قضية قتلى المظاهرات تشحذ عزم المحتجين ضد الجيش في السودان

قضية قتلى المظاهرات تشحذ عزم المحتجين ضد الجيش في السودان
قضية قتلى المظاهرات تشحذ عزم المحتجين ضد الجيش في السودان Copyright Thomson Reuters 2021
بقلم:  Reuters
شارك هذا المقالمحادثة
شارك هذا المقالClose Button

من خالد عبد العزيز والطيب صديق

الخرطوم (رويترز) - كان محمد عبد السلام يخطط لمساعدة ابنه ميدو (18 عاما) للهجرة من السودان إلى السعودية لكن ميدو توفي بعدما استقرت رصاصة في صدره في احتجاج على استيلاء الجيش على السلطة في 25 أكتوبر تشرين الأول.

وفي عبارة تقطر مرارة، يقول عبد السلام في منزله بحي بحري المتواضع المجاور للعاصمة الخرطوم "كان شابا أعزل في مقتبل حياته.. كان سندي".

وقتلت قوات الأمن في الشهر الذي أعقب استيلاء الجيش على السلطة في السودان ما لا يقل عن 42 شخصا، بحسب إحصاءات مسعفين مؤيدين للحركة الاحتجاجية.

كان كثير من الضحايا في سن المراهقة أو في العشرينيات من العمر، وكانت أصغرهم ريماز حاتم العطا (13 عاما).

وقالت اللجنة المركزية للأطباء السودانيين إن ريماز كانت أمام منزلها عندما أصاب رأسها عيار ناري.

وقال قائد الجيش عبد الفتاح البرهان لصحيفة فاينانشال تايمز هذا الأسبوع إنه تم تسجيل 10 حالات وفاة أثناء الاحتجاجات، يجري التحقيق في ملابساتها. وأنحى باللائمة في سقوط القتلى على الشرطة أو على فصائل سياسية مسلحة.

وتقر الشرطة بوفاة متظاهر واحد وتنفي استخدام الذخيرة الحية لاستهداف المحتجين. ولم يتسن الوصول لمتحدث باسمها للتعليق.

وتلقي القضية بظلالها على اتفاق أُبرم هذا الأسبوع وأفضى إلى عودة رئيس الوزراء المخلوع عبد الله حمدوك إلى السلطة، وتذكي نار الغضب ضد قوات الأمن.

وتعهد منظمو الاحتجاجات بالتصعيد لحين إبعاد الجيش تماما عن السلطة، رافضين اتفاق إعادة حمدوك.

وخرجت احتجاجات جديدة اليوم الخميس اتخذت عبارة "الولاء للشهداء" شعارا لها، ليس في إشارة لقتلى ما بعد الانقلاب فحسب ولكن أيضا لعشرات المتظاهرين الذين لاقوا حتفهم في الانتفاضة التي أطاحت بالرئيس السابق عمر البشير في 2019.

وينص اتفاق هذا الأسبوع على أن يرأس حمدوك حكومة تكنوقراط في مرحلة انتقال سياسي، وإجراء تحقيق في سقوط قتلى في صفوف قوات الأمن والمدنيين. لكنه لم يتضمن أي إشارة إلى التزام سابق في 2019 بأن يسلم قائد الجيش رئاسة مجلس السيادة إلى شخصية مدنية قبل انتخابات 2023.

وقال عبد السلام "شبابنا دول إللي ماتوا، ماتوا من أجل حكومة مدنية ديمقراطية والاتفاق دا اتفاق مرفوض لدى الشعب السوداني".

* إطلاق النار بلا قيود

قال شهود ونشطاء إن الحملة على الاحتجاجات ازدادت عنفا في الأيام التي سبقت الاتفاق مع حمدوك.

وكانت منطقة بحري، إلى الشمال من الخرطوم على الضفة الأخرى من نهر النيل، الأكثر تضررا.

قالت إيمان أنور عمة ميدو عبد السلام إنه، مع توافد الناس على الشوارع بعد سماع أنباء الانقلاب، أصبح الحي محاصرا تلفه غلالة من الغاز المسيل للدموع قبل أن تدوي أصوات الرصاص في المنطقة.

وتحولت جنازته وجنازات آخرين إلى مظاهرات احتجاج، امتزجت فيها الهتافات الغاضبة بصرخات ألم الفراق.

كان يوم 17 نوفمبر تشرين الثاني، أشد أيام الاحتجاجات دموية، حيث سجل المسعفون 16 حالة وفاة. وقالت منظمة العفو الدولية إن تسعة على الأقل ممن قتلوا يومي 13 و17 نوفمبر تشرين الثاني لاقوا حتفهم برصاصات في الرأس أو العنق أو الصدر، وواحدة منها على الأقل برصاصة قناص، بينما جُرح 50 آخرون بطلقات الذخيرة الحية.

وقال مازن (33 عاما) من منطقة بحري، إنه أصيب برصاصة في ركبته في ذلك اليوم ورأى بعينيه كثيرين آخرين حوله مصابين بجروح بالغة. وقال "ضرب من الشرطة ما كان ليه حد".

من جانبها، قالت والدته تهاني عامر إن المستشفى كان يكتظ بالجرحى حول ابنها. وأضافت "بنات في عمر الزهور. وولاد قد ولدي وأصغر منه مصابين".

وأوضحت "الدم في الأرض، والمستشفى ما قادرة تقوم بالإسعافات كاملة لأنه الضغط عليها كبير، فكانت حاجة صعبة شديد. كنت بأتمنى إنها تتصور وتنزل عشان الناس تشوف إللي حاصل".

شارك هذا المقالمحادثة

مواضيع إضافية

الحرب في غزة| قصف متواصل على القطاع واقتحامات في الضفة وترقّب لردّ إسرائيلي على هجوم إيران

فيضانات تضرب منطقتي تومسك وكورغان في روسيا

فيضانات في أفغانستان تخلف عشرات القتلى والجرحى وتسفر عن دمار واسع النطاق