تحقيق- الحياة في المساكن العشوائية خارج كابول تتحدى السلام في أفغانستان

تحقيق- الحياة في المساكن العشوائية خارج كابول تتحدى السلام في أفغانستان
صبيان من أسرة أفغانية نازحة يقفان خارج الملجأ الذي يقيمون فيه في كابول بأفغانستان أثناء تساقط الثلوج يوم 10 يناير كانون الثاني 2019. تصوير: محمد إسماعيل - رويترز. Copyright (Reuters)
بقلم:  Reuters
شارك هذا المقالمحادثة
شارك هذا المقالClose Button

من جريج تورود

كابول (رويترز) - بينما تعزز المفاوضات بين طالبان ومبعوثين أمريكيين أحلام تحقيق السلام في أفغانستان تبرز القرية العشوائية بول الشينا حقائق الواقع الصعب الذي ينتظر دولة تريد إعادة البناء بعد سنوات الحرب.

في ظلال الجبال شرقي العاصمة كابول تنضم أسر نزحت في الآونة الأخيرة عن ديارها بسبب القتال إلى أخرين موجودين منذ سنوات أقاموا حياة من العدم لا تتوافر فيها إمدادات المياه أو الوقود أو المدارس لأطفالهم.

يخلف الثلج بعد ذوبانه وحلا تغوص فيه الأقدام في بول الشينا التي يرى كثير من سكانها أن صفو الآمال في السلام يعكرها إدراكهم أن من غير المرجح أن تتغير مكابدتهم مع الحياة اليومية إلى الأفضل في أي وقت قريب.

وقالت سيما جول وهي رائدة اجتماعية فرت مع زوجها وأطفالها التسعة من هجمات طالبان في إقليم مجاور قبل 18 شهرا "حتى لو حل السلام لن يمكننا العودة".

وأضافت "لا شيء بقي لنا هناك على الرغم من أنه كان بيتنا في يوم من الأيام. علينا أن نحسن ما لدينا هنا".

وبول الشينا أكواخ تقوم حولها أسوار طينية يقيم فيها نحو ثلاثة آلاف و800 شخص وهي جزء من شبكة تضم 50 أو أكثر من "المستوطنات غير الرسمية" التي يقيم فيها من يقدر عددهم بمئة ألف مشرد أضيفوا إلى سكان أحياء كابول.

وإلى جانب أن سكان مثل هذه المستوطنات تنقصهم وسائل الراحة فإنهم لا حقوق ملكية أو صفة لهم في الأرض التي أقاموا عليها مساكنهم وهو ما يتركهم تحت رحمة شركات العمران أو مسؤولي التخطيط في الحكومة.

يعمل الرجال بجمع مخلفات المعادن وقطع الأخشاب بمساعدة أبنائهم غالبا بينما تغسل النساء الملابس في الضواحي القريبة ويرتعش الأطفال من البرد أو المرض وهم يلهون مع الكلاب الضالة في الشوارع الضيقة القذرة.

خلال العام المنصرم بدأ المجلس النرويجي للاجئين، وهو واحدة من كبريات جماعات المساعدات العاملة في أفغانستان، تحسين الآبار وإقامة دورات مياه ومساعدة السكان على إقامة المنظمات الاجتماعية، خاصة من خلال دعم الجماعات النسائية.

وقال الأمين العام للمجلس يان إيجلاند إن المستوطنات مثل بول الشينا تبرز التحدي الذي تواجهه الدول التي تساعد أفغانستان بينما تتجه للسلام.

وبحسب تقديرات جماعات المساعدات هناك مليون ونصف مليون مشرد في أفغانستان. وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن الحرب والجفاف شردا 600 ألف شخص في العام المنصرم وحده.

وعاد نحو ثلاثة ملايين أفغاني من مخيمات في باكستان وإيران منذ عام 2015 انتهى المطاف بكثير منهم إلى القرى العشوائية. وما زال ثلاثة ملايين غيرهم خارج الحدود.

قال إيجلاند خلال زيارة لبول الشينا هذا الأسبوع "أنا مندهش من أن آتي إلى مكان خارج مدينة كابول مباشرة حيث أناس هنا منذ 15 عاما ولم يذهب أطفالهم إلى مدرسة".

وحذر إيجلاند أيضا من إمكانية التراجع عن التقدم الذي تحقق في النواحي الاجتماعية. وقال "من المهم للغاية وقف إراقة الدماء لكن اتفاقا بين من يحملون السلاح يجب ألا يتم بالتضحية بحقوق واحتياجات النساء والأطفال ومجتمعاتهم".

ويقول دبلوماسيون غربيون في كابول إنه رغم الآمال في الوصول إلى تسوية بعد أن جلس مقاتلو طالبان إلى الطاولة مع المفاوضين الأمريكيين لم يُبذل مجهود منسق في مجال وضع أي خطة لإعادة البناء بعد أن يتحقق السلام.

(رويترز)

شارك هذا المقالمحادثة

مواضيع إضافية

انتخاب جراح فلسطيني كرئيس لجامعة غلاسكو الإسكتلندية

لليوم الرابع على التوالي..مظاهرة حاشدة بالقرب من السفارة الإسرائيلية في عمان

هل يعود الإسرائيليون الذين فروا من مستعمرات غلاف غزة إليها؟