تركيا وأمريكا تتفقان على تشكيل مركز عمليات مشترك للمنطقة الآمنة بسوريا

تركيا وأمريكا تتفقان على تشكيل مركز عمليات مشترك للمنطقة الآمنة بسوريا
وزير الدفاع التركي خلوصي أكار في بروكسل يوم 27 يونيو حزيران 2019. تصوير: فرانسوا ولشيرتس - رويترز Copyright (Reuters)
Copyright (Reuters)
بقلم:  Reuters
شارك هذا المقالمحادثة
شارك هذا المقالClose Button

من سارة دعدوش

اسطنبول (رويترز) - اتفقت تركيا والولايات المتحدة يوم الأربعاء على تأسيس مركز عمليات مشترك في تركيا للتنسيق وإدارة المنطقة الآمنة المزمع إقامتها في شمال شرق سوريا، في خطوة يبدو أنها ستقلص فرص شن تركيا لعمل عسكري وشيك في سوريا.

ولم يذكر البلدان سوى تفاصيل قليلة عن الاتفاق الذي تم بعد محادثات على مدى ثلاثة أيام بين وفودهما العسكرية وخلاف بينهما على مدى شهور حول مدى توغل المنطقة الآمنة المزمعة في العمق السوري والطرف الذي سيقود القوات التي ستسير دوريات في هذه المنطقة.

وتهدف المنطقة الآمنة المقترحة إلى تأمين قطاع بري يمتد لمسافة تزيد على 400 كيلومتر بطول حدود سوريا الشمالية الشرقية مع تركيا. وتسيطر وحدات حماية الشعب الكردية، التي قاتلت تنظيم الدولة الإسلامية بدعم أمريكي، على معظم هذا القطاع.

وتعتبر أنقرة وحدات حماية الشعب قوات إرهابية تشكل خطرا أمنيا كبيرا وطلبت من الولايات المتحدة قطع صلاتها بوحدات حماية الشعب الكردية.

ودفعت تركيا بقوات إلى شمال سوريا مرتين في الأعوام الثلاثة الماضية متذرعة بمخاوف أمنية من الحرب الأهلية المستمرة منذ ثماني سنوات على أراضي جارتها. وتحدث الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يوم الأحد عن تدخل ثالث وشيك لاستهداف الأراضي التي تسيطر عليها وحدات حماية الشعب الكردية شرقي نهر الفرات.

وقال أردوغان في مؤتمر صحفي بأنقرة يوم الأربعاء، بينما كان نظيره الأوكراني يقف إلى جانبه، إن المحادثات مع الولايات المتحدة تقدمت في اتجاه "إيجابي حقا".

وأضاف أن العملية المتعلقة بالمنطقة الآمنة ستبدأ بتشكيل مركز العمليات المشترك.

وقال "ما يهم بالفعل هنا هو مسألة أخذ تلك الخطوة شرقي الفرات، وهو ما يتم حاليا بالتعاون مع الأمريكيين".

وقال البلدان العضوان في حلف شمال الأطلسي إنهما اتفقا على "التنفيذ السريع لإجراءات أولية للتعامل مع المخاوف الأمنية لدى تركيا".

وأضافا أن المنطقة الآمنة الواقعة على حدود شمال شرق سوريا مع تركيا يجب أن تكون "ممر سلام" وأنهما سيبذلان كل الجهد اللازم لضمان إعادة النازحين السوريين بسبب الحرب إلى بلدهم.

ولم يشر أي من البلدين إلى حل مشكلتين رئيسيتين كانتا سببا في الخلاف بين واشنطن وأنقرة وهما مدى توغل المنطقة الآمنة داخل سوريا والطرف الذي سيقود القوات في هذه المنطقة.

واقترحت واشنطن منطقة آمنة عبارة عن شريط منزوع السلاح لمسافة خمسة كيلومترات تعززها منطقة إضافية خالية من الأسلحة الثقيلة لمسافة تسعة كيلومترات، مما يجعل الامتداد الكامل للمنطقة داخل سوريا أقل من نصف المساحة التي كانت تريدها تركيا.

وطلبت تركيا أيضا أن تكون لها السلطة المطلقة على المنطقة وهي نقطة اختلاف أخرى مع الولايات المتحدة.

وقالت وزارة الدفاع التركية إنها لن تذكر مزيدا من التفاصيل حول هذا الاتفاق في الوقت الحالي، لكن أنباء التوصل إلى الاتفاق دفعت بالليرة التركية إلى أعلى مستوى هذا الأسبوع لتصل إلى 5.469 أمام الدولار قبل أن تستقر عند 5.478 في الساعة 1604 (بتوقيت جرينتش).

* نشر القوات التركية

قال وزير الدفاع التركي خلوصي أكار في وقت سابق يوم الأربعاء إن الولايات المتحدة اقتربت من وجهة النظر التركية بشأن المنطقة الآمنة المزمع إقامتها.

اعلان

وأضاف أن خطط بلاده للانتشار العسكري اكتملت. ونقلت وكالة الأناضول الحكومية عن أكار قوله "استكملنا جميع خططنا وتمركز قواتنا على الأرض، لكن قلنا أيضا إننا نرغب في التحرك مع الولايات المتحدة".

وأبدى ثلاثة مسؤولين أتراك تحدثوا لرويترز هذا الأسبوع ضيقهم من عدم توصل المحادثات إلى نتائج بعد وحذروا من أن بلادهم مستعدة للتصرف بشكل منفرد.

وقال مسؤول كردي كبير يوم الأربعاء لرويترز إن هجوما تركيا على قوات تعمل تحت القيادة الكردية في شمال شرق سوريا سيشعل "حربا كبيرة".

وأعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب العام الماضي أن القوات الأمريكية ستغادر سوريا وأنها بدأت انسحابا مبدئيا، وهو قرار رحبت به أنقرة، وأن البلدين اتفقا على إقامة منطقة آمنة.

وأمس الثلاثاء حذر تقرير لوزارة الدفاع الأمريكية من عودة تنظيم الدولة الإسلامية لشمال شرق سوريا قائلا إن الجماعات الكردية المدعومة من الولايات المتحدة ينقصها العتاد اللازم للتعامل مع عودة الخلايا الجهادية دون دعم أمريكي.

اعلان

وقال التقرير "الانسحاب الأحادي (الأمريكي) يأتي في توقيت يحتاج فيه هؤلاء المقاتلون تدريبا وتسليحا إضافيا لبناء الثقة مع المجتمعات المحلية وتطوير العمل المخابراتي القائم على الأفراد واللازم لمواجهة الخلايا العائدة (لتنظيم الدولة الإسلامية) ومجابهة قدرات المتمردين في سوريا".

(رويترز)

شارك هذا المقالمحادثة

مواضيع إضافية

رئيسي يهدد تل أبيب: ردنا سيكون "رهيبًا وشديدًا"

الأمم المتحدة تدق ناقوس الخطر: حاجة ملحة لسدّ الحد الأدنى من الاحتياجات الإنسانية لـ3 ملايين فلسطيني

وزير الطاقة الإسرائيلي من دبي: أحداث الأسابيع الماضية أثبتت أهمية التعاون بين إسرائيل وجيرانها