تركيا: على أمريكا الانفصال عن الأكراد بعد عرضها بخصوص حزب العمال

تركيا: على أمريكا الانفصال عن الأكراد بعد عرضها بخصوص حزب العمال
مقاتلون أكراد من وحدات حماية الشعب في سنجار بشمال العراق. صورة من أرشيف رويترز. Copyright (Reuters)
بقلم:  Reuters
شارك هذا المقالمحادثة
شارك هذا المقالClose Button

من طولاي كارادينيز وطوفان جومروكو

اسطنبول (رويترز) - رحبت تركيا بحذر يوم الأربعاء بقرار الولايات المتحدة عرض ملايين الدولارات مكافأة للمساعدة في القبض على ثلاثة من كبار أعضاء حزب العمال الكردستاني المحظور، لكنها قالت إن على واشنطن أن تفك تحالفها مع المسلحين الأكراد في شمال سوريا.

وعرضت الولايات المتحدة يوم الثلاثاء تقديم مكافآت تصل إلى خمسة ملايين دولار للإدلاء بمعلومات عن مراد قريلان القائد العسكري بحزب العمال الكردستاني وأربعة ملايين دولار عن جميل بايك وثلاثة ملايين عن دوران كالكان، وهما قياديان آخران بالحزب الذي يشن تمردا على تركيا منذ 34 عاما.

جاءت هذه الخطوة المفاجئة في أعقاب سلسلة تحركات أخرى الشهر الماضي هدأت من حدة الأزمة الدبلوماسية بين الدولتين العضوين بحلف شمال الأطلسي. بيد أنهما لا تزالان منقسمتين بشدة بسبب أمور منها الدعم الأمريكي لوحدات حماية الشعب الكردية في شمال سوريا.

ولا ترى تركيا فرقا بين وحدات حماية الشعب وحزب العمال الكردستاني، الذي صنفته أنقرة وواشنطن والاتحاد الأوروبي منظمة إرهابية، وتطالب الولايات المتحدة بوقف دعمها للوحدات، حليفة واشنطن ضد تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا.

وقال وزير الدفاع التركي خلوصي أكار إن عرض المكافآت الأمريكية إيجابي لكنه "خطوة متأخرة للغاية" ودعا واشنطن إلى تبني السياسة نفسها إزاء وحدات حماية الشعب الكردية.

وأضاف لوكالة أنباء الأناضول المملوكة للدولة "لا يمكننا قبول وضع مكافأة بشأن حزب العمال الكردستاني من جهة وإرسال شاحنات من الأدوات والأسلحة والذخيرة لوحدات حماية الشعب الكردية من جهة أخرى".

كما قالت وزارة الخارجية التركية إنها تتوقع أن تدعم الولايات المتحدة الإعلان بتحرك ملموس في سوريا والعراق ضد "حزب العمال الكردستاني والأذرع التابعة له".

وتشن تركيا ضربات منتظمة عبر حدودها في شمال العراق مستهدفة ما تقول إنها قواعد لحزب العمال الكردستاني قرب معقل الحزب في جبال قنديل.

وفي سوريا، حيث توغلت القوات التركية مرتين في شمالها الغربي منذ 2016، هدد الرئيس رجب طيب أردوغان أيضا بتوسيع نطاق العمليات إلى المناطق الحدودية الشمالية الشرقية، حيث تعمل وحدات حماية الشعب. وأصدر "تحذيرا أخيرا" قبل أسبوعين لأي شخص قال إنه يهدد حدود تركيا.

* تهديد لتركيا

قتل أكثر من 40 ألف شخص منذ أن بدأ حزب العمال الكردستاني تمرده في تركيا عام 1984.

وقال جيمس جيفري الممثل الأمريكي الخاص إلى سوريا للصحفيين إن الولايات المتحدة تدرك المخاوف التركية بشأن الصلات بين حزب العمال الكردستاني ووحدات حماية الشعب.

وقال جيفري "نحن حريصون على طمأنة تركيا على أننا سنفعل كل ما في استطاعتنا لكي لا يأتي ... تهديد أمني ملموس من الشمال ضد تركيا".

وأضاف جيفري أن الولايات المتحدة تحد "بحرص شديد" من الأسلحة التي تقدمها لقوات سوريا الديمقراطية التي تهيمن عليها وحدات حماية الشعب وتقاتل تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا.

وتابع "لا نعطيهم سوى الأسلحة الخفيفة. وهذا أحد أسباب عدم تحقيقهم نجاحا في الآونة الأخيرة ضد داعش (الدولة الإسلامية) مثلما حققوا في الماضي. ليس لديهم دبابات ولا مدفعية ولا نعطيهم أسلحة ثقيلة من هذا القبيل".

ويأتي العرض الأمريكي بتقديم مكافآت في وقت بدأ فيه تحسن العلاقات بين أنقرة وواشنطن بعد أن أصدرت محكمة تركية الشهر الماضي حكما بالإفراج عن القس الأمريكي أندرو برانسون الذي كان قيد الإقامة الجبرية.

اعلان

وفي الأسبوع الماضي رفع البلدان عقوبات فرضت على مسؤولين حكوميين في أغسطس آب بسبب قضية برانسون. وأعلنت واشنطن الأسبوع الجاري أن تركيا ستحصل على إعفاء مؤقت من العقوبات التي أعادت الولايات المتحدة فرضها على إيران.

وقال أردوغان يوم الثلاثاء إن المحادثات مع الولايات المتحدة بشأن بنك خلق المملوك للدولة تسير في اتجاه إيجابي. ويواجه بنك خلق احتمال فرض غرامة أمريكية بسبب مزاعم عن خرقه العقوبات المفروضة على إيران.

وبدأت القوات الأمريكية والتركية الأسبوع الماضي دوريات مشتركة في منبج السورية كانت الدولتان قد اتفقتا عليها لطرد المتشددين. وكانت تركيا قد قالت من قبل إن الولايات المتحدة تؤخر تنفيذ الخطة.

وسيلتقي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مع نظيره التركي خلال قمة بباريس في مطلع الأسبوع.

اعلان

(رويترز)

شارك هذا المقالمحادثة

مواضيع إضافية

انتخاب جراح فلسطيني كرئيس لجامعة غلاسكو الإسكتلندية

لليوم الرابع على التوالي..مظاهرة حاشدة بالقرب من السفارة الإسرائيلية في عمان

هل يعود الإسرائيليون الذين فروا من مستعمرات غلاف غزة إليها؟