ماكرون يعرض خفضا للضرائب لاحتواء غضب محتجي السترات الصفراء

ماكرون يعرض خفضا للضرائب لاحتواء غضب محتجي السترات الصفراء
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خلال مؤتمر صحفي في باريس يوم الخميس. تصوير: فيليب ووجازيه - رويترز Copyright (Reuters)
بقلم:  Reuters
شارك هذا المقالمحادثة
شارك هذا المقالClose Button

من مايكل روز

باريس (رويترز) - في أول مؤتمر صحفي كبير منذ توليه السلطة تعهد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يوم الخميس بخفض الضرائب لكنه قال إن مواطني بلاده سيتعين عليهم العمل أكثر وهو يحدد ملامح رده على احتجاجات مستمرة منذ شهور شكلت تهديدا لسلطته.

وجلس ماكرون خلال المؤتمر الصحفي الذي عقد في قصر الإليزيه لتلقي أسئلة الصحفيين لما يقرب من ساعتين ونصف الساعة في مسعى لإعادة تشكيل علاقته المضطربة مع وسائل الإعلام.

واعتذر ماكرون مجددا عن تصريحاته الحادة في بعض الأحيان والتي تعطي عنه انطباعا بالغرور وساهمت في انخفاض شعبيته بشكل حاد. وبدأت معدلات التأييد له في التعافي بعض الشيء.

وبعد نحو عامين من توليه الرئاسة في ولاية تستمر خمس سنوات وبعد جولة في البلاد شملت عقد حلقات نقاشية واستماع لآراء كثيرين حاول ماكرون من خلال المؤتمر الصحفي احتواء غضب محتجي السترات الصفراء المستمرة منذ نحو ستة أشهر وتسببت في فوضى أسبوعية في البلاد.

وأخفقت أول حزمة من الإجراءات في ديسمبر كانون أول الماضي، وقيمتها عشرة مليارات يورو ( 11.13 مليار دولار)، في حل الأزمة وتهدئة غضب العمال ذوي الدخول الأقل ودفعت ماكرون لإجراء "نقاشات موسعة" مع المواطنين.

وقال ماكرون (41 عاما)، وهو مصرفي ووزير اقتصاد سابق، إنه يريد إجراء خفض "كبير" في ضريبة الدخل وقال إن قيمته ستصل إلى نحو خمسة مليارات يورو يتم تمويله من خلال سد الثغرات لبعض الشركات.

ويأتي الخفض الضريبي في وقت تحاول فيه البلاد إبقاء عجز الموازنة في حدود آمنة وفي ذات الوقت التخلص من سمعتها كأعلى دولة تفرض ضرائب في العالم. وتظهر بيانات منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية أن فرنسا لديها أعلى معدل ضرائب في العالم بما يوازي 54 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي.

وبالإضافة إلى خفض الضرائب قال ماكرون إن الإنفاق الحكومي سيتقلص لكن على الفرنسيين أيضا أن يعملوا أكثر لزيادة المشاركة الاجتماعية وهو أمر ليس من المتوقع أن يلقى قبولا شعبيا في بلد معروف بأسبوع عمل من 35 ساعة.

وأضاف ماكرون "علينا العمل أكثر كما قلت من قبل... فرنسا تعمل أقل كثيرا من المتبع في دول الجوار. نحتاج لطرح نقاش جدي عن ذلك".

وتابع ماكرون في المؤتمر الصحفي قائلا إنه يريد أن يشعر الناس بمزيد من المشاركة في العملية الديمقراطية من خلال تبسيط قواعد إجراء الاستفتاءات على موضوعات معينة وتطبيق اللامركزية في المزيد من المهام الحكومية.

وقال أيضا إنه يريد إلغاء المدرسة الوطنية للإدارة وهي كلية للنخبة تدرب قادة الأعمال والسياسة في البلاد مضيفا أن هناك وسائل جديدة مطلوبة لتوظيف من يشغلون المناصب المدنية العليا.

وعلى الرغم من أن عدد المتظاهرين انخفض مقارنة بالذروة التي بلغها في نوفمبر تشرين الثاني إلا أن المحتجين اشتبكوا مع الشرطة في الأسبوع الثالث والعشرين على التوالي من المظاهرات السبت الماضي مما أدى إلى استمرار التأثير السلبي على الأعمال والسياحة والاقتصاد.

كما واجه ماكرون بسببها معركة سياسية ضارية قبل انتخابات البرلمان الأوروبي التي تجرى الشهر المقبل. وتظهر استطلاعات الرأي أن حزب مارين لوبان اليميني المتطرف سيحقق نتائج جيده وقد يتفوق على حزب ماكرون وهو الجمهورية إلى الأمام.

والرد الذي جاء به ماكرون يوم الخميس هو نتاج ثلاثة أشهر من النقاشات على مستوى البلاد طرح ماكرون خلاله قضايا مثل الضرائب والديمقراطية في الداخل وقضايا أخرى مع رؤساء بلديات وطلبة وعمال.

وقال في المؤتمر الصحفي "نحن قبل كل شيء أبناء التنوير... ومن هذه النقاشات والحوارات وقدرتنا على معارضة بعضنا البعض... تأتي الحلول الجيدة لصالح هذه البلاد".

لكن الرئيس الفرنسي تمسك بموقفه يوم الخميس فيما يتعلق بأغلب الإصلاحات التي نفذتها حكومته بالفعل.

وقال "سألت نفسي هل علينا أن نوقف كل شيء فعلناه خلال العامين الماضيين؟ هل سلكنا منعطفا خاطئا؟ أعتقد العكس تماما".

اعلان

وبدأت الاحتجاجات في نوفمبر تشرين الثاني بسبب خطط لزيادة الضرائب على الوقود لكنها تطورت لتصبح مظاهرات أوسع نطاقا ضد انعدام المساواة وانفصال النخبة السياسية عن المواطنين.

(رويترز)

شارك هذا المقالمحادثة

مواضيع إضافية

القضاء في تونس يصدر حكما بإعدام أربعة متهمين وسجن اثنين آخرين في قضية اغتيال السياسي شكري بلعيد

توجيه الاتهام إلى رئيس البرازيل السابق بولسونارو على خلفية تزوير بيانات التطعيم الخاصة به

قادة ليبيون يناقشون عملية سياسة في القاهرة بهدف إنجاح الانتخابات في بلادهم