تحليل-رغم بريق الحديث عن الوحدة .. ترامب يخاطب حزبه

تحليل-رغم بريق الحديث عن الوحدة .. ترامب يخاطب حزبه
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يلقي خطاب حالة الاتحاد في واشنطن يوم الثلاثاء. صورة من ممثل وكالات أنباء Copyright (Reuters)
بقلم:  Reuters
شارك هذا المقالمحادثة
شارك هذا المقالClose Button

من جيمس أوليفانت وجون وايتسايدز

واشنطن (رويترز) - أوضح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حتى وهو يدعو للوحدة في خطاب حالة الاتحاد يوم الثلاثاء أن فكرته عن الأرضية المشتركة هي حمل الديمقراطيين على دعم برنامج سياساته والتوقف عن التفتيش في خبايا إدارته.

ورغم كل ما ردده ترامب عن تسوية "الانقسامات القديمة" واتباع مبادرات تجمع الحزبين الرئيسيين فقد استعرض الأفكار التي سبق أن رددها وستتصدر حملة إعادة انتخابه في 2020 وتتلخص في التشدد في مسألة الهجرة والأمن الحدودي والارتياب الشديد في الاتفاقات التجارية ورفع شعار "أمريكا أولا" في السياسة الخارجية.

وهذه المرة كان التنافر بين كلمات ترامب والواقع السياسي أكثر وضوحا من أي وقت مضى. فللمرة الأولى جلس عضو في الحزب الديمقراطي خلفه في مجلس النواب متمثلا في رئيسة المجلس نانسي بيلوسي وخاطب الكونجرس الذي يتقاسم فيه الديمقراطيون السلطات مع الجمهوريين.

وخارج مقر الكونجرس يتزايد كل أسبوع عدد الديمقراطيين الساعين لتحدي ترامب في انتخابات الرئاسة.

وأوحى الخطاب بأن ترامب كان يشير لأشد أنصاره حماسة أنه لن يتهاون في القضايا التي تهمهم أكثر من غيرها رغم أنه ردد أهدافا سامية يتفق عليها الحزبان الديمقراطي والجمهوري مثل مكافحة فيروس مرض نقص المناعة المكتسب (الإيدز) وسرطان الأطفال.

وقال رون بونجين أحد قدامى خبراء الاستراتيجية الجمهوريين في واشنطن "رغم كثرة اللحظات التي تتضمن دعوة للتوحيد فقد خصص الرئيس وقتا لاستمالة قاعدة مؤيديه في قضايا يختلف عليها الحزبان مثل التحقيقات والهجرة والإجهاض".

وأضاف "لم يتغير شيء بعد خطاب ترامب الليلة لأن الجانبين متمترسان ببساطة لدرجة لا تتيح التوصل لأي تشريع رئيسي متفق عليه".

ورغم إغلاق الحكومة الجزئي الذي استمر شهرا وأضر به سياسيا فلم يبد ترامب أي ميل إلى التراجع عن مطلبه بتخصيص مبلغ يتجاوز خمسة مليارات دولار لبناء جدار على امتداد الحدود الأمريكية المكسيكية بل إنه خصص في الواقع جزءا كبيرا من الخطاب لشرح رأيه في الجدار للشعب الأمريكي.

ولهذه الغاية استخدم ترامب جانبا كبيرا من العبارات البلاغية التي استعملها في انتخابات الكونجرس العام الماضي فحذر من "هجوم" المهاجرين من أمريكا الوسطى بأعداد كبيرة ووصف الحدود بأنها في حالة فوضى وردد أن أمريكيين "لا حصر لهم" قتلوا على أيدي مهاجرين غير شرعيين.

وللتذكرة بنتيجة انتخابات التجديد النصفي في الكونجرس لم يكن ترامب بحاجة سوى للنظر إلى بحر الملابس البيضاء التي ارتدتها الديمقراطيات الجالسات في مقاعد مجلس النواب. ورحن يرددن "يو.إس.ايه" في إشارة إلى الولايات المتحدة عندما أشار ترامب إلى ما حققنه من إنجاز.

