أمريكا تستهدف شبكة إيرانية روسية بسبب شحنات نفط إلى سوريا

أمريكا تستهدف شبكة إيرانية روسية بسبب شحنات نفط إلى سوريا
وزير الخزانة الأمريكي ستيفن منوتشين يتحدث في مؤتمر صحفي في بوينس ايرس يوم 22 يوليو تموز 2018. تصوير: ماركوس برينديتشي - رويترز Copyright (Reuters)
Copyright (Reuters)
بقلم:  Reuters
شارك هذا المقالمحادثة
شارك هذا المقالClose Button

من أرشد محمد وسوزان هيفي

واشنطن (رويترز) - اتخذت الولايات المتحدة إجراءات ضد شبكة إيرانية روسية أرسلت الملايين من براميل النفط إلى سوريا ومئات الملايين من الدولارات بصورة غير مباشرة إلى حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) وجماعة حزب الله اللبنانية.

وقالت وزارة الخزانة الأمريكية في بيان إن هذا الترتيب المعقد شمل مواطنا سوريا استخدم شركته التي يقع مقرها في روسيا في شحن نفط إيراني إلى سوريا بمساعدة شركة مملوكة للحكومة الروسية.

وساعدت سوريا لاحقا في تحويل مئات الملايين من الدولارات نقدا إلى جماعة حزب الله وهي جماعة مسلحة وحزب سياسي يشارك في الحكومة اللبنانية، وكذلك إلى حماس التي تدير قطاع غزة.

وقالت وزارة الخزانة إن سفنا تحمل النفط الإيراني أغلقت منذ عام 2014 أجهزة الإرسال والاستقبال فيها لإخفاء الشحنات المتجهة إلى سوريا‭‭.‬‬‬

وأضافت أن وزارة الخارجية الأمريكية وخفر السواحل الأمريكي أصدرا تحذيرا إلى الأوساط الملاحية من خطر التعرض لعقوبات في حالة نقل شحنات نفط إلى الحكومة السورية.

ووصف بهرام قاسمي المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية العقوبات بأنها "غير مجدية وغير منطقية وغير فعالة".

ونقلت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية (إرنا) الرسمية عن قاسمي قوله يوم الأربعاء "الذين وضعوا ونفذوا هذه العقوبات سيدركون إن عاجلا أو آجلا أنهم لن يحققوا أهدافهم".

ويظهر ذلك الترتيب المزعوم كيف سعت روسيا إلى تقويض السياسة الأمريكية إزاء سوريا حيث تدعم واشنطن وموسكو أطرافا مختلفة في الحرب الأهلية التي بدأت في عام 2011، وكذلك إزاء إيران التي تسعى الولايات المتحدة إلى وقف برامجها النووية والصاروخية ودعمها لفصائل تحارب بالنيابة عنها في المنطقة.

وقال وزير الخزانة الأمريكي ستيفن منوتشين في بيان للإعلان عن فرض عقوبات على من تصفهم وزارته بأنهم مرتبطون بالشبكة "نتحرك اليوم ضد مخطط معقد تستخدمه إيران وروسيا لدعم نظام (الرئيس السوري بشار) الأسد ولتوفير الأموال للنشاط الإيراني الخبيث".

وأضاف "مسؤولو البنك المركزي الإيراني مستمرون في استغلال النظام المالي العالمي".

وقال ريتشارد نيفيو وهو خبير في مجال العقوبات بجامعة كولومبيا "يفضح الترتيب جهود روسيا لدعم الأسد من أجل مصالحها مما يعمل على التصدي لرغبة الولايات المتحدة في عدم بقاء الأسد في السلطة".

وذكرت وزارة الخزانة في بيان أن من بين المستهدفين المواطن السوري محمد عامر الشويكي وشركته جلوبال فيجن جروب ومقرها روسيا. وأضافت أنهما لعبا دورا محوريا في نقل شحنات النفط الإيراني إلى سوريا وتحويل الأموال إلى "وكلاء" لفيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني.

