تحليل-مع توقف القتال في غزة.. التوجس يسود بين عرب إسرائيل ويهودها

تحليل-مع توقف القتال في غزة.. التوجس يسود بين عرب إسرائيل ويهودها
تحليل-مع توقف القتال في غزة.. التوجس يسود بين عرب إسرائيل ويهودها Copyright (c) Copyright Thomson Reuters 2021. Click For Restrictions - https://agency.reuters.com/en/copyright.html
Copyright (c) Copyright Thomson Reuters 2021. Click For Restrictions - https://agency.reuters.com/en/copyright.html
بقلم:  Reuters
شارك هذا المقالمحادثة
شارك هذا المقالClose Button

من رامي أيوب وجوناثان سول وستيفن فاريل وزينة الهارون

حيفا/يافا (رويترز) - بعد يومين من بدء حركة حماس وإسرائيل في تبادل الهجمات الصاروخية والغارات الجوية اتصل الرئيس الإسرائيلي بمحطة تلفزيونية لكي يتوسل إلى يهود إسرائيل وأقليتها العربية ألا ينقلب كل طرف منهما على الآخر بسبب الصراع.

ويتباهى الرئيس ريئوفين ريفلين الذي ينتمي لحزب ليكود اليميني الذي يتزعمه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بأن والده المتبحر في العلم ترجم القرآن من اللغة العربية إلى العبرية.

قال الرئيس يوم 12 مايو أيار "أرجوكم أوقفوا هذا الجنون. نتعرض لخطر الصواريخ التي تطلق على مواطنينا وشوارعنا ونحن نشغل أنفسنا بحرب أهلية عقيمة فيما بيننا".

واستمر العنف الطائفي.

وفي نهاية حوادث العنف سقط قتيلان أحدهما عربي لفظ أنفاسه الأخيرة بعد أن أطلق يهود النار عليه والثاني يهودي توفي بعد أن قذفه عرب بالحجارة.

وبعد يومين من النداء الذي أطلقه ريفلين أشعل محتجون النار في مركز أكو المسرحي في مدينة عكا الساحلية والذي يديره يهود ويعمل على التقريب بين الطائفتين من خلال عروض بالعربية والعبرية.

ودفع هذا التجلي للتوترات القائمة في المجتمع الإسرائيلي منذ ميلاد الدولة اليهودية في 1948 بالبعض إلى التساؤل حتى بعد أن هدأت الاشتباكات بين غزة وإسرائيل عما إذا كان الارتياب الطائفي قد يسمم العلاقات لسنوات قادمة.

وأثار وزير الخارجية الأمريكي الزائر أنتوني بلينكن هذه المسألة بعد اجتماعه مع نتنياهو في القدس يوم الثلاثاء.

فقد قال "التئام هذه الجروح يتطلب قيادة على كل مستوى. (ينتظرنا) الكثير من العمل الشاق لإعادة الأمل والاحترام وبعض الثقة بين الطائفتين".

* مدن مختلطة

في المدن التي يسكنها خليط من اليهود والعرب مثل حيفا وعكا ويافا ربما يمر وقت قبل أن تندثر ذكريات ترديد الإسرائيليين من اليمين المتطرف هتاف "الموت للعرب" وصور شبان عرب وهم يجرجرون البعض من السيارات.

وبالنسبة لأفراد الأقلية العربية التي تمثل 21 في المئة من سكان إسرائيل لم يقع ما حدث من فراغ.

تتوزع الأقلية العربية بين مسلمين ودروز ومسيحيين وأغلب أفرادها يتحدثون اللغتين العربية والعبرية ويشعر كثيرون منهم بروابط قوية تربطهم بالفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة.

ودفعت تلك الروابط بعض المحتجين لا‭ ‬سيما الشباب، وإن لم يقتصر الأمر عليهم، إلى إعلان إحساسهم بانتمائهم الفلسطيني ورفض المصطلح الإسرائيلي الشائع "عرب إسرائيل".

قال محمد كناعنة (56 عاما) الذي سافر 130 كيلومترا جنوبا من مدينته في شمال إسرائيل للاحتجاج في القدس الشرقية "نحن فلسطينيون ولسنا إسرائيليين عربا. مصطلح إسرائيليين عرب أوجدته إسرائيل وعملاؤها".

وازداد شعور الطائفة العربية بالاغتراب في 2018 عندما أقرت حكومة نتنياهو قانون الدولة اليهودية الذي حط من شأن اللغة العربية بعد أن كانت لغة رسمية معلنا أن "إسرائيل هي الوطن التاريخي للشعب اليهودي وله الحق الحصري في تقرير المصير فيه".

ويرى وديع أبو نصار المسؤول بكنيسة كاثوليكية في حيفا إن التوترات بلغت ذروتها يوم 12 مايو أيار الذي قال إن مجموعة من الغوغاء كانت تلوح بأعلام إسرائيلية رجمت فيه ابنته (23 عاما) بالحجارة وتحطمت سيارتها في مشاهد صورتها الأسرة من شرفة البيت.

اعلان

قال أبو نصار لرويترز "أن أعتقد أو أشعر بأنني مواطن لا يوجد من يحميني فهذا شعور في غاية السوء يؤثر علينا جميعا".

* تعرض جنود للهجوم

تنحدر الأقلية العربية في إسرائيل من الفلسطينيين الذي عاشوا في ظل الإمبراطورية العثمانية والحكم الاستعماري البريطاني وظلوا داخل الحدود عندما قامت دولة إسرائيل عام 1948.

