القوات الأفغانية تخشى فقدان الغطاء الجوي إذا سحبت أمريكا قواتها

القوات الأفغانية تخشى فقدان الغطاء الجوي إذا سحبت أمريكا قواتها
جندي أفغاني في نقطة تفتيش على أطراف كابول يوم 31 ديسمبر كانون الأول 2018. تصوير: عمر صبحاني - رويترز Copyright (Reuters)
Copyright (Reuters)
بقلم:  Reuters
شارك هذا المقالمحادثة
شارك هذا المقالClose Button

من مصطفى عندليب

غزنة (أفغانستان) (رويترز) - أثار الغموض الذي يكتنف انسحابا مزمعا للقوات الأمريكية المخاوف بين القوات الأفغانية المرهقة خشية أن تفقد الدعم الجوي الأمريكي الذي يعد من المزايا القليلة الحاسمة في مواجهة مقاتلي حركة طالبان الذين تتزايد ثقتهم بأنفسهم.

فقد اهتزت أفغانستان بفعل تقارير تحدثت عن احتمال انسحاب أكثر من 5000 جندي أمريكي في الأشهر المقبلة فيما يمثل تحولا عن الاستراتيجية المعلنة في 2017 وتقضي بزيادة الضغط على طالبان لقبول التفاوض على السلام.

ويتجاوز عدد القوات الأمريكية العاملة في أفغانستان 14 ألفا في إطار قوة الدعم الحازم التي تعمل بقيادة حلف شمال الأطلسي في تدريب القوات الأفغانية وتقديم المشورة لها وعملية منفصلة لمحاربة الإرهاب تستهدف في الأساس تنظيمي الدولة الإسلامية والقاعدة.

وبينما تستمر محادثات السلام بين مسؤولين أمريكيين وممثلين لحركة طالبان ليس واضحا ما هي القوات التي قد يتم سحبها وما إذا كانوا سيتوصلون إلى وقف دائم لإطلاق النار.

وعلى الخطوط الأمامية يسود هاجس واحد بين القوات الأفغانية.

قال شرطي اسمه شام الحق في غزنة المدينة الواقعة في وسط أفغانستان التي اجتاحها مئات من مقاتلي طالبان في أغسطس آب وطُردوا منها بمساعدة الضربات الجوية الأمريكية "إذا توقف الدعم الجوي من جانب الأمريكيين فستكون كارثة علينا".

وقد سقط أكثر من 28 ألف قتيل في صفوف الجيش والشرطة في أفغانستان منذ أنهى حلف شمال الأطلسي مهمته القتالية في العام 2014. ويقول القادة الأمريكيون إن هذه الخسائر "لا يمكن أن تستمر على هذا المنوال".

ورغم محادثات السلام تتواصل الاشتباكات الضارية ويسقط كل يوم عشرات من القتلى والجرحى في صفوف القوات.

وتراجعت المعنويات على الخطوط الأمامية بسبب ضعف القيادة وانخفاض الأجور وعدم انتظام الامدادات في مواجهة مقاتلي طالبان المسلحين بأسلحة متطورة من بينها أجهزة الرؤية الليلية.

وعلى الرغم من عجز حركة طالبان عن السيطرة على إحدى المدن الكبرى فقد شددت قبضتها على مناطق ريفية وأصبحت تسيطر الآن، أو تنافس على السيطرة على، ثلث مساحة البلاد وفقا لتقديرات أمريكية وعلى مساحة أكبر كثيرا وفقا لتقديرات أقل تحفظا.

قال جندي في غزنة "ليس من الممكن القتال بمعدة خاوية وأسلحة وذخيرة أقل من طالبان".

ومهما ساءت الأمور للجنود على الجبهات يدرك القادة الأفغان على الأقل أن بوسعهم الاعتماد على القوة الجوية الأمريكية للحيلولة دون أن يمنوا بهزيمة منكرة.

