من جيفري هيلر
القدس (رويترز) - قال مصدران متحالفان مع جماعة حزب الله اللبنانية لرويترز يوم الثلاثاء إن حزب الله يجهز "لضربة مدروسة" ضد إسرائيل بعد تحطم طائرتين مسيرتين في بيروت، لكنه يهدف إلى تجنب نشوب حرب جديدة.
وقال أحد المصدرين "يتم الترتيب الآن لرد فعل مدروس بحيث لا يؤدي ذلك إلى حرب لا يريدها حزب الله ولا إسرائيل".
وأضاف "التوجه الآن لضربة مدروسة. ولكن كيف تتدحرج الأمور هذا موضوع ثان, فالحروب لا تكون دائما نتيجة قرارات منطقية.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يوم الثلاثاء إن زعيم حزب الله حسن نصر الله ينبغي أن "يهدأ" بعدما حذر إسرائيل من أنه يعد لرد وشيك على سقوط الطائرتين المسيرتين في الضاحية الجنوبية لبيروت.
كان نصر الله اتهم في كلمة يوم الأحد إسرائيل بشن هجوم بطائرة مسيرة انفجرت في وقت سابق من ذلك اليوم.
وقال نصر الله "أقول للجيش الإسرائيلي على الحدود.. من الليلة قف على الحائط على رجل ونصف وانتظرنا.. يوم يومان ثلاثة أربعة.. انتظرنا.. (لأن) ما حصل ليلة أمس لن يمر معنا. لن يمر".
وانفجرت إحدى الطائرتين قرب الأرض مما أوقع أضرارا بالمركز الإعلامي لحزب الله في الضاحية الجنوبية ببيروت التي تهيمن الجماعة عليها. ولم تعلن إسرائيل المسؤولية عن الطائرتين المسيرتين.
وقال نتنياهو في كلمة "سمعت ما قاله نصر الله. أقترح على نصر الله أن يهدأ. هو يعلم جيدا أن إسرائيل تعرف كيف تدافع عن نفسها وترد على أعدائها".
ولم تتضح بعد تفاصيل تتعلق بالمكان الذي انطلقت منه الطائرتان. وقال حزب الله إن الطائرتين المسيرتين كانتا تحملان متفجرات وذلك بعدما فكك خبراؤه الطائرة الأولى.
وسئل وزير التعاون الإقليمي الإسرائيلي تساحي هنجبي، عضو مجلس الوزراء الأمني المصغر بقيادة نتنياهو، في حديث لإذاعة الجيش الإسرائيلي عما إذا كانت إسرائيل قد هاجمت أهدافا برية في لبنان في الأيام القليلة الماضية.
وقال هنجبي "نحن بالطبع لم نرد على الاتهامات الموجهة لنا. تلك الأشياء تبدو في ظاهرها غريبة وخادعة. ذكر الإعلام تلك الحقيقة- أن تلك مزاعم لا أساس لها".
واجتمع المجلس الأعلى للدفاع في لبنان، الذي يضم الرئيس ورئيس الوزراء وقائد الجيش، يوم الثلاثاء وأكد "حق اللبنانيين في الدفاع عن النفس بكل الوسائل ضد أي اعتداء".
وتعتبر إسرائيل حزب الله أكبر تهديد عبر حدودها. وفي حرب 2006 بين إسرائيل وحزب الله قتل نحو 1200 شخص في لبنان معظمهم مدنيون و158 شخصا في إسرائيل أغلبهم عسكريون.
وتقول مصادر إقليمية إن إسرائيل وحزب الله توصلا إلى تفاهم غير مكتوب بأنه رغم إمكانية تبادل إطلاق النار بينهما في سوريا، فينبغي تجنب أي هجمات في لبنان أو إسرائيل خشية أن تتصاعد إلى حرب.
وذكر الرئيس اللبناني ميشال عون يوم الاثنين أن لبلده الحق في الدفاع عن نفسه، وشبه الهجوم بالطائرتين المسيرتين بأنه "بمثابة إعلان حرب".
وفي وقت متأخر يوم السبت، قتلت ضربات جوية إسرائيلية اثنين من مقاتلي حزب الله اللبنانيين في سوريا.
وقالت إسرائيل، التي تنفذ من حين لآخر هجمات على أهداف مرتبطة بإيران داخل سوريا، إنها استهدفت مجمعا يسيطر عليه فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، متهمة الفيلق بالتخطيط لشن هجمات فتاكة بطائرات مسيرة.
ووجه نتنياهو أيضا تحذيرات للبنان وقائد فيلق القدس قاسم سليماني، الذي قال نتنياهو إنه يطمح لتدمير إسرائيل.
وقال نتنياهو "انتبهوا لما تقولون واحذروا مما تفعلون".
وأبلغ أندريا تينينتي، المتحدث باسم قوات الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (يونيفيل) التي تراقب الحدود مع إسرائيل، الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية بأن الوضع في المنطقة لا يزال هادئا.
وقال "يونيفيل تواصل العمل مع الجانبين لضمان عدم وجود سوء تفاهم أو حوادث تعرض وقف الأعمال القتالية للخطر". وكان يشير إلى قرار لمجلس الأمن الدولي دعا لإنهاء القتال في 2006.
وفي تصريحات أدلى بها خلال زيارة يوم الأحد لشمال إسرائيل حيث اجتمع مع قادة الجيش، بدا أن نتنياهو يثير احتمال استهداف لبنان مباشرة إذا هاجم حزب الله إسرائيل.
وقال نتنياهو "أي دولة تسمح باستخدام أراضيها للعدوان على إسرائيل ستواجه العواقب وأكرر.. (هذه) الدولة ستواجه العواقب".
(رويترز)