سوق النفط العالمية في تخمة لكن ليست كبيرة بما يكفي لأوبك

سوق النفط العالمية في تخمة لكن ليست كبيرة بما يكفي لأوبك
مصفاة نفط في النرويج - صورة من أرشيف رويترز Copyright (Reuters)
بقلم:  Reuters
شارك هذا المقالمحادثة
شارك هذا المقالClose Button

من أحمد غدار ورانيا الجمل

لندن/دبي (رويترز) - غيرت أوبك معايير تقييم التخمة في مخزونات النفط، بما يمنح المنظمة مجالا أوسع لإطالة تخفيضات الإنتاج، لكن المحللين يحذرون من أن الخطوة ستقدم صورة مشوهة لأوضاع السوق.

فمنذ بدأت منظمة البلدان المصدرة للبترول وحلفاؤها بقيادة روسيا - فيما بات يعرف بتجمع أوبك+ - كبح إنتاج النفط قبل عامين ونصف، استهدفوا خفض مخزونات الخام لدى الدول الصناعية إلى متوسط خمس سنوات.

ومن وجهة نظر أوبك، فإن تصريف تخمة المخزونات سيفضي إلى سوق نفط متوازنة.

وفي وقت سابق هذا الشهر، قال وزير الطاقة السعودي خالد الفالح إن أوبك تستخدم الفترة بين 2010 و2014 كأحد معايير تقييم نجاح تخفيضاتها النفطية.

لكن استخدام هذا المعيار الجديد سينطوي على تحول عن متوسط خمس سنوات الأحدث بين 2014 و2018، الذي استخدمته وكالة الطاقة الدولية، وأوبك نفسها، لقياس أوضاع السوق.

وقال الفالح "الفترة بين 2010 و2014 هي منتهى آخر مرجح للنطاق وسننظر في تشكيلة من المعايير التي سترشدنا بشأن خطوتنا التالية بعد انقضاء الأشهر التسعة،" مشيرا إلى موعد انتهاء قيود المعروض الحالية في مارس آذار 2020.

وقال إن الاجتماع التالي للجنة المراقبة الوزارية المنبثقة عن أوبك+ في سبتمبر أيلول سيدرس المخزونات من زاوية تغطية الطلب في المستقبل، وقدر المخزونات الموجود في خطوط الأنابيب وكعوب الصهاريج - مشيرا إلى النفط القابع تحت مستوى مضخة الشفط المتصلة بالصهريج.

وقال مصدران في أوبك إن 2010-2014 سيكون المعيار الرئيسي لقياس مستوى المخزونات.

وبررا ذلك بأن متوسط 2010-2014 يسبق 2015-2016، عندما زادت المخزونات إلى مستويات غير مسبوقة وعندما عززت أوبك، بقيادة السعودية، الإنتاج في معركة على الحصة السوقية ضد النفط الصخري والمنتجين الآخرين.

وأبلغ فاتح بيرول مدير وكالة الطاقة الدولية رويترز "هذه زاوية نظر جديدة اقترحتها أوبك. ولنا زاويتنا الخاصة بنا."

وقال "الشيء المهم أنه يمكنك أن تغير المنهجية لكن لا يمكنك أن تغير حقائق السوق."

كانت مخزونات دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية في مايو أيار بلغت 220 مليون برميل فوق متوسط خمس سنوات للفترة 2010-2014، وفقا لأحدث تقرير شهري من وكالة الطاقة التي تمثل اقتصادات دول أعضاء في منظمة التعاون.

وبالمقارنة، لم تزد تخمة مايو أيار فوق متوسط خمس سنوات للفترة 2014-2018 على 6.7 مليون برميل، حسبما ذكرته وكالة الطاقة. وتفيد أرقام أوبك نفسها أن تخمة مايو أيار كانت 25 مليون برميل فوق متوسط 2014 إلى 2018.

وقال أحد المصدرين في أوبك "إنها ببساطة تقول للجميع إننا سنواصل (إدارة المعروض النفطي) لبعض الوقت".

وقال ريتشارد مالينسون المؤسس المشارك في إنرجي أسبكتس "فحص متوسط الخمس سنوات 2010-2014 سيشجع أوبك+ على الإبقاء على قيود المعروض لاستعادة توازن السوق، لكن التركيز الزائد على معيار واحد قد يفرز خطوات عواقبها غير مبتغاة."

وقال مالينسون إن النظر إلى معيار 2010-2014 له نواقص ليس أقلها أنه لا يأخذ في الحسبان نمو الطلب العالمي على النفط من 93 مليون برميل يوميا في 2014 إلى 100 مليون برميل يوميا هذا العام.

وبالنسبة لبعض المحللين، مثل أوزوالد كلينت من شركة برنشتاين، فإن تفقد المخزونات من زاوية تغطية الطلب في المستقبل ينبغي أن يؤخذ في الحسبان أيضا. وبحسب وكالة الطاقة الدولية، فإن مخزونات منظمة التعاون الاقتصادي في مايو أيار على أساس الطلب في المستقبل غطت 60 يوما، أي أقل بمقدار 1.4 يوم عن أحدث متوسط خمس سنوات الذي كان يغطي 61.4 يوم.

اعلان

تستخدم أوبك ووكالة الطاقة مخزونات منظمة التعاون لقياس المخزونات عالميا، وهو ما يخلق تشوها آخر. وقال مالينسون إن مخزونات منظمة التعاون الاقتصادي لا تظهر الأهمية المتنامية لمخزونات الاقتصادات خارج المنظمة ولاسيما الصين والهند.

* التخمة تعود

رغم أن أحدث بيانات وكالة الطاقة الدولية تظهر تخمة متواضعة في المخزونات فوق متوسط الخمس سنوات، فإن المحللين عموما يعتقدون أن فائض المعروض سيستمر في 2020.

وقالت برنشتاين في تقرير "تجاوزنا أسوأ زيادات المخزون بمعدل ذروة في الربع الرابع من 2015."

اعلان

وهم يتوقعون تراجعا طفيفا للمخزونات في الربع الثاني من 2019، قبل زيادات خفيفة في 2020-2022 تعقبها تراجعات في 2023-2024.

وقال جيسون جامل المحلل لدى جيفريز "قرار أوبك+ تمديد تخفيضات الإنتاج سيكفي لخفض مخزونات منظمة التعاون الاقتصادي حتى نهاية العام، لكن هذه التخفيضات سيتعين تمديدها حتى 2020 لمجرد إبقاء سوق النفط قرب حد التوازن."

ويتوقع جيه.بي مورجان فائضا قدره 700 ألف برميل يوميا في 2020، ما لم تعمق أوبك+ التخفيضات.

اعلان

(رويترز)

شارك هذا المقالمحادثة

مواضيع إضافية

تقرير: اقتصاد إسرائيل يسجل أدنى معدلات للنمو

بسبب حملة المقاطعة.. ماكدونالدز تكشف حجم تأثر مبيعاتها وإيراداتها في الشرق الأوسط

الوكالة الدولية للطاقة: "خفض السعودية وروسيا إنتاج النفط سيتسبب بنقص كبير في الإمدادات"