بشيء من الزهو.. الطائفة اليهودية الصغيرة بالمغرب تتابع زيارة البابا

بشيء من الزهو.. الطائفة اليهودية الصغيرة بالمغرب تتابع زيارة البابا
سوزان حروش مغنية يهودية داخل منزلها بالرباط في المغرب يوم 29 مارس آذار 2019. تصوير: يوسف بودلال - رويترز Copyright (Reuters)
بقلم:  Reuters
شارك هذا المقالمحادثة
شارك هذا المقالClose Button

من أحمد الجشتيمي وفيليب بوليلا

الرباط (رويترز) - تتكلم سوزان حروش وتغني باللغة المتداولة بين يهود المغرب الذين كانوا يشكلون في وقت من الأوقات طائفة مزدهرة وصل عدد أفرادها إلى نحو 300 ألف شخص وكانت من أكبر الطوائف اليهودية في العالم الإسلامي.

أما اليوم فقد أصبحت هي وزوجها بين 2500 يهودي فقط ما زالوا يعيشون في المغرب ويمثلون طائفة يتزايد عدد كبار السن فيها وتتضاءل حجما حتى وهي تتمتع بالاعتراف الدستوري والحماية.

في بيتها بالرباط قبل زيارة البابا فرنسيس التي رحب بها اليهود باعتبارها فرصة لتسليط الضوء على وضعهم الذي يصفونه بالفريد في العالم الإسلامي، قالت حروش التي لها من الأولاد ثلاثة "أنا أعتبر نفسي مغربية أولا ثم يهودية".

ويوم السبت انضمت قيادات يهودية لممثلي الدين المسيحي في الصف الأمامي خلال مناسبتين ترأسهما البابا والملك محمد السادس تتعلقان بالحوار بين الأديان.

ويعترف الدستور المغربي لعام 2011 بالعنصر العبراني كأحد مقومات الهوية الوطنية. ولليهود في المغرب محاكمهم الخاصة وقانونهم الخاص للأحوال الأسرية ومدارسهم بل ولهم متحف خاص للتراث اليهودي تدعمه الدولة.

وقد قررت حروش وزوجها البقاء على النقيض من كثير من يهود المغرب ممن هاجروا إلى إسرائيل وأوروبا وأمريكا في العقود الستة الأخيرة بسبب الفقر والغموض السياسي.

وقالت حروش التي عملت مديرة لفندق حتى تقاعدت مؤخرا "المغرب هو المكان الذي أنتمي إليه. أشعر بالأمان هنا". أما زوجها فيعمل طبيبا ويقدم خدماته للمسلمين.

وتكرس حروش وقتها الآن للغناء بلغة يهود المغرب ضمن فريق غنائي يضم موسيقيين مسلمين يساعدونها في الغوص في التراث اليهودي القديم بالبلاد.

وترجع الطائفة اليهودية في المغرب إلى العصر الروماني وعلى مر العصور خدم اليهود في الديوان الملكي فكان منهم السفراء والدبلوماسيون والوزراء والمستشارون.

وخلال العصر الاستعماري الفرنسي رفض الملك محمد الخامس تطبيق الإجراءات المعادية للسامية التي فرضها نظام فيشي الفرنسي العميل خلال الاحتلال النازي لفرنسا في الحرب العالمية الثانية.

وفي العام 2010 أطلق حفيده الملك الحالي برنامجا لترميم مئات المعابد والمقابر ومواقع التراث اليهودي كما أعاد الأسماء الأصلية لبعض الأحياء اليهودية والتي تغيرت خلال العصر الاستعماري وبعده.

كما سدد الملك تكلفة ترميم المقبرة اليهودية في جزيرة الرأس الأخضر التي تبعد أكثر من 2000 ميل إذ أنها تضم بعض قبور اليهود المغاربة الذين هاجروا إليها.

ويقول يهود المغرب إنهم يشعرون بأن الملك يحميهم.

وقال ديفيد توليدانو رئيس الطائفة اليهودية في الرباط التي يقل عدد أفرادها الآن عن 200 فرد "هو رئيس كل المؤمنين مسلمين ويهود".ويمثل المسيحيون الكاثوليك في المغرب وعددهم 23 ألفا أغلبهم من الوافدين من أوروبا وخاصة فرنسا ومهاجرين من دول أفريقيا جنوبي الصحراء أقل من واحد في المئة من سكان المغرب البالغ عددهم نحو 35 مليون نسمة.

ويوم السبت خاطب العاهل المغربي البابا قائلا "فإنني مؤتمن على ضمان حرية ممارسة الشعائر الدينية. وأنا بذلك أمير جميع المؤمنين على اختلاف دياناتهم. وبهذه الصفة، لا يمكنني الحديث عن أرض الإسلام وكأنه لا وجود هنا لغير المسلمين.

"فأنا الضامن لحرية ممارسة الديانات السماوية وأنا المؤتمن على حماية اليهود المغاربة والمسيحيين القادمين من الدول الأخرى الذين يعيشون في المغرب".

وقالت زهور أرحيحيل مديرة متحف التراث اليهودي المغربي بالدار البيضاء وهي مسلمة "التراث اليهودي جزء من هويتنا المغربية الجماعية المتنوعة التي يجب علينا الحفاظ عليها".

اعلان

(رويترز)

اعلان
شارك هذا المقالمحادثة

مواضيع إضافية

انتخاب جراح فلسطيني كرئيس لجامعة غلاسكو الإسكتلندية

لليوم الرابع على التوالي..مظاهرة حاشدة بالقرب من السفارة الإسرائيلية في عمان

هل يعود الإسرائيليون الذين فروا من مستعمرات غلاف غزة إليها؟