باريس (رويترز) – حذر وزير الخارجية الفرنسي إيران يوم الجمعة من المشاركة في الجولة المقبلة من محادثات إحياء الاتفاق النووي لعام 2015 بموقف تفاوضي “صوري”. جاء ذلك غداة مطالبة باريس لمجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية بتوجيه رسالة قوية لطهران.
كانت إيران ردت على فرنسا في وقت سابق من يوم الجمعة بقولها إن الوكالة الدولية يتعين أن تكون منزهة عن أي سلوك سياسي.
ويسلط هذا التراشق بالبيانات الضوء على تصاعد التوتر قبل استئناف المفاوضات غير المباشرة بين الولايات المتحدة وإيران والقوى العالمية حول إحياء الاتفاق في 29 نوفمبر تشرين الثاني وبعد خمسة أيام من اجتماع مجلس محافظي الوكالة الدولية.
ويقول دبلوماسيون غربيون إن الوقت ينفد أمام جهود إحياء الاتفاق الذي انسحب منه الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب في 2018 مما أثار غضب إيران واستياء بقية القوى العالمية في الاتفاق وهي بريطانيا والصين وفرنسا وألمانيا وروسيا.
وعُقدت ست جولات للمحادثات غير المباشرة بين أبريل نيسان ويونيو حزيران. لكن المفاوضات توقفت بعد انتخاب الرئيس الإيراني الحالي إبراهيم رئيسي الذي قال إن إيران لن تتراجع عن موقفها في المحادثات.
وحذرت باريس طهران بشأن ما يرى دبلوماسيون أمريكيون وأوروبيون أنها مطالب غير واقعية تشمل دعوة لرفع كافة العقوبات التي فرضها الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة منذ 2017.
وقال وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لو دريان في مقابلة مع صحيفة لو موند إن باريس تريد أولا التأكد مما إذا كان سيتم استئناف المحادثات من النقطة التي توقفت فيها في يونيو حزيران.
وأضاف “إذا كانت هذه المناقشات صورية فسنضطر إلى اعتبار خطة العمل الشاملة المشتركة فارغة من مضمونها“، في إشارة إلى الاتفاق النووي مع إيران.
وتابع “الولايات المتحدة على استعداد للعودة للمفاوضات من النقطة التي توقفت فيها في يونيو، كي يتسنى اختتامها على نحو سريع. سنقيِّم الوضع اعتبارا من 29 (نوفمبر) وفي الأيام التالية لنعلم إن كانت هذه هي رغبة إيران أيضا”.
وقالت فرنسا يوم الخميس إنه يتعين توجيه رسالة قوية لإيران بشأن أنشطتها النووية وعدم تعاونها.
وقال دبلوماسيون إن من غير المرجح أن تتخذ القوى الغربية إجراءات مشددة، مثل حث مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية على إصدار قرار ينتقد إيران، خشية التأثير سلبا على محادثات 29 نوفمبر تشرين الثاني.
ودعت طهران يوم الجمعة إلى عدم تسييس الوكالة الدولية.
وقال بيان لوزارة الخارجية الإيرانية على تويتر “تؤكد إيران دوما، بصفتها عضوا مسؤولا في الوكالة الدولية للطاقة الذرية، أن سمعة الوكالة الدولية كهيئة فنية ومتخصصة تابعة للأمم المتحدة لا بد أن تكون منزهة عن أي سلوك سياسي”.