كيف تؤثر "السترات الصفراء" على العلاقات الفرنسية الإيطالية؟

كيف تؤثر "السترات الصفراء" على العلاقات الفرنسية الإيطالية؟
بقلم:  Hassan Refaei
شارك هذا المقالمحادثة
شارك هذا المقالClose Button
نسخ/لصق رابط فيديو المقال أدناهCopy to clipboardCopied

المشكلات بين فرنسا وإيطاليا عند الحدود التي ترسمها جبال الألب، لا تقف فقط عند مسألة سكّة الحديد، فهناك أيضاً اتهامات متبادلة بشأن قضية المهاجرين وما يتشعب منها من ملفات.

اعلان

تشهد العلاقة الفرنسية الإيطالية حالة من التنافر نتيجة لاختلاف الرؤى وتباين المصالح تجاه قضايا مادية بعينها، إضافة إلى حالة الاسىتقطاب السياسي التي تمليها التحضيرات للانتخابات الأوروبية القادمة والمقررة في شهر أيار/مايو القادم.

ويتأسس الخلاف بين باريس وروما على أمورٍ محددة، مثل إنشاء سكة حديدية لقطار عالي السرعة يصل مدينة ليون الفرنسية بتورينو الإيطالية، ففي حين تنتظر باريس من روما الالتزام بتعهداتها مع الاتحاد الأوروبي اتجاه بناء السكة الحديدية المشار إليها، إلا أن الحكومة الإيطالية لا تزال منقسمة، فحركة "خمس نجوم" بزعامة نائب رئيس الوزراء لويجي دي مايو لا تريد بناء هذه السكّة، في حين أن حزب الرابطة" بزعامة ماتيو سالفيني تؤيد إنشاءها.

ويشار إلى أن الإيطاليين أصدروا الأربعاء الماضي تقريراً حول التكاليف الباهظة للخط الحديدي السريع بين ليون وتورينو، وضمّنوا التقرير برسالة مفادها أن جزءاً من الحكومة ترغب في إلغاء المشروع.

والمشكلات بين فرنسا وإيطاليا عند الحدود التي ترسمها جبال الألب، لا تقف فقط عند مسألة سكّة الحديد، فهناك أيضاً اتهامات متبادلة بشأن قضية المهاجرين وما يتشعب منها من ملفات.

الفرنسيون والإيطاليون يتشاركون التاريخ والثقافة والحدود والكثير من المصالح الاقتصادية، كما أنهما بلدان مؤسسان للاتحاد الأوروبي، وهما ملتزمان بالتواصل فيما بينهما، وهذا ما دفع رئيس الوزراء الإيطالي جوزيبي كونتي والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على العمل من أجل احتواء الموقف ومنع التصعيد.

للمزيد في "يورونيوز":

الحكومتان تمثلان وجهتي نظر متضادتين حول الكيفية التي ينبغي أن يكون بها الاتحاد الأوروبي وأوروبا بشكل عام. وحركة "خمس نجوم" وحزب الرابطة في إيطاليا بدأوا الحملة للانتخابات الأوروبية، ويبدو ان الاتكاء على حركة السترات الصفراء كقوة جماهيرية مؤثرة، أمرٌ مغرٍ بالنسبة لليمين الإيطالي الذي تمثله " خمس نجوم" و"الرابطة".

وكان دي مايو التقى مع زعماء حركة السترات الصفراء الفرنسية قبل أسبوع ونيف أثناء توقف رحلة طيران كان على متنها في فرنسا حيث تحدث إلى كريستوف شيلونكون زعيم حركة السترات الصفراء والمرشحين على قائمة الحركة الشعبية في انتخابات البرلمان الأوروبي، وألحق دي مايو ذاك اللقاء بتغريدة على تويتر قال فيها: إن "رياح التغيير عبرت جبال الألب".

أما فيما يتعلق بالرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، فمن الأهمية بمكان بالنسبة له العمل على تبديد أي محاولة تنسيق بين الإيطاليين والفرنسيين في إطار حركة السترات الصفراء، لما باتت تمثله من ثقلل سياسي لا يستهان به، خاصة فيما يخص الانتخابات الأوروبية.

وبصرف النظر عن الخلاف السياسي والالتزام بمصالح ناخبيهم، تتقاسم الحكومتان الفرنسية والإيطالية مصالح تجارية واقتصادية ضخمة، مثل الاستثمارات المالية والتعاون الصناعي في القطاعات الاقتصادية الإستراتيجية، فما يجمع البلدين أكثر بكثير مما يفقرهما.

شارك هذا المقالمحادثة

مواضيع إضافية

مثول رمز بارز من السترات الصفراء أمام محكمة في باريس

من دافوس: رئيس حكومة إيطاليا يسعى لتخفيف حدّة توتر العلاقات مع فرنسا

إيطاليا: رؤساء بلديات يتحدون وزير الداخلية بشأن قانون جديد يلغي حماية المهاجرين