غير أن صلات القرابة التي تربطهم بالفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة وعدم خدمة معظمهم في الجيش الإسرائيلي تدفع بعض الإسرائيليين، خاصة ممن ينتمون لليمين المتطرف، إلى النظر إليهم بعين الارتياب.

وخلال شهر رمضان أدت مقاطع مصورة على وسائل التواصل الاجتماعي تُظهر فيما يبدو شبانا فلسطينيين يعتدون على يهود متزمتين إلى احتجاجات من جانب إسرائيليين. ثم تعرض جندي إسرائيلي للهجوم في يافا يوم 13 مايو أيار وأصيب بكسر في الجمجمة.

اعلان

قالت ريكي ليبرمان (74 عاما) التي تعيش في يافا لأنها منطقة مختلطة "العلاقات والصعوبات التي أوجدها هذا العنف في الجانب اليهودي والجانب العربي ستبقى معنا لفترة طويلة".

وفي الأوقات العادية نادرا ما يشاهد العلم الفلسطيني علنا داخل المدن الإسرائيلية وعادة ما تسارع الشرطة في القدس الشرقية إلى إنزاله عند رفعه.

أما في الأسابيع الأخيرة فقد رفعه شبان فلسطينيون محتجون حول المسجد الأقصى كما ارتفع في جنازات في مدن عربية داخل إسرائيل ولوح به من السيارات شبان فلسطينيون في مواكب تمر بمواقع رجال الشرطة في القدس الشرقية.

ولخص منشور على الإنترنت فكرة الوحدة بالدعوة إلى إضراب عام يوم 18 مايو أيار في المدن العربية داخل إسرائيل وفي المدن الفلسطينية في الضفة الغربية كما دعت منشورات على وسائل التواصل الاجتماعي إلى التضامن "من البحر إلى النهر".

* رد الشرطة

اعلان

أغضب العنف بين الطائفتين والإضراب ومشاعر الغضب من وابل الصواريخ المنطلق من قطاع غزة على مدار 11 يوما كثيرين من الإسرائيليين وأثار استياءهم.

قالت مونيكا باز الإسرائيلية التي تملك متجرا في يافا إنها اضطرت للفرار من المدينة.

وأضافت "الصواريخ لم تكن المشكلة الرئيسية بل العنف في يافا".

وأدان الرئيس ريفلين تصرفات الأقلية في إسرائيل.

وقال "تمزيق مشاغبين عرب للعلم الإسرائيلي واستبداله بالعلم الفلسطيني اعتداء وحشي على التعايش المشترك في دولة إسرائيل".

اعلان

ويوم الأحد أعلنت الشرطة الإسرائيلية أنها ستنشر آلافا من قوات الأمن سعيا للإمساك "بالمشاغبين المشتبه بهم والمجرمين وكل من شاركوا في الأحداث الأخيرة من أجل تقديمهم للعدالة".

وقالت الشرطة الإسرائيلية إنها اعتقلت 1550 شخصا حتى الآن حوالي 75 في المئة منهم من العرب، غير أن ميكي روزنفيلد المتحدث باسم الشرطة قال إن التركيز ينصب على "منع أعمال الشغب والاضطرابات والرد عليها".

وقال روزنفيلد "أغلب الحوادث ... ارتكبها سكان من عرب إسرائيل هاجموا ضباط الشرطة والمدنيين وأحرقوا سيارات وألحقوا أضرارا بالممتلكات العامة. وتمت اعتقالات أيضا ردا على حوادث ارتكبها أفراد من الطائفة اليهودية".

ووصف سامي أبو شحادة النائب الإسرائيلي الذي ينتمي للأقلية الحملة الأمنية بأنها "حملة اعتقال جماعي تستهدف مئات من الفلسطينيين من مواطني إسرائيل".

وخلص استطلاع للرأي أجرته الجامعة العبرية في القدس إلى ما يدعو للتفاؤل.

اعلان

فقد وجد أن قرابة 60 في المئة من الإسرائيليين اليهود يعارضون بشدة العنف الموجه للمواطنين العرب كما اتفقت آراء 73 في المئة من العرب على ضرورة أن يعيش الجانبان في وئام.

وقال أحمد نصر (35 عاما) الذي يصف نفسه بأنه عربي فلسطيني إنه يفرق بين العلاقات الشخصية وعلاقة الناس بالدولة.

قال نصر القادم من بلدة باقة الغربية "العلاقات ستتحسن في النهاية بين الناس لا بين الدولة وبيننا نحن الفلسطينيين. بين الناس من أجل العمل والمصالح المشتركة. أما مع الدولة فستظل مشكلة".

اعلان

(شارك في التغطية على صوافطة في رام الله ورامي اميتشاي في عكا وسنان أبو ميزر في القدس وعمار عوض في أم الفحم- إعداد منير البويطي للنشرة العربية - تحرير نادية الجويلي)

شارك هذا المقالمحادثة

مواضيع إضافية

اعتقالات في حرم جامعة كولومبيا خلال احتجاج طلابي مؤيد للفلسطينيين

شاهد: الإسرائيليون خائفون من نشوب حرب كبرى في المنطقة

إيرانيون يملأون شوارع طهران ويرددون "الموت لإسرائيل" بعد ساعات من تنفيذ تل أبيب غارة جوية على أصفهان