجبير وزير الخارجية السعودي يوم الأحد إن خاشقجي قُتل في "عملية سارت على نحو خاطئ". لكن بعض تصريحاته بدت متناقضة مع تصريحات سابقة صدرت عن الرياض فيما يشير إلى تغيير جديد في الرواية الرسمية.

اعلان

وضغطت عدة دول منها ألمانيا وبريطانيا وفرنسا وتركيا على الرياض لتقديم كل الحقائق، وقالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إن برلين لن تصدر السلاح للسعودية إذا استمر الغموض في قضية خاشقجي.

وقال عمر جليك المتحدث باسم حزب العدالة والتنمية الذي يتزعمه أردوغان إن حقيقة القضية ستتكشف في نهاية المطاف.

وقال جليك للصحفيين "نحرص على ألا يحاول أي شخص التغطية على القضية. الحقيقة ستظهر".

وتابع قائلا "نحن نواجه وضعا جرى التخطيط له بوحشية وجرت في وقت لاحق محاولة للتغطية عليه. إنها جريمة قتل معقدة".

اعلان

* خيار حلفاء السعودية

بالنسبة لحلفاء السعودية، لا سيما في الغرب، سيكون السؤال هو ما إذا كانوا يصدقون أن الأمير محمد، الذي يصور نفسه على أنه إصلاحي، ليس له أي دور في الواقعة. وأسند العاهل السعودي (82 عاما) للأمير محمد (33 عاما) مهمة إدارة الأمور اليومية في المملكة.

لكن في بعض النقاط بدا تفسير الجبير وزير الخارجية السعودي مختلفا عن التصريحات الرسمية السابقة.

فقد قال إن السعوديين ليسوا على علم بكيفية قتل خاشقجي. وهذا يتناقض مع تصريح النائب العام في اليوم السابق بأن خاشقجي توفي بعد "مشاجرة بالأيدي" مع أشخاص التقى بهم داخل القنصلية. كما يتناقض مع تصريحات اثنين من المسؤولين السعوديين قالا لرويترز إنه مات خنقا.

وقال مسؤول سعودي إن أحد أفراد الفريق ارتدى ملابس خاشقجي ليبدو كما لو أنه قد خرج من القنصلية. وهذه الرواية تدعمها فيما يبدو لقطات بثتها شبكة (سي.إن.إن) الإخبارية تظهر رجلا يرتدي مثل خاشقجي يسير في اسطنبول. وقالت القناة إن اللقطات صورتها كاميرات مراقبة لسلطات إنفاذ القانون.

اعلان

ويوم السبت، ذكرت وسائل الإعلام الرسمية أن الملك سلمان أعفى خمسة مسؤولين من مناصبهم فيما يتصل بالقضية بينهم سعود القحطاني وهو مستشار بارز كان يدير وسائل التواصل الاجتماعي للأمير محمد. وذكر مصدران في المخابرات أن قحطاني أدار عملية قتل خاشقجي بإعطاء الأوامر عبر تطبيق سكايب.

وفي موسكو، قال مستشار الأمن القومي الأمريكي جون بولتون إن المحادثات مستمرة مع السعوديين بشأن الواقعة.

ونقلت محطة إيكو موسكفي الإذاعية الروسية عن بولتون قوله خلال زيارة إلى موسكو "نريد معرفة الحقيقة وليس مجرد الكلام. من المهم في المقام الأول أن نعرف سبب موته. من قتله؟ نريد معرفة الحقيقة الكاملة".

(رويترز)

اعلان
شارك هذا المقالمحادثة

مواضيع إضافية

رئيسي يهدد تل أبيب: ردنا سيكون "رهيبًا وشديدًا"

الأمم المتحدة تدق ناقوس الخطر: حاجة ملحة لسدّ الحد الأدنى من الاحتياجات الإنسانية لـ3 ملايين فلسطيني

وزير الطاقة الإسرائيلي من دبي: أحداث الأسابيع الماضية أثبتت أهمية التعاون بين إسرائيل وجيرانها