العالم يستقبل حكومة طالبان بحذر والأفغان يطالبونها بدعم الاقتصاد والحقوق

العالم يستقبل حكومة طالبان بحذر والأفغان يطالبونها بدعم الاقتصاد والحقوق
العالم يستقبل حكومة طالبان بحذر والأفغان يطالبونها بدعم الاقتصاد والحقوق Copyright Thomson Reuters 2021
Copyright Thomson Reuters 2021
بقلم:  Reuters
شارك هذا المقالمحادثة
شارك هذا المقالClose Button

(رويترز) - استقبلت الدول الأجنبية تشكيل الحكومة الجديدة في أفغانستان بحذر واستياء يوم الأربعاء بعد أن عينت حركة طالبان شخصيات متشددة من قدامى المحاربين في المناصب العليا، ومن بينهم من رصدت الولايات المتحدة مكافآت لمن يساعد في اعتقالهم أو القضاء عليهم.

ومع استعداد الوزراء الجدد ونوابهم للعمل بعد تعيينهم مساء الثلاثاء، حث القائم بأعمال رئيس الوزراء محمد حسن أخوند المسؤولين السابقين الذين فروا من أفغانستان على العودة، متعهدا بضمان أمنهم وسلامتهم.

وقال في تصريحات لقناة الجزيرة القطرية "لقد تكبدنا خسائر كبيرة من أجل هذه اللحظة التاريخية وعصر إراقة الدماء في أفغانستان انتهى".

وغادر عشرات الآلاف البلاد بعد سيطرة طالبان على السلطة في منتصف أغسطس آب بعد حملة عسكرية خاطفة، وكثير من الذين رحلوا من أصحاب المهن الذين يخشون من التعرض للانتقام بسبب تعاونهم مع الحكومة المدعومة من الغرب.

وفي كابول خرجت عشرات النساء إلى الشوارع للمطالبة بتمثيلهن في الإدارة الجديدة وباحترام حقوقهن.

وعلى نطاق أوسع، حث الأفغان حكامهم الجدد على إنعاش الاقتصاد، الذي يواجه تضخما حادا ونقصا في الغذاء زاد من حدته الجفاف واحتمال تقليص المساعدات الدولية مع نأي دول بنفسها عن طالبان.

وعبرت الولايات المتحدة عن موقف حذر يوم الأربعاء إزاء حكومة طالبان. وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض جين ساكي للصحفيين "هذه حكومة مؤقتة... لا أحد في هذه الإدارة، لا الرئيس ولا أي شخص في فريق الأمن القومي قد يقترح أن طالبان عضو في المجتمع العالمي يحظى بالتقدير والاحترام. لم تكسب ذلك بأي شكل من الأشكال، ولم نقيم الأمر على هذا النحو أبدا".

ووصلت طالبان إلى السلطة في انتصار مباغت عجل به سحب الولايات المتحدة دعمها العسكري لقوات الحكومة الأفغانية.

وأعلنت الحركة أخيرا يوم الثلاثاء عن حكومة جديدة، ويُنظر على نطاق واسع إلى اختيار حكومة من قدامى المحاربين المتشددين على أنه علامة على أن الحركة لا تطمح إلى توسيع قاعدتها وتقديم وجه أكثر تسامحا للعالم.

وكانت الحركة تعهدت باحترام حقوق الناس وعدم السعي للانتقام، لكنها تواجه انتقادات بسبب رد فعلها العنيف على الاحتجاجات ودورها في الإجلاء الفوضوي لعشرات الآلاف من مطار كابول.

وقال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن خلال زيارة قاعدة جوية أمريكية في ألمانيا تستخدم نقطة عبور لمن يتم إجلاؤهم من أفغانستان "نقيّم الإعلان، لكن رغم الزعم بأن الحكومة الجديدة ستكون شاملة، فإن قائمة الأسماء المعلنة تتألف حصرا من أفراد هم أعضاء في طالبان أو شركاؤها المقربون، دون أي نساء".

وعبر الاتحاد الأوروبي عن استيائه من التعيينات، التي أعلنت في وقت متأخر من أمس الثلاثاء في كابول، لكنه أبدى استعداده لمواصلة المساعدات الإنسانية لأفغانستان. وستعتمد المساعدات على الأمد الأطول على احترام طالبان للحقوق الأساسية.

