نظرة فاحصة- لماذا يذهب رئيس الوزراء الياباني إلى إيران؟ وماذا يمكن أن يحقق؟

نظرة فاحصة- لماذا يذهب رئيس الوزراء الياباني إلى إيران؟ وماذا يمكن أن يحقق؟
رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي يصافح الرئيس الإيراني حسن روحاني أثناء لقائهما في قمة دافوس بسويسرا عام 2014. صورة من أرشيف رويترز. Copyright Denis Balibouse(Reuters)
بقلم:  Reuters
شارك هذا المقالمحادثة
شارك هذا المقالClose Button

من كيوشي تاكيناكا وآرون شيلدريك

طوكيو (رويترز) - يزور رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي إيران الأسبوع القادم في مهمة تهدف لتخفيف حدة التوتر بين إيران والولايات المتحدة على ما يبدو.

فيما يلي بعض الأسباب لزيارة آبي وما يمكن أن يحققه.

* لماذا يذهب آبي إلى إيران؟

تتمتع اليابان بوضع متفرد بين حلفاء الولايات المتحدة لارتباطها بعلاقات وثيقة طويلة الأمد مع إيران وهو ما يجعل آبي وسيطا مثاليا.

توترت العلاقات بين الولايات المتحدة وإيران منذ انسحب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من اتفاق نووي مع طهران وافقت بموجبه على الحد من أنشطة برنامجها النووي مقابل رفع العقوبات المفروضة عليها. كما لوحت الولايات المتحدة إلى احتمال المواجهة العسكرية فأرسلت قوات إضافية إلى المنطقة للتصدي لما وصفتها بالتهديدات الإيرانية.

وخلال زيارة لليابان الشهر الماضي رحب ترامب بمساعدة آبي في التعامل مع إيران وهو ما يسلط الضوء على "العلاقات الطيبة جدا" بين طوكيو وطهران.

وقال ترامب في ذلك الحين "أعتقد حقا أن إيران تريد الحوار... وإذا كانوا يريدون الحوار فنحن نريد الحوار أيضا".

من جانبها تحرص اليابان على استقرار الشرق الأوسط لأنها تستورد معظم احتياجاتها من النفط من المنطقة وإن كانت توقفت عن شراء النفط الإيراني هذا العام بسبب العقوبات الأمريكية.

* ماذا يمكن أن يحقق؟

جُل ما يمكن لآبي تحقيقه هو إقناع إيران والولايات المتحدة باستئناف المحادثات المباشرة ربما في دولة ثالثة. ويقول خبراء إن الجانبين ربما يسعيان للخروج من المواجهة بطريقة تحفظ ماء الوجه.

وذكر مومويا كوندو الباحث في معهد الشرق الأوسط في اليابان أن آبي يمكن على سبيل المثال أن يدعو الرئيس الإيراني حسن روحاني لحضور قمة مجموعة العشرين التي تستضيفها اليابان في نهاية يونيو حزيران.

ويقول موتوهيرو أونو النائب المعارض والدبلوماسي السابق الذي خدم في عدة دول بالشرق الأوسط إنه إذا تعذر ذلك، يمكن لآبي أن ينقل رسالة من إيران إلى الولايات المتحدة ربما خلال قمة مجموعة العشرين.

واليابان ليست طرفا في الاتفاق النووي الإيراني الذي وقعته طهران مع روسيا والصين وبريطانيا وفرنسا وألمانيا والولايات المتحدة وبالتالي لن يكون آبي قادرا على تناوله بشكل مباشر.

ونالت اليابان تأييد روسيا لمحاولة تخفيف التوتر مع إيران عندما عقد وزراء الخارجية والدفاع في البلدين محادثات رباعية في طوكيو الأسبوع الماضي.

اعلان

* تاريخ العلاقات اليابانية الإيرانية

ارتبطت اليابان في العموم بعلاقات إيجابية مع إيران ترجع إلى نحو 70 عاما محورها النفط.

