الأضحية .. أمنية عزيزة في غزة لضيق ذات اليد بسبب الحصار وخلاف مع إسرائيل

الأضحية .. أمنية عزيزة في غزة لضيق ذات اليد بسبب الحصار وخلاف مع إسرائيل
خراف للبيع في سوق بوسط قطاع غزة في صورة بتاريخ الخامس من أغسطس اب 2019. تصوير: إبراهيم أبو مصطفى - رويترز. Copyright (Reuters)
Copyright (Reuters)
بقلم:  Reuters
شارك هذا المقالمحادثة
شارك هذا المقالClose Button

من نضال المغربي

غزة (رويترز) - اعتاد ضابط الشرطة علي الاحتفال بعيد الأضحى مع أسرته في قطاع غزة بذبح شاة امتثالا للسُنّة التي يقتدي بها القادرون.

إلا أن علي البالغ من العمر 49 عاما يقول إنه لا يقدر على شراء شاة هذا العام في العيد الذي يحل الأسبوع المقبل بعد أن خفضت السلطة الفلسطينية مرتبه إلى النصف قبل خمسة أشهر.

وقال الشرطي الذي يعول خمسة أولاد وطلب عدم نشر بقية اسمه "أنا كنت بأضحي كل سنة وباذبح خروف بس هاي السنة مافيش امكانية. أنا خجلان من ربنا وبادعي أنه يسامحني".

تعيش غزة تحت حصار منذ سنوات تفرضه إسرائيل ومصر اللتان تستندان لدواع أمنية فيما تفرضانه من قيود يقول البنك الدولي إنها ألحقت ضررا فادحا باقتصاد القطاع.

ويعتمد ما يقرب من 80 في المئة من سكان القطاع البالغ عددهم مليونان على شكل من أشكال المساعدات كما أن نسبة العاطلين عن العمل تزيد على النصف.

وقال علي إن السلطة الفلسطينية خفضت مرتبه إلى النصف في مارس آذار ليصبح دخله 1500 شيقل (431 دولارا). ويبلغ سعر الشاة حوالي 500 دولار.

ولا يزال للسلطة الفلسطينية، التي تمارس قدرا محدودا من الحكم الذاتي في الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل، حوالي 25 ألف موظف مدني في غزة يتلقون رواتبهم منها رغم الخلاف القائم منذ أكثر من عشر سنوات مع حركة حماس المسيطرة على القطاع.

وانخفضت مرتبات كثيرين من العاملين في السلطة الفلسطينية في غزة والضفة الغربية في مارس آذار وسط نزاع مع إسرائيل على ما تدفعه السلطة من أموال لعائلات الفلسطينيين المسجونين في إسرائيل.

وتقول إسرائيل إن هذه المدفوعات تغذي عنف الفلسطينيين وقررت في فبراير حجب المبلغ الذي تخصصه السلطة الفلسطينية لأسر المسجونين من الضرائب التي تقوم بتحويلها شهريا إليها بموجب اتفاقات السلام المرحلية.

ورفض الرئيس الفلسطيني محمود عباس قبول جزء من التحويلات وقال إن من حق السلطة الحصول على المبلغ الكامل البالغ 700 مليون شيقل (197 مليون دولار) الذي يمثل أكثر من نصف ميزانيتها. وأدى ذلك إلى زيادة الضغوط المالية المتزايدة على اقتصاد الفلسطينيين البالغ حجمه 13 مليار دولار.

وأدت هذه التخفيضات إلى زيادة الضغوط على غزة بصفة خاصة حيث واجه الموظفون المدنيون تخفيضات سابقة في الأجور قررها عباس عام 2017 لعزل حركة حماس.

وقال أب لستة أولاد عاطل عن العمل يدعى حسن النجار "كل سنة بأضحي بس هاي السنة فش مصاري". وأضاف إن ثمن الشاة سيقضي على إعانة يتقاضاها كل ثلاثة أشهر من السلطة الفلسطينية قدرها 500 دولار.

وقال "أنا بدور على حدا يبيعني بالتقسيط على ثلاث أو أربع دفعات".

ويقول معهد أبحاث السياسات الاقتصادية الفلسطينية إن متوسط الأجر الشهري في القطاع يبلغ حوالي 330 دولارا.

ويقول مربو الماشية ومزارعون في القطاع إنهم في أمس الحاجة للزبائن قبل موسم الذبح في العيد.

وقال المزارع الغزاوي محمد البلعاوي "هاي السنة جبت أربعين عجل حتى الآن لم أبع نصهم".

ويقول البلعاوي إنه يبيع في العادة 500 عجل كل عام إذ كان بعض الناس يتقاسمون سعر العجل الواحد البالغ 9000 شيقل (2600 دولار).

اعلان

وأضاف "في حياتي ما مرش عليا سنة أسوأ من هادي".

(رويترز)

شارك هذا المقالمحادثة

مواضيع إضافية

وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما

أسطول الحرية يستعد لاختراق الحصار الإسرائيلي على غزة

ردود فعل غاضبة للفلسطينيين تجاه الفيتو الأمريكي ضد العضوية الكاملة لفلسطين في الأمم المتحدة