بوتفليقة يتخلى عن سعيه لولاية خامسة بعد أسابيع من الاحتجاجات

بوتفليقة يتخلى عن سعيه لولاية خامسة بعد أسابيع من الاحتجاجات
الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة. صورة من أرشيف رويترز. Copyright (Reuters)
Copyright (Reuters)
بقلم:  Reuters
شارك هذا المقالمحادثة
شارك هذا المقالClose Button

من لمين شيخي وحميد ولد أحمد

الجزائر (رويترز) - تخلى الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة عن سعيه للفوز بفترة ولاية خامسة يوم الاثنين مذعنا لمظاهرات حاشدة مستمرة منذ أسابيع ضد حكمه تطالب بعهد سياسي جديد في بلد يهيمن عليه الحرس القديم.

كما أرجأ الرئيس المخضرم الانتخابات التي كانت مقررة في أبريل نيسان، ووعد بإصلاحات اجتماعية واقتصادية.

وأعاد إعلان بوتفليقة الحشود للشوارع للاحتفال مساء يوم الاثنين. واحتفل مئات الشباب وكبار السن، بعضهم يتشحون بالعلم الجزائري. وأطلقت السيارات أبواقها تعبيرا عن الفرح.

وقال سائق سيارة أجرة يدعى محمد (50 عاما) "لقد أتت احتجاجاتنا ثمارها. لقد هزمنا أنصار الولاية الخامسة".

لكن الرئيس لم يصل إلى حد التنحي الفوري، وسيظل في السلطة لبعض الوقت انتظارا لمؤتمر وطني بشأن التغيير السياسي.

وتظاهر عشرات الآلاف من مختلف الطبقات الاجتماعية بشكل شبه يومي ضد اعتزام بوتفليقة المنافسة على إعادة انتخابه رافضين نظاما سياسيا يهيمن عليه قدامى المحاربين منذ الاستقلال عن فرنسا قبل نحو 60 عاما.

ويحكم بوتفليقة (82 عاما) منذ 20 عاما لكن نادرا ما ظهر في مناسبات عامة منذ إصابته بجلطة عام 2013. ويقول معارضوه إنهم لا يعتقدون أنه لائق لإدارة شؤون البلاد ويرون أن إبقائه في السلطة هو من أجل حماية نفوذ الجيش ونخبة رجال الأعمال.

وفي سلسلة إعلانات مساء الاثنين، قالت الرئاسة إن الانتخابات، التي كانت مقررة في الأصل خلال أبريل نيسان، سيتم تأجيلها لكنها لم تحدد موعدا جديدا. كما سيطرح دستور جديد في استفتاء عام.

وقال بوتفليقة إن واجبه الأخير سيكون المساهمة في تأسيس نظام جديد سيكون "بين أيدي الأجيال الجديدة من الجزائريات والجزائريين".

وقال إن "ندوة وطنية جامعة مستقلة" ستشرف على المرحلة الانتقالية، وصياغة الدستور الجديد، وتحديد موعد الانتخابات.

وأوضح في بيان أن المؤتمر سينهي أعماله بنهاية 2019 تعقبه الانتخابات مشيرا إلى أن "شخصية وطنية مستقلة تخطى بالقبول والخبرة" ستتولى رئاسته.

واستقال رئيس الوزراء أحمد أويحيى وجرى تعيين وزير الداخلية نور الدين بدوي، المعروف بأنه من الدائرة المقربة من بوتفليقة، رئيسا جديدا للوزراء.

كما عين رمطان لعمامرة، المستشار الدبلوماسي لبوتفليقة، نائبا لرئيس الوزراء.

واجتمع الرئيس أيضا مع رئيس أركان الجيش الفريق قايد صالح والدبلوماسي الجزائري المخضرم الأخضر الإبراهيمي وهو شخصية تحظى بقبول واسع قد يعتبره الجيش ضامنا للاستقرار.

وقال الإبراهيمي في تصريح على التلفزيون الرسمي عقب اجتماعه بالرئيس "إن صوت الجماهير وخاصة منها الشباب مسموع".

وأضاف "أن الشباب الذين خرجوا في شوارع بلدنا تصرفوا بمسؤولية أثارت إعجاب الجميع في الداخل والخارج" داعيا إلى "الاستمرار في التعامل مع بعضنا البعض بهذه المسؤولية والاحترام المتبادل وأن نحول هذه الأزمة إلى مناسبة بناء وتشييد".

وتقول مصادر سياسية إن الجيش سيلعب بشكل شبه مؤكد دورا قياديا في عملية الانتقال وإنه يجري تقييما يشمل ثلاثة أو أربعة مدنيين لتولي الرئاسة.

اعلان

ورحبت فرنسا المستعمر السابق للجزائر بقرار بوتفليقة.

وقال وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لو دريان "إن فرنسا تعبر عن أملها في أن يبدأ الحراك الجديد الذي استجاب لتطلعات الشعب الجزائري عمله سريعا".

* انتهاء الجمود

وقال عبد الغني حجي (25 عاما) "لقد كسبنا المعرك. لن ننام الليلة". وأشار شباب جزائريون آخرون قربه بعلامة النصر.

اعلان

وعبر بعض المحتفلين عن الحذر قائلين إنهم يرغبون في تغيير شامل للقيادة التي لم تقدم للشباب الجزائري سوى فرص محدودة. ويعاني أكثر من ربع الجزائريين تحت سن الثلاثين من البطالة.

ورأى بوتفليقة، الذي عاد للجزائر أمس الأحد بعد رحلة علاجية في سويسرا، حلفاء قدامى ينضمون واحدا تلو الآخر إلى الاحتجاجات التي تطالبه بالتنحي.

وقال أكثر من ألف قاض يوم الاثنين إنهم سيرفضون الإشراف على الانتخابات الرئاسية إذا شارك فيها بوتفليقة. وقال رجال دين إنهم لن يقبلوا أوامر رسمية بشأن توجيه خطب تؤيد الحكومة.

وهزت المسيرات سنوات من الجمود السياسي والمؤسسة الأمنية القوية.

والمظاهرات هي الأكبر في الجزائر منذ قرار الجيش إلغاء الانتخابات عام 1991 الأمر الذي أشعل شرارة حرب أهلية ضد الإسلاميين أودت بحياة 200 ألف شخص.

اعلان

(رويترز)

شارك هذا المقالمحادثة

مواضيع إضافية

بعد 200 يوم من الحرب.. الفلسطينيون في القطاع يرزحون تحت القصف والجوع وأمام مصير مجهول

إردوغان يصف نتنياهو بـ"هتلر العصر" ويتوعد بمحاسبته

أمريكا تستعد لفرض عقوبات على كتيبة متطرفة في الجيش الإسرائيلي وغالانت يقول "لا أحد يعلمنا الأخلاق"