وقالت الوزارة إن من بينهم أيضا السوري حاج عبد الناصر واللبناني محمد قاسم البزال والروسي أندريه دوجاييف وإيرانيين هما رسول سجاد وحسين يعقوبي مياب.

وأضافت أن سجاد ويعقوبي، وهما مسؤولان في البنك المركزي الإيراني، كانا يسهلان التحويلات التي يجريها الشويكي.

وشملت العقوبات شركة (بروم سيريو إمبورت) وهي شركة تابعة لوزارة الطاقة الروسية قالت وزارة الخزانة الأمريكية إنها سهلت شحنات النفط الإيراني إلى سوريا، وكذلك مصرف (مير بيزنس) وشركة (تدبير كيش) الطبية والدوائية ومقرها إيران.

ونقلت وكالة الاعلام الروسية عن أوليج موروزوف عضو مجلس الاتحاد الروسي قوله في وقت متأخر أمس الثلاثاء إن روسيا ستواصل تزويد سوريا بالنفط التزاما باتفاقها مع دمشق رغم ضغوط الولايات المتحدة.

وقال "يبدو أن الهزيمة السياسية في سوريا تدفع الولايات المتحدة إلى العودة إلى فكرة تغيير النظام في دمشق. لذلك، يصبح الضغط الاقتصادي من خلال وقف إمدادات النفط أداة للحرب الاقتصادية الجديدة مع بشار الأسد وبشكل غير مباشر مع موسكو وإيران".

اعلان

ووفقا لموروزوف، فإن روسيا تتصرف وستتصرف "بشكل قانوني تماما".

وأضاف "لدينا اتفاق مع سوريا وبالتالي فإن الامر متروك لنا لنقرر ما الذي نورده ولمن. سيكون هذا هو جوابنا، (إنه) أكثر فاعلية من العقوبات المضادة".

وأحجمت وزارة الطاقة الروسية التي تتبعها شركة (بروم سيريو إمبورت) عن التعليق.

ويؤدي إدراج وزارة الخزانة الأمريكية الأفراد والكيانات على لائحة العقوبات إلى عزلهم فعليا عن النظام المالي العالمي بتجميد أي أصول لهم تحت الاختصاص القضائي الأمريكي وتحذير المؤسسات غير الأمريكية من التعامل معهم.

والولايات المتحدة على خلاف مع حلفاء أوروبيين رئيسيين لها مثل بريطانيا وفرنسا وألمانيا، فضلا عن روسيا والصين، بسبب قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في الثامن من مايو أيار بالانسحاب من الاتفاق النووي الإيراني المبرم في عام 2015 والذي جرى التفاوض حوله مع القوى العالمية الأخرى في عهد إدارة سلفه باراك أوباما.

اعلان

كان الاتفاق رفع الكثير من العقوبات الأمريكية وغيرها من العقوبات الاقتصادية على إيران في مقابل التزام طهران بكبح برنامجها النووي.

لكن ترامب أعاد في الخامس من نوفمبر تشرين الثاني الجاري فرض العقوبات الأمريكية، وهدد باتخاذ مزيد من الإجراءات لوقف سياسات إيران "غير القانونية".

وفي المقابل وصفت إيران إجراءات ترامب بأنها حرب اقتصادية وتعهدت بتحدي العقوبات. وتقول القوى الأوروبية التي لا تزال تدعم الاتفاق النووي مع إيران إنها ترفض إعادة فرض العقوبات عليها.

(رويترز)

اعلان
شارك هذا المقالمحادثة

مواضيع إضافية

وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما

أسطول الحرية يستعد لاختراق الحصار الإسرائيلي على غزة

ردود فعل غاضبة للفلسطينيين تجاه الفيتو الأمريكي ضد العضوية الكاملة لفلسطين في الأمم المتحدة