وعبرت السعودية عن الأمل في أن تساعد الحكومة الجديدة بأفغانستان في تحقيق "الاستقرار والأمن ونبذ العنف والتطرف".

وتشمل حكومة تصريف الأعمال الجديدة معتقلين سابقين في سجن جوانتانامو العسكري الأمريكي، في حين أن وزير الداخلية سراج الدين حقاني مطلوب لدى الولايات المتحدة في اتهامات بالإرهاب وترصد مكافأة عشرة ملايين دولار لمن يأتي به.

وعمه خليل الرحمن حقاني، الذي رصدت مكافأة خمسة ملايين دولار لمن يساعد في القبض عليه، فهو وزير اللاجئين وإعادة التوطين.

*مزيد من الاحتجاجات

تعهد قادة طالبان باحترام حقوق الناس بما في ذلك النساء في إطار مبادئ الشريعة، لكن أولئك الذين نالوا حريات أكبر في العشرين عاما الماضية يشعرون بالقلق من فقد تلك الحريات.

وقالت أليسون دافيديان نائبة رئيسة الوكالة المعنية بشؤون النساء في أفغانستان بالأمم المتحدة إن بعض النساء مُنعن من مغادرة المنازل دون مرافقة قريب لهن من الذكور بينما أُجبرت نساء في بعض الأقاليم على ترك العمل.

وأضافت دافيديان متحدثة من كابول للصحفيين في نيويورك "الافتقار للوضوح في موقف طالبان من حقوق النساء تسبب في انتشار خوف لا يصدق. وهذا الخوف ملموس في أنحاء البلاد".

وقال مسؤول كبير في طالبان في مقابلة مع (إس.بي.إس) نيوز الأسترالية إنه لن يُسمح للنساء بلعب الكريكيت، وهي رياضة تحظى بشعبية في أفغانستان، وربما أي لعبة أخرى لأنه أمر "غير ضروري" ولأن أجسادهن قد تنكشف حسب تعبيره.

وفي كابول نظمت مجموعة من النساء احتجاجا جديدا في منطقة بل سرخ في المدينة. وفض مسلحون من طالبان مظاهرات أكبر يوم الثلاثاء بإطلاق أعيرة نارية تحذيرية في الهواء.

وقالت امرأة في مقطع فيديو نُشر على وسائل التواصل الاجتماعي "أُعلنت الحكومة ولا توجد نساء بها. وتم اعتقال الصحفيين الذين جاؤوا لتغطية الاحتجاج".

وقال ذكي دريابي رئيس صحيفة (اطلاعات روز) إن بعض صحفييه تعرضوا للضرب أثناء تغطية احتجاجات الثلاثاء.

وجاء في بيان لوزارة الداخلية الجديدة إنه يتعين على من يريد تنظيم احتجاج طلب تصريح قبل 24 ساعة لتفادي الاضطرابات والمشاكل الأمنية.

وبالنسبة للكثيرين في أفغانستان، فإن الأمر الأكثر إلحاحا من تشكيلة الحكومة هو التداعيات الاقتصادية للفوضى الناجمة عن سيطرة طالبان على السلطة.

وقال شكر الله خان الذي يدير أحد المطاعم في بحيرة قرغه، المنتجع الذي يحظى بشعبية قرب كابول، إن العمل متوقف تقريبا.

وأضاف "البنوك مغلقة، لا توجد وظائف، الناس لم يعودوا ينفقون المال".

واعتذر الرئيس الأفغاني السابق أشرف غني، الذي فر من كابول مع وصول قوات طالبان إلى مشارف المدينة، يوم الأربعاء عن السقوط المفاجئ لحكومته، لكنه نفى مجددا أخذ ملايين الدولارات معه.

شارك هذا المقالمحادثة

مواضيع إضافية

مظاهرة شبابية من أجل المناخ في روما تدعو لوقف إطلاق النار في غزة

ردود فعل غاضبة للفلسطينيين تجاه الفيتو الأمريكي ضد العضوية الكاملة لفلسطين في الأمم المتحدة

اعتقالات في حرم جامعة كولومبيا خلال احتجاج طلابي مؤيد للفلسطينيين