ورغم ذلك فقد وجه ترامب تحذيرا شديدا للديمقراطيين من أمثال بيلوسي الذين قالوا إنهم سيواصلون محاسبة إدارته وكان فحوى رسالته: تراجعو وإلا فلن أتعامل معكم.

وقال ترامب "إذا كان للسلام والتشريع أن يتحققا فلا يمكن أن تكون هناك حرب وتحقيقات. الأمور لا تتم بهذه الطريقة".

وعند الحديث عن الاقتصاد الأمريكي النابض بالحيوية ألمح ترامب إلى أنه سيسارع إلى تحميل الديمقراطيين مسؤولية أي تباطؤ في وتيرته.

* حروب الثقافات

عاود ترامب تأجيج حروب الثقافات في أمريكا فكرس جانبا من الخطاب لمهاجمة تشريعات تتعلق بالحق في الإجهاض في نيويورك وفرجينيا وهي خطوة ستحبب فيه قلوب الناخبين الإنجيليين.

وقال دوج ثورنل أحد قدامى المساعدين الديمقراطيين في الكونجرس "لم يكن ثمة اختلاف يذكر بين خطابه وما قد تسمعه منه في أحد لقاءات الدعاية الانتخابية الجماهيرية".

اعلان

وأضاف "سيتذكر كثيرون خطابه لاستمرار استحواذ أفكار الجدار وشيطنة المهاجرين عليه وهجومه الغريب على تحقيقات الكونجرس. أمر مذهل حقا".

غير أن أليكس كونانت أحد كبار المساعدين السابقين للمرشح الرئاسي الجمهوري ماركو روبيو قال إن ترامب نجح في إظهار انفتاحه على العمل مع الديمقراطيين في قضايا مثل أسعار الأدوية.

وثمة علامات واضحة على أن الخلاف على الجدار الحدودي نال من شعبية الرئيس. فقد أوضح أحدث استطلاع أجرته رويترز/إبسوس أن شعبيته انخفضت لما يزيد قليلا على 39 في المئة لتسجل أدنى مستوى منذ أوائل أكتوبر تشرين الأول العام الماضي.

وتجاوز عدد الأمريكيين الذين لا يقرون أداء ترامب في منصبه 56 في المئة.

ومع اقتراب حملة إعادة انتخاب ترامب من بدايتها الجدية يتعين على الرئيس أن ينتظر الرأي النهائي للمحقق الخاص روبرت مولر الذي يتحرى العلاقات بين فريق العاملين في حملة ترامب والمسؤولين الروس وكذلك احتمال حدوث عرقلة للعدالة.

اعلان

وقبل عام واحد وجه ترامب نداء مماثلا من أجل التعاون مع الديمقراطيين لينتهي العام بانتخابات مني فيها الجمهوريون بخسائر وخلاف شديد حول القاضي بريت كافانو المرشح للمحكمة العليا وأخيرا بإغلاق مؤسسات حكومية 35 يوما.

وخلال كل ذلك عمد ترامب إلى توجيه انتقادات للجمهوريين على تويتر ووصفهم بأنهم غير متعاونين وغير وطنيين.

وقال جون جير الخبير في الرأي العام بجامعة فاندربيلت "ما من سبب يدعو للاعتقاد بأنه يريد الوحدة. فهو ينجح من خلال التشرذم. ربما يدعو الرئيس للتعاون لكن سلوكه السابق يشير إلى غير ذلك".

اعلان

(رويترز)

شارك هذا المقالمحادثة

مواضيع إضافية

انتخاب جراح فلسطيني كرئيس لجامعة غلاسكو الإسكتلندية

لليوم الرابع على التوالي..مظاهرة حاشدة بالقرب من السفارة الإسرائيلية في عمان

هل يعود الإسرائيليون الذين فروا من مستعمرات غلاف غزة إليها؟