السودان يعلن إحباط محاولة انقلاب ويتهم أنصار البشير بتدبيرها

بعد سقوط البشير .. السودان يغلق باب الدعم في وجه حماس
بعد سقوط البشير .. السودان يغلق باب الدعم في وجه حماس Copyright Thomson Reuters 2021
Copyright Thomson Reuters 2021
بقلم:  Reuters
شارك هذا المقالمحادثة
شارك هذا المقالClose Button

من علي ميرغني وخالد عبد العزيز

الخرطوم (رويترز) - قالت السلطات السودانية إنها أحبطت محاولة انقلاب يوم الثلاثاء متهمة متآمرين موالين للرئيس المخلوع عمر البشير بالضلوع في محاولة فاشلة لتغيير مسار الثورة التي أطاحت به من السلطة عام 2019 وأذنت بانتقال نحو الديمقراطية.

وذكر الجيش السوداني في بيان أن 21 ضابطا وعددا من الجنود اعتُقلوا فيما يتصل بمحاولة الانقلاب صباح اليوم وأن البحث جار للقبض على بقية الضالعين فيها.

وقال الجيش إنه استعاد السيطرة على جميع المواقع التي استولى عليها مدبرو الانقلاب.

وتشير محاولة الانقلاب إلى المسار الصعب الذي تواجهه حكومة أعادت توجيه مسار السودان منذ عام 2019، لتنال إعفاء من ديون مستحقة عليه لدول غربية وتتخذ خطوات لتطبيع العلاقات مع إسرائيل، بينما يواجه أزمة اقتصادية حادة.

وتحكم هيئة، تعرف بمجلس السيادة، السودان بموجب اتفاق هش لتقاسم السلطة بين العسكريين والمدنيين منذ الإطاحة بالبشير، وهو إسلامي نبذه الغرب ورأس السودان لما يقرب من ثلاثة عقود.

ومن المقرر إجراء انتخابات في 2024.

وقال رئيس الوزراء عبد الله حمدوك في بيان بثه التلفزيون "ما حدث انقلاب مُدبر من جهات داخل وخارج القوات المسلحة وهو امتداد لمحاولات الفلول منذ سقوط النظام البائد لإجهاض الانتقال المدني الديمقراطي".

ومضى يقول "سبقت المحاولة تحضيرات واسعة تمثلت في الانفلات الأمني في المدن واستغلال الأوضاع في شرق البلاد ومحاولات قطع الطرق القومية وإغلاق الموانئ وتعطيل إنتاج النفط".

وذكر شاهد أن الهدوء ساد شوارع العاصمة الخرطوم، حيث كان الناس يتنقلون كالمعتاد ولم تشهد انتشارا غير عادي لقوات الأمن.

وفي وقت سابق يوم الثلاثاء، قال شاهد إن وحدات عسكرية موالية لمجلس السيادة استخدمت دبابات في إغلاق جسر يربط الخرطوم بأم درمان على النيل.

وأفاد مصدر في الحكومة السودانية طلب عدم ذكر اسمه بأن محاولة الانقلاب تضمنت مساعي للسيطرة على إذاعة أم درمان التي تقع على الضفة الأخرى من النيل قبالة العاصمة الخرطوم.

وقال حمزة بلول المتحدث باسم الحكومة السودانية للتلفزيون الرسمي إنه تم إلقاء القبض على المتهمين بالتحريض على محاولة الانقلاب وبدأ التحقيق معهم. وأضاف أنه يجري التعامل مع آخر جيوب التمرد في معسكر الشجرة بجنوب الخرطوم.

وقال وزير الدفاع الفريق يس إبراهيم في بيان إن قائد الانقلاب هو قائد سلاح المدرعات المتمركز هناك اللواء عبد الباقي الحسن عثمان بكراوي الذي تعاون مع 22 ضابطا آخرين.

وفي زيارة للمعسكر بعد فترة قصيرة، ندد رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان بمحاولة الانقلاب، قائلا إنها كانت ستكون لها عواقب وخيمة على وحدة الجيش والبلاد.

وقال إن المجلس يريد "تسليم السلطة إلى القوى الوطنية التي انتخبها الشعب".

* انقلابات وصراعات

هذا ليس أول تحد تواجهه السلطات الانتقالية التي قالت إنها أحبطت أو رصدت محاولات انقلاب سابقة مرتبطة بفصائل موالية للبشير الذي أطاح به الجيش بعد احتجاجات على حكمه دامت عدة أشهر.

وقال حمدوك يوم الثلاثاء إنه ستتم محاسبة المتورطين في محاولة الانقلاب الأخيرة.

وقال "لأول مرة هناك أشخاص تم القبض عليهم أثناء تنفيذهم للانقلاب"، مكررا دعوات سابقة للإصلاح وإعادة هيكلة الأجهزة الأمنية في السودان.

وشددت الولايات المتحدة وبريطانيا والنرويج، التي قادت التواصل الغربي مع السودان والأمم المتحدة، على دعمها للانتقال الديمقراطي.

وقال مبعوث الأمم المتحدة للسودان في بيان "تدين الأمم المتحدة أي محاولة، سواء بانقلاب أو غيره، تقويض عملية الانتقال السياسي الديمقراطي".

وعاد السودان إلى الساحة الدولية تدريجيا منذ الإطاحة بالبشير الذي حكم البلاد لما يقرب من 30 عاما وهو مطلوب لدى المحكمة الجنائية الدولية فيما يتعلق بفظائع ارتكبت في إقليم دارفور بغرب البلاد.

والبشير مسجون حاليا في الخرطوم على ذمة العديد من القضايا.

وعقد رئيس الادعاء في المحكمة الجنائية الدولية محادثات الشهر الماضي مع مسؤولين سودانيين بشأن تسريع وتيرة الخطوات المتعلقة بتسليم المطلوبين في ملف دارفور.

وعلى الرغم من اتفاق السلام الذي وقعته السلطات السودانية العام الماضي مع جماعات متمردة، فقد تزايدت الاضطرابات في الأشهر القليلة الماضية في دارفور ووقعت كذلك اشتباكات محلية في شرق السودان.

وخلال هذا الأسبوع قام أفراد من قبيلة البجة بإغلاق مدينة بور سودان والطرق السريعة المؤدية إليها.

ويشهد اقتصاد السودان أزمة عميقة حتى قبل الإطاحة بالبشير وتنفذ الحكومة الانتقالية برنامج إصلاحات تحت مراقبة صندوق النقد الدولي.

وتأكيدا للدعم الغربي للسلطات الانتقالية، وافق نادي باريس للدائنين في يوليو تموز على إلغاء 14 مليار دولار من ديون السودان. لكن السودانيين ما زالوا يعانون من التضخم السريع ونقص السلع والخدمات.

شارك هذا المقالمحادثة

مواضيع إضافية

خليل الحية: بحر غزة وبرها فلسطيني خالص ونتنياهو سيلاقي في رفح أشد مما لاقاه في سائر القطاع

هارفارد تنضم للجامعات الأميركية وطلابها ينصبون مخيما احتجاجيا رفضا لقمع الأصوات المعارضة لإسرائيل

3 قتلى على الأقل في غارة إسرائيلية استهدفت منزلًا في رفح