من ديفيد باربوشيا
دبي (رويترز) - تلقت السعودية استجابة قوية يوم الأربعاء في أول اختبار لمعنويات سوق السندات الدولية منذ تعرضها لتدقيق مكثف في أكتوبر تشرين الأول من حكومات أجنبية ومستثمرين بشأن قتل الصحفي جمال خاشقجي.
وفي إطار سعيها لجمع 7.5 مليار دولار، اجتذبت الرياض طلبا تجاوز 27 مليار دولار لسندات على شريحتين تستحق في 2029 و2050، بحسب وثيقة أصدرها أحد البنوك المرتبة للصفقة واطلعت عليها رويترز.
ووصف تيموثي آش، كبير محللي الأسواق الناشئة لدى بلوباي لإدارة الأصول، الصفقة بأنها "انتهازية"، وقال إنها تتزامن مع تحسن الأوضاع في الأسواق الناشئة مع تراجع العائدات على مدى الأسابيع القليلة الماضية.
وقال محلل ثان إن تأثير قضية خاشقجي يتلاشى.
وأكدت وزارة المالية في بيان يوم الخميس اتمام بيع السندات البالغة قيمتها 7.5 مليار دولار. وقالت "شهد هذا الطرح إقبالا كبيرا من قبل المستثمرين الدوليين، حيث وصل المجموع الكلي لطلبات الاكتتاب حوالي 27.5 مليار دولار".
ولم يتضح بعد مصدر معظم الطلب على السندات.
وبعدما تضررت جراء هبوط أسعار النفط، أصبحت السعودية أحد أكبر المصدرين في الأسواق الناشئة، بعد أن باعت سندات دولية بقيمة 52 مليار دولار منذ باكورة إصدارها في 2016. وتخطط المملكة لزيادة الاقتراض هذا العام، مع ارتفاع الإنفاق الحكومي.
لكن رصيدها بين المستثمرين تضرر بعد قتل خاشقجي الذي لم يخرج له توضيح قاطع بعد، وفي الوقت الذي باتت فيه التداعيات الإنسانية لحربها في اليمن أكثر وضوحا.
* توقيت عظيم
بدأت السعودية تسويق السندات الأربعاء عند نحو 40 نقطة أساس فوق المنحنى الحالي لها، بحسب ما أظهرته وثيقة أخرى، وهو ما يشير إلى أن المملكة كانت مستعدة لدفع عائد مرتفع لجذب طلب ضخم.
وجرى تقليص الفوارق في وقت لاحق بنحو 25 نقطة أساس للشريحة التي تستحق في 2029 وتم تحديد حجمها عند أربعة مليارات دولار، وبمقدار 20 نقطة أساس للشريحة التي تستحق في 2050، وتم تحديد حجمها عند 3.5 مليار دولار.
وقال فيليب جود الرئيس التنفيذي ورئيس إدارة المحافظ لدى فيش لإدارة الأصول "هذه الحصافة في التوقيت عظيمة، لأن الأصول العالية المخاطر باتت صرعة - 2019 انطلق بجنون والمستثمرون يريدون بدء توظيف أموالهم".
وقال سيرجي دورجاتشوف رئيس ديون شركات الأسواق الناشئة وكبير مديري المحافظ لدى يونيون انفستمنت التي مقرها ألمانيا إنه يعتقد أن المستثمرين همشوا قضية خاشقجي "على الأخص منذ التغيير الحكومي الكبير قبل أسبوعين".
والصفقة، التي رتبها بي.إن.بي باريبا وسيتي وإتش.إس.بي.سي وجيه.بي مورجان والأهلي كابيتال، كانت أيضا الأولى هذا العام من جانب مقترض خليجي، وجاءت مع تعافي أسعار النفط.
وأضاف دورجاتشوف "حين تطرح أولا أو من ضمن البادئين في أوائل يناير (كانون الثاني) فهو اختبار جيد لأمرين، أولهما تفهم السوق لوضعك الائتماني وأن المستثمرين لديهم أرصدة سيولة لتوظيفها".
وبلغ الدين العام السعودي 560 مليار ريال (149.29 مليار دولار)، أو 19.1 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي في 2018، وتتوقع الميزانية أن يرتفع إلى 678 مليار ريال، أو 21.7 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي هذا العام.
اعلانوالمملكة حاصلة على تصنيف A1 من موديز وA+ من فيتش.
(الدولار = 3.7511 ريال سعودي)
اعلان(رويترز)