تصاعد صراع غزة بوابل من الصواريخ على إسرائيل وضربات جوية على القطاع

احتدام الصراع بوابل من الصواريخ على إسرائيل وضربات جوية على غزة
احتدام الصراع بوابل من الصواريخ على إسرائيل وضربات جوية على غزة Copyright (c) Copyright Thomson Reuters 2021. Click For Restrictions - https://agency.reuters.com/en/copyright.html
Copyright (c) Copyright Thomson Reuters 2021. Click For Restrictions - https://agency.reuters.com/en/copyright.html
بقلم:  Reuters
شارك هذا المقالمحادثة
شارك هذا المقالClose Button

من نضال المغربي وجيفري هيلر

غزة/القدس (رويترز) - أطلق المسلحون الفلسطينيون مزيدا من الصواريخ على قلب إسرائيل التجاري يوم الخميس في الوقت الذي واصلت فيه إسرائيل حملة القصف العقابية على غزة وحشدت دبابات وجنود على حدود القطاع.

ولم تبد مؤشرات على أن العنف عبر الحدود المستمر منذ أربعة أيام سيتراجع فيما قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن الحملة "ستستغرق مزيدا من الوقت". وقال مسؤولون إسرائيليون إنه يجب توجيه ضربة قوية رادعة لحركة حماس قبل أي وقف لإطلاق النار.

وامتد العنف أيضا إلى الأحياء المختلطة من اليهود والعرب في إسرائيل، وهي جبهة جديدة في الصراع الطويل.

وتعرضت معابد يهودية للهجوم واندلعت اشتباكات في شوارع بعض الأحياء، الأمر الذي دفع رئيس إسرائيل إلى التحذير من حرب أهلية.

وقال مسؤولون طبيون فلسطينيون إن 103 أشخاص قُتلوا في غزة بينهم 27 طفلا خلال الأيام الأربعة الماضية. وقُتل 49 فلسطينيا يوم الخميس فقط، وهي أكبر حصيلة في يوم واحد منذ يوم الاثنين.

وقالت السلطات الإسرائيلية إن سبعة قتلوا في إسرائيل بينهم جندي يقوم بدورية على حدود غزة وخمسة مدنيين إسرائيليين، بينهم طفلان، وعامل هندي.

ووسط مخاوف من خروج العنف عن السيطرة، تعتزم واشنطن إرسال مبعوثها هادي عمرو للمنطقة لإجراء محادثات مع إسرائيل والفلسطينيين. ولم تسفر جهود الوساطة من مصر وقطر والأمم المتحدة حتى الآن عن تحقيق أي تقدم.

ودعا الرئيس الأمريكي جو بايدن يوم الخميس إلى وقف تصعيد العنف، قائلا إنه يريد أن يرى انخفاضا كبيرا في الهجمات الصاروخية.

وأطلق مسلحون صواريخ على تل أبيب والبلدات المحيطة بها، قلب إسرائيل التجاري، حيث اعترض نظام القبة الحديدية المضاد للصواريخ العديد منها. كما تم استهداف التجمعات السكانية القريبة من حدود غزة ومدينة بئر السبع الصحراوية في الجنوب.

وأصيب خمسة إسرائيليين بصاروخ سقط على مبنى قرب تل أبيب.

وقال الجيش الإسرائيلي إن ثلاثة صواريخ أُطلقت من لبنان صوب شمال إسرائيل يوم الخميس، لكنها سقطت في البحر المتوسط. وبدا أن ذلك جاء إظهارا للتضامن مع غزة من جانب جماعات فلسطينية في لبنان وليس بداية هجوم جديد.

وفي غزة، قصفت إسرائيل بناية سكنية مؤلفة من ستة طوابق، قالت إنها تابعة لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) التي تدير القطاع.

وقال نتنياهو إن إسرائيل قصفت قرابة 1000 هدف للمسلحين في القطاع إجمالا.

وقال الجيش إن الطائرات الإسرائيلية هاجمت أيضا مقرا لمخابرات حماس وأربع شقق تابعة لكبار قادة الحركة. وأضاف أن المنازل كانت تستخدم لتخطيط وتوجيه ضربات على إسرائيل.

وقال دبلوماسيون إن الولايات المتحدة اعترضت على طلب للنرويج والصين وتونس لعقد جلسة علنية لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة يوم الجمعة لمناقشة العنف.

وقال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن للصحفيين إنه سيكون من الأفضل عقد الاجتماع الأسبوع القادم لإتاحة مزيد من الوقت أمام الدبلوماسية على أمل تهدئة العنف.

وقال عامل البناء أسعد كرام (20 عاما) وهو يقف على جانب طريق لحقت به أضرار جراء الضربات الجوية "نواجه إسرائيل وكوفيد-19. نحن بين عدوين".

اعلان

وفي تل أبيب، أشار المغني الإسرائيلي يشاي ليفي إلى شظية سقطت على رصيف خارج منزله.

وقال لتلفزيون واي نت "أريد أن أقول للجنود الإسرائيليين وللحكومة، لا تتوقفوا حتى إنهاء المهمة".

وبدأت إسرائيل هجومها العسكري بعد أن أطلقت حماس صواريخ على القدس وتل أبيب ردا على اشتباكات بين الشرطة الإسرائيلية وفلسطينيين قرب المسجد الأقصى خلال شهر رمضان.

