لندن (رويترز) - استقال السفير البريطاني لدى واشنطن كيم داروك يوم الأربعاء بعد انتقادات لاذعة على مدى أيام من جانب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في خطوة اتُهم على إثرها بوريس جونسون المرشح الأوفر حظا لخلافة رئيسة الوزراء تيريزا ماي بالتضحية بالسفير من أجل مصالح شخصية.
وسُربت مراسلات السفير داروك لصحيفة بريطانية يوم الأحد مما أثار غضب ترامب الذي شن هجوما عبر تويتر على السفير ورئيسة الوزراء البريطانية المستقيلة التي منحته دعمها الكامل.
ووسط الخلاف المتنامي بين الحليفين المقربين قال ترامب إنه لن يتعامل بعد الآن مع داروك الذي وصفه بأنه "غبي جدا" كما وصف ماي "بالحمقاء".
وجاء رد الفعل الأمريكي الأول على الاستقالة متخطيا لهذه الواقعة. وقالت متحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية "بين الولايات المتحدة والمملكة المتحدة رباط أقوى من أي فرد، ونتطلع لمواصلة تلك الشراكة".
ورفض جونسون، الذي ربما يصبح رئيسا لوزراء بريطانيا هذا الشهر إذا اختاره المحافظون زعيما للحزب، دعم داروك خلال مناظرة تلفزيونية مساء يوم الثلاثاء.
وقال مصدر دبلوماسي لرويترز ومصدر آخر مقرب من داروك إن السفير شاهد المناظرة وإن تصريحات رئيس بلدية لندن السابق "كانت عاملا" في اتخاذه قرار الاستقالة مشيرا إلى أنه لم يعد بوسعه الدفاع عن موقفه.
وقال آلان دونكن وزير الدولة البريطاني للشؤون الخارجية "بصورة أساسية ألقى (جونسون) هذا الدبلوماسي الرائع تحت حافلة ليخدم مصالحة الشخصية". وأضاف "أسلوبه في الاستخفاف بالسير كيم داروك ورفضه دعمه كان في رأيي تصرفا خسيسا تماما".
في المراسلات السرية خلال الفترة من عام 2017 إلى الوقت الحالي، قال داروك إن تقارير إعلامية عن صراع داخلي بالبيت الأبيض "صحيحة في معظمها"، ووصف الشهر الماضي حالة الارتباك داخل الإدارة الأمريكية بسبب قرار ترامب إلغاء ضربة عسكرية على إيران.
وقال داروك في إحدى المراسلات المسربة "لا نعتقد حقا أن هذه الإدارة ستصبح طبيعية بشكل ملموس وأقل اختلالا وأقل تقلبا وأقل تمزقا بالخلافات وأقل حماقة وانعداما للكفاءة من الناحية الدبلوماسية".
وقال داروك في خطاب استقالته إنه لم يعد بإمكانه البقاء في منصبه.
وكتب يقول "منذ تسريب المراسلات الرسمية من السفارة دارت تكهنات كثيرة بشأن منصبي ومدة بقائي كسفير".
وأضاف "أريد وضع حد لهذه التكهنات. الوضع الحالي يجعل من المستحيل بالنسبة لي أن أمارس مهامي كما أريد".
ولا يزال التحقيق جاريا لمعرفة الشخص الذي سرب هذه المراسلات وسبب ذلك.
وقال ليام فوكس وزير التجارة البريطاني للصحفيين "أحدهم، ولأي من الأسباب الخبيثة، سعى للإضرار بالعلاقات بين المملكة المتحدة والولايات المتحدة أو بالأحرى للنيل من السير كيم شخصيا".
وأضاف فوكس "لا أعرف ما هي الدوافع في هذه المرحلة، لكن من المهم جدا أن نحدد الشخص الذي قام بهذا الفعل الضار للغاية".
وقالت ماي إن حكومتها لا تتفق في الرأي مع داروك بشأن إدارة ترامب لكن من المهم أن يتمتع سفراء بريطانيا بحرية الإدلاء بتقييماتهم بكل صراحة، مضيفة أنه من "المؤسف للغاية أنه شعر بضرورة ترك منصبه كسفير لدى واشنطن".
غير أن جونسون، الذي كان وزيرا للخارجية قبل عام، وصف داروك يوم الأربعاء، خلال زيارة له ضمن حملته الانتخابية، بأنه "دبلوماسي رائع". وقال إن من سرب هذه الوثائق "أضر بشدة بموظفينا المدنيين".
كما علق سايمون مكدونالد، رئيس الهيئة الدبلوماسية البريطانية، على هجوم ترامب على داروك، قائلا إنه لم يسبق أن يرفض رئيس دولة، صديقة كانت أو عدوة، العمل مع أي من سفراء بريطانيا الذين هم بصفة عامة دبلوماسيون محترفون ولا يتم اختيارهم لأسباب سياسية.
(رويترز)