اليأس يدب في نفوس الإيرانيين من أزمة الاتفاق النووي

اليأس يدب في نفوس الإيرانيين من أزمة الاتفاق النووي
امرأة تسير في شارع في العاصمة الايرانية طهران وعلى الجدار صورة لآية الله روح الله الخميني يوم 7 يوليو تموز 2019. صورة لرويترز Copyright (Reuters)
Copyright (Reuters)
بقلم:  Reuters
شارك هذا المقالمحادثة
شارك هذا المقالClose Button

من باريسا حافظي

دبي (رويترز) - تسبب قرار إيران الاستمرار في تحدي الولايات المتحدة برفع نسبة تخصيب اليورانيوم عن الحد المنصوص عليه في الاتفاق النووي المبرم في 2015 في تعميق المخاوف بين الإيرانيين من أن تظل بلادهم في حالة الأزمة في الأمد البعيد.

وحتى الآن فشل انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق العام الماضي، في إطار حملة الرئيس دونالد ترامب للضغط على إيران بالعقوبات، في إرغام حكامها على إعادة التفاوض.

ويوم الاثنين أكدت إيران أنها رفعت مستوى تخصيب اليورانيوم إلى درجة نقاء أعلى من المسموح به بموجب الاتفاق.

وشدد ترامب، الذي أمر الشهر الماضي بتوجيه ضربات جوية لإيران ثم تراجع عنها في اللحظات الأخيرة، على ضرورة أن يتوخى قادة إيران الحذر.

ومنذ مايو أيار الماضي شدد ترامب العقوبات بهدف وقف صادرات إيران النفطية بالكامل لحرمانها من مصدر الدخل الرئيسي.

وقالت ربة بيت تدعى فيروزة (43 عاما) في مدينة بابلسر في اتصال هاتفي "نعم الحياة صعبة بسبب العقوبات. نعم أعتقد أن ثمن هذا البرنامج (النووي) باهظ على الشعب الإيراني".

وأضافت "لكن مهما كان السبب فأنا أعارض تعرض بلادي لهجوم". وطلبت مثل إيرانيين آخرين تحدثت إليهم رويترز استخدام اسمها الأول فقط بسبب الحساسيات.

وقد أخذت المواجهة بعدا عسكريا إذ اتهمت واشنطن طهران بمهاجمة ناقلات نفط وأسقطت إيران طائرة أمريكية مسيرة الأمر الذي كان الدافع وراء ضربات ترامب التي لم تكتمل.

وبموجب الاتفاق النووي مع القوى العالمية تم رفع العقوبات التي ظلت سارية سنوات على إيران لتتمكن من إبرام صفقات تجارية عالمية مقابل فرض قيود على البرنامج النووي.

لكنها لم تكد تجني أي فوائد حتى قرر ترامب الانسحاب من الاتفاق.

والهدف من سياسة ترامب التي تقضي بفرض "ضغوط قصوى" على إيران هو دفع حكامها لقبول قيود أشد صرامة على نشاطها النووي والتخلي عن برنامجها الصاروخي وتقليص دعمها لفصائل متشددة في صراعات الشرق الأوسط.

وسجلت أسعار السلع الأساسية ارتفاعات كبيرة في إيران كما تتزايد أعداد الباحثين عن فرص العمل في صفوف الشبان الإيرانيين. وفي ابريل نيسان قال صندوق النقد الدولي إن من المتوقع أن ينكمش اقتصاد إيران للسنة الثانية على التوالي ومن الممكن أن يصل معدل التضخم إلى 40 في المئة.

وقالت فيروزة "أنظر إلى سوريا والعراق واليمن. هذه الدول تعاني منذ سنوات وأنا لست مؤيدة للنظام الإيراني لكن العقوبات تضر الناس لا قياداتهم".

وشهدت أسعار الخبز وزيت الطهي والسلع الأساسية الأخرى زيادات كبيرة. كما أرغم خفض قيمة الريال الإيراني بأكثر من 60 في المئة بعض المصانع الصغيرة على إغلاق أبوابها بسبب ندرة المواد الخام والعملة الصعبة.

وقال غربان علي حسيني المدرس بمدرس ابتدائية في مدينة شيراز "المعيشة غالية جدا. والأسعار ترتفع كل يوم تقريبا. مرتبي يبلغ نحو 200 دولار وعندي طفلان".

وأضاف "أعمل في ثلاث وظائف ومع ذلك أجد صعوبة في توفير احتياجات أسرتي. يجب أن تكف أمريكا عن إلحاق الأذى بالناس الإيرانيين أمثالي من خلال فرض عقوبات على بلدنا".

وتقول السلطات الإيرانية إن نسبة العاطلين عن العمل تبلغ 15 في المئة من مجموع قوة العمل. وتعد المرتبات ضئيلة لكثير من الوظائف الرسمية الأمر الذي يعني أن الرقم الفعلي لمن ليس لهم عمل مناسب أعلى على الأرجح بكثير.

اعلان

وقال سوروش الذي يلقي اللوم على سياسات المواجهة التي تتبعها القيادات الإيرانية "أريد أن أعيش حياة طبيعية. أنا حاصل على شهادة جامعية لكني عاطل عن العمل ويائس وحزين. والآن مع هذه التوترات أصبحت أقل تفاؤلا وخائفا".

ويقول الحكام من رجال الدين إن العقوبات ستزيد قوة إيران.

ويلقى هذا المنطق صدى لدى بعض الإيرانيين الموالين للزعيم الأعلى آية الله علي خامنئي.

وقال حسين باقري (27 عاما) عضو ميليشيا الباسيج في مدينة قم المقدسة "نحن جنود الإمام خامنئي وسنلتزم بأوامره".

غير أن كثيرين من الإيرانيين يقولون إنهم سئموا الصراع الذي تسببت فيه القيادة في البلدين.

اعلان

وقالت نيرة صدقات المدرسة المتقاعدة البالغة من العمر 56 عاما في مدينة بوشهر "أتوسل إليكم أيها القادة السياسيين في أمريكا وفي إيران أن تسمحوا لنا بالعيش في سلام".

(رويترز)

شارك هذا المقالمحادثة

مواضيع إضافية

وزير الخارجية الأيرلندي يصل الأردن ويؤكد أن "الاعتراف بفلسطين نقطة أساسية لإنهاء الحرب"

غالانت: قتلنا نصف قادة حزب الله والنصف الآخر مختبئ

الأمم المتحدة تطالب بتحقيق مستقل حول المقابر الجماعية في مستشفيات غزة