وألغت شركات طيران أجنبية رحلاتها إلى إسرائيل بسبب الاضطرابات.

* "عرقلة" حماس

اعلان

قال البريجادير جنرال هيداي زيلبرمان المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي إن الهجمات على مواقع إنتاج الصواريخ وإطلاقها "تعرقل أنشطة حماس" لكنها لم تصل إلى درجة وقف القصف.

وقال لقناة 12 في التلفزيون الإسرائيلي "الأمر أكثر صعوبة بالنسبة لهم، لكن علينا أن نقول بإنصاف أن حماس جماعة منظمة، لديها القدرة على الاستمرار في إطلاق النار لعدة أيام أخرى على الأماكن التي تستهدفها في إسرائيل".

وأضاف أن ما بين 80 و90 مسلحا قتلوا في هجمات إسرائيلية.

وقال زيلبرمان إن إسرائيل "تحشد قواتها على حدود غزة"، وهو انتشار أثار تكهنات بشأن غزو بري محتمل في خطوة تعيد للأذهان توغلات مماثلة خلال حربين دارتا في 2014 و2009.

لكن مراسلي الشؤون العسكرية الإسرائيليين، الذين يتلقون إفادات منتظمة من القوات المسلحة، قالوا إن من غير المرجح القيام بعملية برية كبيرة، وأشاروا إلى مخاطر من بينها وقوع خسائر بشرية كبيرة.

اعلان

ورد أبو عبيدة المتحدث باسم الجناح العسكري لحماس على الحشد العسكري بالتحدي داعيا الفلسطينيين إلى الانتفاض.

وقال "اجلبوا بخيلكم ورجلكم... برا وبحرا وجوا فقد أعددنا لكم أصنافا من الموت ستجعلكم تلعنون أنفسكم".

* مناشدات دولية

قال الجيش الإسرائيلي إن نحو 1750 صاروخا أطلقت على إسرائيل حتى الآن منها 300 سقطت في قطاع غزة.

وقالت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) إن مدرستين من مدارسها تعرضتا للقصف يومي الثلاثاء والأربعاء "في سياق الضربات الجوية الإسرائيلية" وإن أضرارا لحقت بما لا يقل عن 29 فصلا دراسيا.

اعلان

والمدارس في عطلة في غزة كما تم تعليق الدراسة في أجزاء كثيرة من إسرائيل بما في ذلك في بلدة حيث أصيبت مدرسة فارغة بصاروخ يوم الثلاثاء.

ودعا رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون إلى خفض تصعيد العنف على وجه السرعة كما حث الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على "إعادة إطلاق" المفاوضات من أجل السلام بين الجانبين.

ودعا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش في اتصال عبر الفيديو إلى وقف القتال.

وفتحت أعمال العنف جبهة جديدة بتأجيج التوتر بين اليهود الإسرائيليين والأقلية العربية التي تشكل 21 في المئة من السكان وتعيش جنبا إلى جنب معهم في بعض الأحياء.

وهاجمت مجموعات يهودية وعربية الناس وألحقت أضرارا بمتاجر وفنادق وسيارات ليل الاربعاء. وفي بات يام، جنوبي تل أبيب، اعتدى عشرات اليهود بالضرب والركل على رجل يُعتقد أنه عربي بينما كان ملقى على الأرض.

اعلان

وقالت الشرطة إن شخصا في حالة حرجة بعد أن أطلق عليه عرب النار في بلدة اللد التي فرضت فيها السلطات حظر تجول، وإنه تم اعتقال أكثر من 150 خلال الليل في اللد وبلدات عربية في شمال إسرائيل.

ودفع ذلك رئيس إسرائيل ريئوفين ريفلين إلى الدعوة إلى وقف "هذا الجنون".

وعلى الرغم من أن الأحداث الأخيرة في القدس هي التي أشعلت فتيل التصعيد فإن الفلسطينيين يشعرون بالإحباط بسبب انتكاسات مُنيت بها آمالهم في إقامة دولة مستقلة خلال السنوات القليلة الماضية. ومن بين هذه الانتكاسات اعتراف واشنطن بالقدس عاصمة لإسرائيل.

وعلى الصعيد السياسي، تحسنت على ما يبدو فرص نتنياهو في البقاء في السلطة بعد انتخابات 23 مارس آذار غير الحاسمة بعدما تعرضت جهود منافسه الرئيسي يائير لابيد لتشكيل حكومة لانتكاسة كبيرة.

اعلان

(تغطية صحفية نضال المغربي ورامي أيوب ودان وليامز - شاركت في التغطية نانديتا بوز وستيف هولاند من واشنطن وميشيل نيكولز من نيويورك - إعداد مصطفى صالح للنشرة العربية - تحرير محمد اليماني)

شارك هذا المقالمحادثة

مواضيع إضافية

بعد تقارير عن عزم الدوحة ترحيلهم.. الخارجية القطرية: "لا يوجد مبرر لإنهاء وجود حماس في البلاد"

بعد سلسلة من الزلازل.. استمرار عمليات إزالة الأنقاض في تايوان

بريطانيا تتعهد بتقديم 620 مليون دولار إضافية من المساعدات العسكرية إلى أوكرانيا