في الخمسينيات انتهكت شركة النفط اليابانية إدميتسو حظرا بريطانيا على النفط الإيراني وأرسلت ناقلة لإحضار حمولة من البنزين وزيت الديزل.

بعد ثلاثين عاما خلال الحرب العراقية الإيرانية، زار شينتارو آبي والد آبي الذي كان وزيرا للخارجية في ذلك الحين الدولتين في مسعى للوساطة. وانضم له شينزو الذي كان شابا بوصفه مساعدا له.

وقال كوندو "ينظر إلى اليابان في الشرق الأوسط على أنها دولة تربط الولايات المتحدة ببقية العالم".

اعلان

وفي العموم ارتبطت اليابان بعلاقات محايدة مع الكثير من دول الشرق الأوسط لاعتمادها عليها في الحصول على النفط.

وقال ريتشارد مالينسون كبير المحللين لدى مؤسسة إنيرجي أسبكتس في لندن "تركيز اليابان على العلاقات التجارية والدبلوماسية في المنطقة وليس الانتشار العسكري قد يعني أن طهران تعتبرها محايدة أكثر من غيرها من حلفاء الولايات المتحدة".

* هل إيران مصدر كبير للنفط بالنسبة لليابان؟

كانت إيران موردا رئيسيا للنفط الخام لليابان تمدها بما بين عشرة و15 في المئة من احتياجاتها قبل عام 2012 حين بدأ تشديد العقوبات الأمريكية. يقل هذا كثيرا عن الواردات من السعودية وهي المورد الرئيسي لليابان منذ فترة طويلة.

اعلان

في بعض الأحيان حوصرت اليابان في الصراع السياسي بين إيران والولايات المتحدة لكن طوكيو دائما تأخذ صف حليفتها القديمة.

في عام 2004 وافقت شركة إنبكس اليابانية على شراء حصة نسبتها 75 في المئة في حقل أزاديجان الإيراني وهو واحد من أكبر الاكتشافات النفطية في العالم في الأعوام الثلاثين الأخيرة. لكن تحت ضغط من الولايات المتحدة خفضت إنبكس حصتها إلى عشرة في المئة عام 2006 ثم انسحبت من الحقل تماما عام 2010.

وتوقفت اليابان عن استيراد النفط الإيراني التزاما بمهلة لتفادي التعرض لعقوبات أمريكية الشهر الماضي وإن كانت سعت إلى استمرار الواردات.

وقال دبلوماسي أمريكي لرويترز مؤخرا إن اليابان تريد أن يظل خيار النفط الإيراني متاحا لحمايتها من احتمال توقف الإمدادات من السعودية أو الإمارات.

اعلان

* ما هي المخاطر والمكاسب السياسية؟

ليس لدى آبي الكثير ليخسره. فحتى إذا لم يتمكن من تحقيق انفراجة سينظر إليه على أنه زعيم دولي يسعى لتحقيق السلام.

إما إذا نجحت الزيارة فسيكسبه ذلك وضعا جيدا قبل انتخابات مجلس المستشارين (المجلس الأعلى في البرلمان) هذا الصيف وقد يشجعه ذلك على الدعوة لإجراء انتخابات عامة مبكرة في نفس الوقت.

ولم يحالف آبي النجاح في جهوده للتوصل إلى اتفاق مع روسيا بشأن جزر متنازع عليها أو حل خلاف مع كوريا الشمالية يتعلق بمواطنين يابانيين مخطوفين، وهما قضيتان كان يأمل حسمهما لتعزيز إرثه السياسي.

اعلان

(رويترز)

شارك هذا المقالمحادثة

مواضيع إضافية

انتخاب جراح فلسطيني كرئيس لجامعة غلاسكو الإسكتلندية

لليوم الرابع على التوالي..مظاهرة حاشدة بالقرب من السفارة الإسرائيلية في عمان

هل يعود الإسرائيليون الذين فروا من مستعمرات غلاف غزة إليها؟