نزال الكباش بتونس.. ملاذ الشباب الهاربين من البطالة وأحلام الهجرة وقيود كورونا

نزال الكباش بتونس.. ملاذ الشباب الهاربين من البطالة وأحلام الهجرة وقيود كورونا
نزال الكباش بتونس.. ملاذ الشباب الهاربين من البطالة وأحلام الهجرة وقيود كورونا Copyright Thomson Reuters 2021
Copyright Thomson Reuters 2021
بقلم:  Reuters
شارك هذا المقالمحادثة
شارك هذا المقالClose Button

من أنجوس مكدوال

تونس (رويترز) - تنطلق الكباش وتثير الغبار من حولها وتنقض على بعضها البعض وتتناطح بالقرون وسط صياح الجموع في ساحة ترابية قرب المدينة القديمة في تونس حيث يربي شبان فقراء مهمشون الحيوانات من أجل النزال.

يربي الكباش مجموعتان من الرجال في منطقة باب سويقة بالمدينة. ويقولون إن الرياضة صنعت حلقة وصل تربطهم بالأحياء التي يعيشون فيها وبتاريخهم وأتاحت لهم متنفسا للهروب من هموم البطالة وأحلام الهجرة وقيود كوفيد-19.

وداخل حظيرة يحتفظون فيه بكبشهم، قالت إحدى المجموعتين إن القليل منهم فقط لديهم وظائف وإن ثورة 2011 التي أفرزت الديمقراطية في تونس لم تغير حياتهم.

وقال مراد الذي يملك الكبش ويرعاه هو ونحو عشرة من أصدقائه معظمهم في العشرينات من العمر تجمعوا داخل المكان إن ما يفعلونه يساعدهم على نسيان همومهم.

وأضاف "لم يتغير شيء في الحي بعد الثورة. الأسعار ارتفعت ولم يتغير شيء".

كان كبشهم مربوطا في سلسلة خلف الباب ينبش بحوافره في القش. وعلى الحوائط تتدلى من المسامير المعلقة مسابح ودفوف.

ونزال الكباش المشهور في شمال أفريقيا غير مسموح به في تونس. يحتاج تنظيم نزال إلى تصريح من الشرطة نادرا ما يصدر كما تنتقده جماعات الدفاع عن حقوق الحيوان لقسوته.

ويفتخر أصحاب الكباش بجوائز حيواناتهم عبر الشوارع وهي مصنوعة من الجلد ومرصعة بقطع معدنية لامعة مثل أحزمة بطولات الملاكمة.

ورفض مراد، الذي يمتلك مقهى صغيرا، نشر اسم عائلته. وقضى حياته كلها في باب سويقة.

وتزايد الاحباط في أنحاء تونس منذ الثورة بسبب عدم وجود فرص عمل وارتفاع الأسعار وتدني مستوى الخدمات الحكومية. وشملت الاحتجاجات هذا الأسبوع أعمال شغب شارك فيها شبان بأحياء فقيرة.

وقال مراد إن بعض الشبان من الحي خاضوا رحلة المخاطرة في قوارب التهريب باتجاه جزيرة لامبيدوسا الإيطالية للهجرة.

واضاف أن أحدهم عاش في إيطاليا وألمانيا لخمس سنوات قبل أن تتم إعادته لعدم حيازته أي أوراق، مشيرا إلى أنه سيعاود المحاولة قريبا.

* "الحماس للنزال"

كان الكبش ذو الرأس الأسود والصوف الرمادي الناعم يشب على قدميه الخلفيتين في الحظيرة، وكان نزال بعد الظهيرة هو الأول بالنسبة له.

اشترى مراد وأصدقاؤه الكبش في وقت مبكر من هذا العام وعلفوه ليكتسب القوة البدنية المطلوبة. وقال مراد إنهم يرونه الآن مؤهلا للنزال.

وكان الكبش المنافس على مقربة قادما على طريق آخر غير مرصوف يتناثر على أرضه الحصى بين بيوت بيضاء بنوافذ زرقاء فيما ترفرف الملابس المنشورة بالشرفات.

وقال مراد إنه ومالك الكبش الآخر، حسين الدين مسلاتي، يعرفان بعضهما البعض منذ الطفولة.

واشترى مسلاتي وبعض الأصدقاء كبشهم ذا اللون الكريمي الفاتح "لحمر بوسيالة" العام الماضي من مزارع في الجبال.

وقال "إذا الكبش متحمس وعنده استعداد يقاتل، بنشوف ونستثمر فيه".

وقال مسلاتي إن نزال الكباش الذي عادة ما يقترن بالقمار غير المشروع له سمعة سيئة عند كثير من التونسيين لكنه أضاف أن النزال صنع رابطا بينه وبين مجتمعه.

وتم إعداد النزال في وقت متأخر من النهار بين مساكن المدينة القديمة وضفة شديدة الانحدار تؤدي إلى طريق سريع وأخذ المتفرجون مواقعهم للحصول على رؤية أفضل.

وجاء مراد ومسلاتي وأصحابهما ومعهم الكبشان. وتجمع الرجال والصبية بينما تابعت النساء النزال من النوافذ.

اشتبك الكبشان والتحمت القرون ونزفت الدماء فوق الصوف. وفي النهاية اعترف مراد بالهزيمة وواساه أصدقاؤه.

تفرق المتابعون وانتشروا عبر أزقة باب سويقة. وكان كل ما تبقى بقعة دم على التراب تحت شعاع الشمس وهي تميل للغروب.

شارك هذا المقالمحادثة

مواضيع إضافية

شاهد: السامريون يحتفلون بعيد الفصح ويذبحون الأضاحي في نابلس

"الحقبة الجميلة".. أول متحف لملكة جمال فرنسا سيتم افتتاحه العام المقبل

"الكابتن ماجد" يعتزل كرة القدم بعد 43 عاماً ويودّع محبيه