ماكرون ينجح في تحقيق انفراجة بشأن إيران في قمة السبع المشحونة بالتوتر

ماكرون ينجح في تحقيق انفراجة بشأن إيران في قمة السبع المشحونة بالتوتر
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خلال قمة مجموعة الدول الصناعية السبع في بياريتس بفرنسا يوم الأحد. تصوير: كريستيان هارتمان - رويترز. Copyright (Reuters)
بقلم:  Reuters
شارك هذا المقالمحادثة
شارك هذا المقالClose Button

من جيف ميسون وريتشارد لو

بياريتس (فرنسا) (رويترز) - مهد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الطريق خلال قمة مجموعة الدول السبع الصناعية الكبرى لحل دبلوماسي للأزمة بين واشنطن وطهران بشأن الاتفاق النووي لكن لم تخرج القمة بأي إنجازات أخرى تذكر وسط انقسامات حادة بين الحلفاء.

وانتهت القمة يوم الاثنين في منتجع بياريتس الساحلي الفرنسي. وقال ماكرون إن الرئيس الإيراني حسن روحاني عبر عن انفتاحه على لقاء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

وقال ترامب لمؤتمر صحفي قبل أن يعود لبلاده إن من الواقعية أن يعتقد بأن لقاء يجمعه بنظيره الإيراني قد ينعقد في الأسابيع المقبلة. ومن المقرر أن يحضر الزعيمان اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة الشهر المقبل.

ويكافح زعماء أوروبا لتهدئة المواجهة بين إيران والولايات المتحدة منذ أن انسحب ترامب العام الماضي من اتفاق إيران النووي الذي أبرم عام 2015 وأعاد فرض العقوبات على اقتصاد الجمهورية الإسلامية.

وقالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل في نهاية القمة "ما يوحدنا، وهذه خطوة كبيرة للأمام، ليس فقط أننا لا نرغب في امتلاك إيران لأسلحة نووية بل أيضا (أننا نريد) التوصل لحل لذلك عبر السبل السياسية".

وقاد ماكرون المساعي لنزع فتيل الأزمة، خشية أن يؤدي انهيار الاتفاق إلى إشعال الوضع في الشرق الأوسط.

واستبعد ترامب رفع العقوبات المفروضة على طهران لكنه قال إن محادثات تجرى لبحث إمكانية فتح دول لخطوط ائتمانية لتمكينها من تسيير أمورها. وأشار إلى أنه يرغب في معالجة الإطار الزمني للاتفاق النووي لكنه لا يسعى لتغيير النظام في إيران.

وقال ترامب إنه يريد أن يرى "إيران جيدة حقا، قوية حقا، لا نسعى إلى تغيير النظام". وتابع قائلا "نتطلع لجعل إيران ثرية من جديد، دعوهم يصبحوا أثرياء... إذا أرادوا".

لكن في إشارة فيما يبدو لتصريحات صدرت في الآونة الأخيرة عن إيران عن قدرتها على الهجوم على مصالح أمريكية، قال ترامب إن تنفيذ إيران لمثل تلك التهديدات سيجعلها ترى "قوة عنيفة".

* نتائج ملموسة قليلة

على الرغم من التقدم في الملف الإيراني فقد انتهى الاجتماع بالقليل من النتائج الأخرى بسبب حدة الانقسامات بشأن عديد من القضايا بين الولايات المتحدة وحلفائها على وجه الخصوص.

من بين هذه القضايا حرب واشنطن التجارية المتصاعدة مع الصين، والتي يخشى كثيرون أن تدفع اقتصاد العالم المتباطئ إلى حالة ركود، وكيفية التعامل مع طموحات كوريا الشمالية النووية، وهل ينبغي إعادة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى المجموعة.

وخلال اجتماعات هذا العام قال ترامب، الذي أثار بلبلة خلال قمة المجموعة العام الماضي، إن علاقاته طيبة مع الزعماء الآخرين في المجموعة التي تضم أيضا بريطانيا وكندا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا واليابان.

لكن ماكرون قرر قبل القمة عدم محاولة الخروج ببيان ختامي بعد خلاف قمة العام الماضي وفي النهاية أصدرت فرنسا بيانا من صفحة واحدة عن القمة أتى على ذكر التجارة وإيران وليبيا وأوكرانيا وهونج كونج.

وعرض ترامب غصن زيتون على الصين بعد أيام من الخلافات المريرة بشأن التجارة بين أكبر اقتصادين في العالم بعدما فرض كل بلد مزيدا من الرسوم على صادرات الآخر، الأمر الذي أحدث مزيدا من الصدمات في الأسواق المالية وأقلق حلفاءه في مجموعة السبع.

وفي حديث على هامش القمة يوم‭ ‬ الاثنين، عبر ترامب عن اعتقاده بأن الصين تريد إبرام اتفاق تجاري بعد أن تواصلت مع مسؤولين تجاريين أمريكيين ليل الأحد لتقول إنها تريد العودة إلى طاولة المفاوضات.

اعلان

وقال كبير مفاوضي الصين في المحادثات التجارية مع واشنطن في وقت سابق يوم الاثنين إن بكين مستعدة لحل نزاعها التجاري مع الولايات المتحدة عبر "مفاوضات هادئة" وتعارض بشدة تصعيد الصراع.

وأشاد ترامب بالرئيس الصيني شي جين بينغ ووصفه بأنه زعيم عظيم وقال إن احتمال إجراء محادثات تطور إيجابي للغاية.

وقال "إنه يفهم (الوضع)، وسيكون ذلك رائعا للصين وللولايات المتحدة. سيكون ذلك رائعا للعالم".

ولدى سؤاله عن التغيير الواضح في موقفه قال "تلك هي الطريقة التي أتفاوض بها".

ولم يحضر ترامب جلسة القمة عن التغير المناخي والتي تمت فيها الموافقة على تخصيص مساعدة مالية وتقنية قيمتها نحو 20 مليون دولار للبرازيل والدول المجاورة لإخماد الحرائق المستعرة في غابات الأمازون.

اعلان

وقال ماكرون إن ترامب وافق على المبادرة لكنه لم يتمكن من حضور الجلسة بسبب ارتباطه بلقاءات ثنائية.

ويستعر عدد قياسي من الحرائق في غابات الأمازون المطيرة، يُعتقد بأن الكثير منها متعمد في البرازيل، مما أثار قلقا دوليا بسبب أهمية تلك الغابات للبيئة.

وقال ماكرون إن زعماء مجموعة السبع لم يتوصلوا لإجماع بشأن دعوة روسيا لقمتهم العام المقبل في الولايات المتحدة بما سيمثل عودتها للمجموعة التي كانت تعرف من قبل بمجموعة الدول الثماني الصناعية الكبرى.

واستبعدت روسيا من المجموعة في 2014 بعد أن ضمت شبه جزيرة القرم من أوكرانيا ودعمت انفصاليين مناهضين لكييف في شرق البلاد.

اعلان

(رويترز)

شارك هذا المقالمحادثة

مواضيع إضافية

صلاة راهبة مسيحية في لبنان من أجل مقاتلي حزب الله تٌثير ضجة

القضاء في تونس يصدر حكما بإعدام أربعة متهمين وسجن اثنين آخرين في قضية اغتيال السياسي شكري بلعيد

توجيه الاتهام إلى رئيس البرازيل السابق بولسونارو على خلفية تزوير بيانات التطعيم الخاصة به