من عزيز اليعقوبي
دبي (رويترز) - قال محامي الناشط الحقوقي البحريني البارز نبيل رجب إن محكمة التمييز أيدت حكما بالسجن خمس سنوات على موكله يوم الاثنين في حكم وصفته منظمات معنية بحقوق الإنسان بأنه "اضطهاد سياسي" و"مشين للغاية".
وأدين رجب، المعروف بانتقاداته الحادة للحكومة والذي لعب دورا قياديا في الاحتجاجات المنادية بالديمقراطية عام 2011، في فبراير شباط بسبب تغريدات تتهم سلطات السجون بالتعذيب وتنتقد الغارات الجوية السعودية في اليمن.
وكان رجب، وهو في منتصف الخمسينات من العمر، يقضي بالفعل حكما بالسجن عامين بسبب مقابلة صحفية قال فيها إن البحرين تعذب السجناء السياسيين ويواجه عددا من القضايا الأخرى بينها ما يتعلق بمقال كتبه في صحيفة نيويورك تايمز عام 2016.
وقال المحامي محمد الجشي لرويترز عبر الهاتف "محكمة التمييز ترفض الطعن وتؤيد الحكم الصادر بسجن نبيل رجب لمدة خمس سنوات بتهم التغريد على تويتر".
وقال مكتب الاتصال الحكومي في بيان لرويترز إن رجب حصل على كل حقوقه القانونية منها الحق في الاستئناف والاستعانة بمستشار قانوني.
وأضاف البيان "المملكة ملتزمة بتعددية المجتمع ولكن، ومثلما يحدث في كل الدول، فإن الجرائم الجنائية لا يمكن أن تمر دون حساب".
وتضيق البحرين، التي تقطنها غالبية شيعية بينما تنتمي الأسرة الحاكمة إلى السنة، على المعارضة منذ أن سحقت السلطات، بمساعدة دول خليجية مجاورة، احتجاجات مؤيدة للديمقراطية نظمتها المعارضة الشيعية في 2011.
وقاضت المملكة، التي تستضيف الأسطول الأمريكي الخامس، مئات المحتجين في محاكمات جماعية وحظرت جماعات المعارضة الرئيسية. ومعظم الشخصيات البارزة بالمعارضة الشيعية ونشطاء حقوق الإنسان مسجونون أو فروا إلى الخارج.
وفي يوليو تموز، طالب خبراء في حقوق الإنسان بالأمم المتحدة البحرين بالإفراج عن نشطاء، بينهم رجب، وقالوا إن السلطات تنفذ منذ العام الماضي "هجوما جديدا على حرية التعبير وعلى المجتمع المدني... وتهميشا للأحزاب السياسية المعارضة".
وخسر رجب طعنا قدمه سابقا على الحكم بسجنه خمس سنوات في يونيو حزيران. وجاء في وثيقة للمحكمة أن الحكم صدر على رجب لأنه "أذاع عمدا أخبارا وشائعات كاذبة ومغرضة وعمد إلى دعايات مثيرة وكان من شأن ذلك إلحاق الضرر بالعمليات الحربية التي تخوضها القوات المسلحة البحرينية" فضلا عن أنه "أهان علنا الدول الأجنبية المبينة في الأوراق" و"وزارة الداخلية".
وعبرت جماعات حقوقية دولية تتابع القضية والولايات المتحدة عن قلقها.
وقالت لين معلوف مديرة بحوث الشرق الأوسط بمنظمة العفو الدولية إن رجب سجين رأي.
وأضافت في بيان صدر بعد إعلان الحكم "من المشين للغاية أن يقضى عامين خلف القضبان، من بينهما تسعة أشهر مؤلمة رهن الحبس الانفرادي، وهو ما يصل إلى حد التعذيب".
وقال سيد أحمد الوداعي المدير في معهد البحرين للحقوق والديمقراطية، الذي يتخذ من لندن مقرا، إن الحكم "اضطهاد سياسي".
واتهم الوداعي السلطات بتعمد إصدار الحكم في موسم العطلات في العالم لتجنب لفت الانتباه إلى القضية.
(رويترز)