في الحديث عن قضايا العرق والطبقات.. الفيلم البريطاني (طاعة) يسقط في فخ التنميط

في الحديث عن قضايا العرق والطبقات.. الفيلم البريطاني (طاعة) يسقط في فخ التنميط
بقلم:  Reuters
شارك هذا المقالمحادثة
شارك هذا المقالClose Button

من ليليان وجدي

القاهرة (رويترز) - أم تعاقر الخمر وحبيبة تعيش حياة بوهيمية ومواجهات عنيفة بين الشرطة والمتظاهرين.

في هذه الأجواء المشحونة بالتوتر يخلق المخرج البريطاني جايمي جونز المناخ الذي يعيش فيه ليون بطل فيلمه (طاعة) "أوبي" الذي عرض يوم الأحد ضمن المسابقة الرسمية في الدورة الأربعين لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي.

تدور أحداث الفيلم حول ليون، الشاب الأفريقي الذي يبلغ من العمر 19 عاما والذي يعاني ليجد لنفسه مكانا في العالم في ظل عدم إكمال تعليمه وحياته مع أم تعاقر الخمر وصديقها الأبيض العنيف وصداقته بمجموعة تشارك في احتجاجات يغلب عليها العنف ضد الشرطة والحكومة البريطانية.

الفيلم، وهو الروائي الطويل الأول لمخرجه، ذو رسالة سياسة مباشرة لا مواربة فيها ولا رموز، يرسم فيه المخرج صورة قاتمة للعاصمة البريطانية في عالم ما بعد الهجمات الإرهابية، حيث الخوف وسوء الفهم هما سيدا الموقف.

لكن في محاولته لتشريح المشاكل بين من ينتمون لأعراق وطبقات اجتماعية مختلفة، يقع جونز في فخ تنميط شخصياته. ليون، الذي يجسد دوره الممثل ماركوس راثفورد، هو نموذج للشاب الأفريقي الذي يمارس الملاكمة ويعاني دوما من الأحكام المسبقة ضده، وحبيبته تويجي (صوفي كينيدي كلارك) هي نمط الفتاة البيضاء العابثة التي تتلاعب بشخص يحبها دون شروط، وأفراد الشرطة هم أدوات البطش التي لا تملك القدرة على التمييز بين الصالح والمجرم فقط لأن الكل أمامهم لديه لون بشرة واحد.

ومع ذلك لا يخلو الفيلم من جماليات أهمها الأداء القوي لكل ممثلي الفيلم، وخاصة راثفورد والممثلة تينا ميلر التي تجسد شخصية الأم وكذلك المونتاج الذي نفذته أجنيسكا ليجيت والذي جذب المشاهدين بإيقاع سريع ومتوتر عكس أجواء الفيلم.

في النهاية قد يبدو المشهد السياسي الراهن ملائما لسياق الفيلم،لكن نبرته الاعتذارية ربما ساهمت في تكريس نمط لا يكون فيه الرجل الأبيض سوى شيطان ولا يلعب الرجل الأسود سوى دور الضحية.

تستمر أنشطة الدورة الأربعين من مهرجان القاهرة السينمائي حتى 29 نوفمبر تشرين الثاني المقبل.

شارك هذا المقالمحادثة

مواضيع إضافية

انتخاب جراح فلسطيني كرئيس لجامعة غلاسكو الإسكتلندية

لليوم الرابع على التوالي..مظاهرة حاشدة بالقرب من السفارة الإسرائيلية في عمان

هل يعود الإسرائيليون الذين فروا من مستعمرات غلاف غزة إليها؟