مشروع سكة حديدة يساعد في العثور على موقع تاريخي في لندن
قام مئات علماء الآثار بإخراج رفات حوالي 40 ألف جثة في مقبرة تقع بالقرب من إحدى محطات سكك الحديد الأكثر ازدحاما في لندن، حيث اكتشفوا 1200 هيكلا عظميا قرب حديقة سانت جيمس قرب محطة يوستون، والتي كانت مقبرة خلال الفترة الممتدة بين 1788 و1853.
وتعد هذه الحفريات الأكبر في بريطانيا، واحدة من بين 60 موقعا ظهر خلال بناء خط السكة الحديدية الجديد فائق السرعة، الذي يربط بين لندن وبرمنغهام.
ومنذ بضعة أسابيع من عمل الخبراء في يوستن، تحول المكان إلى خنادق موحلة وحفريات وصل عمقها إلى نحو ثمانية أمتار. ويعمل علماء الآثار على مساحة بلغ سقفها 11 الف متر مربع، يحميهم من المطر ومن أعين المتطفلين.
تتابعون على يورونيوز أيضا:
النرويج تستدعي السفير الإيراني بسبب مزاعم مؤامرة اغتيال في الدنمارك
أمريكا: يجب تحديد مكان رفات خاشقجي وإعادته لأسرته في أسرع وقت ممكن
إنقاذ امرأة من براثن الموت في صحراء أريزونا الأميركية
وستساعد مثل هذه الاكتشافات الباحثين على فهم طريقة عيش الناس وموتهم، خلال مرحلة حاسمة من التصنيع البريطاني، وذلك من خلال طرح أسئلة تتعلق بانتشار الأمراض ومعدلات الوفيات. وإلى حد الآن اكتشف فريق علماء الآثار أدلة على إصابات بمرض السل، وطب الأسنان المبكر المعتمد على تركيب الأسنان الزائفة، والجراحة. وسوف يتم إعادة دفن الهياكل في أماكن مجاورة.
ومن بين الأسماء البارزة التي يعتقد أنها دفنت في تلك المقبرة، نجد ماثيو فليندرز الذي رسم ساحل أستراليا وأعطى البلاد اسمها، وهو مؤسس دار كريستي للمزاد العلني.
ويثير مشروع بناء سكة الحديد جدلا في بريطانيا، بسبب كلفته الباهضة وكونه سيؤدي على هدم مئات المنازل. وتقدر كلفة المشروع بنحو 24 مليار جنية إسترليني، ويتوقع ان يكتمل بحلول سنة 2026، وبعد ذلك سيتم توسيعه شمالا.
في المقابل كان المشروع بالنسبة لعلماء الآثار نعمة من النعم، لأنه وفر فرصة التمويل لاكتشاف آثار تعود إلى ما قبل التاريخ والقرون الوسطى، وعهد الرومان.