ومنذ عام 2017 تصاعدت الضربات الجوية الأمريكية إلى مستويات لم تشهدها أفغانستان منذ ذروة مهمة حلف شمال الأطلسي القتالية في 2011 عندما تجاوز عدد القوات الأمريكية في البلاد 100 ألف جندي.

وعندما هددت حركة طالبان بالسيطرة على مدن فراه وغزني هذا العام كانت الغارات الجوية الأمريكية حاسمة في دحرها.

ورغم تشديد مقاتلي الحركة قبضتهم على الريف فقد سقط المئات منهم بمن فيهم قادة ميدانيون كبار قتلى في غارات أمريكية بطائرات حربية وطائرات مسيرة وطائرات هليكوبتر.

ورغم أن الضربات الجوية أثارت انتقادات من نشطاء حقوق الانسان والأمم المتحدة لتسببها في سقوط خسائر بشرية بين المدنيين فإن الجنود الأفغان يعتبرونها نعمة.

اعلان

* "لم تقف على أقدامها بعد"

لعدم إعلان أي تفاصيل عن سحب القوات حتى الآن فليس من المؤكد خفض الدعم الجوي نظرا لأن برنامج تدريب وتجهيز القوة الجوية الأفغانية الذي يبلغ حجمه سبعة مليارات دولار وينفذ على أربع سنوات لا يزال في منتصفه.

وفي العادة تقدم القوة الجوية الأفغانية الدعم لقوات أفغانستان وتنفذ حوالي نصف الضربات الجوية. وتضم هذه القوات طائرات ايه-29 للهجوم البري وطائرات هليكوبتر من طراز إم.دي-530 المزودة بالصواريخ.

ورغم المساعدات التي تقدر بمليارات الدولارات فإن قدرة القوة على دعم الوحدات والمحافظة على إمداداتها في التضاريس الأفغانية الوعرة تعتمد بدرجة كبيرة على المساعدة الدولية.

وقد هون متحدثون باسم الحكومة الأفغانية من الأثر المحتمل لسحب القوات الأمريكية مشيرين إلى أن القوات الأفغانية تنفذ تقريبا كل العمليات القتالية.

اعلان

غير أن الجنرال كينيث ماكينزي المرشح لتولي رئاسة القيادة الأمريكية الوسطى حذر في الشهر الماضي من أنه إذا انسحب القوات الأمريكية بأعداد كبيرة الآن "فلا أعتقد أنها (القوات الأفغانية) ستتمكن من النجاح في الدفاع عن بلادها".

وفي حين يثني الضباط الأمريكيون العاملون مع القوات الأفغانية على بسالتها وروحها القتالية فلا تزال هناك مشاكل مزمنة تتعلق بالتنظيم والمسائل اللوجستية والامدادات الجوية.

وقال الجنرال محمد نسيم سانجين قائد أحد ألوية المشاة في غزنة "لدينا قوات كافية لكننا سنحتاج القوات الاجنبية في الدعم الجوي والمساعدة وتدريب القوات الأفغانية".

وأضاف "إذا تقلصت الضربات الجوية أو توقفت فسيكون ذلك مصدر قلق لنا لأن القوات الأفغانية لم تقف على أقدامها بعد".

وفي لقاء عقد مؤخرا مع مسؤولين أمريكيين قال الرئيس الأفغاني أشرف غني إن الدعم الجوي الأمريكي حيوي.

اعلان

ونقل مسؤول كبير عنه قوله في الاجتماع "بإمكاننا الصمود على الأرض إذا قمتم بتغطيتنا من السماء".

(رويترز)

شارك هذا المقالمحادثة

مواضيع إضافية

صلاة راهبة مسيحية في لبنان من أجل مقاتلي حزب الله تٌثير ضجة

القضاء في تونس يصدر حكما بإعدام أربعة متهمين وسجن اثنين آخرين في قضية اغتيال السياسي شكري بلعيد

توجيه الاتهام إلى رئيس البرازيل السابق بولسونارو على خلفية تزوير بيانات التطعيم الخاصة به