واشنطن (رويترز) – فرضت الولايات المتحدة يوم الأربعاء عقوبات جديدة على زعيم صرب البوسنة ميلوراد دوديك ومسؤولين حاليين وسابقين، وحذرت من أنها ستتخذ المزيد من الإجراءات ضد من لهم صلة بزعزعة الاستقرار أو الفساد.
واتهمت وزارة الخزانة الأمريكية في بيان لها دوديك، الخاضع بالفعل لعقوبات أمريكية بموجب سلطة مختلفة، بالفساد وتهديد الاستقرار ووحدة أراضي البوسنة والهرسك.
وفرضت الوزارة أيضا عقوبات على تلفزيون ألترناتيفنا في بانيا لوكا، متهمة دوديك بالاستحواذ عليه لدعم برنامجه الخاص وفرض سيطرته الشخصية عليه.
وتمثل خطوة وزارة الخزانة أول استعمال لأمر تنفيذي صدر في يونيو حزيران يسمح للولايات المتحدة باستهداف من يهددون السلام أو الاستقرار في غرب البلقان.
كما منعت وزارة الخارجية الأمريكية مسؤولين حاليين وسابقين من البوسنة والهرسك من دخول الولايات المتحدة، مستهدفة ميلان تيجيلتيا، وهو رئيس سابق للمجلس القضائي الأعلى للبوسنة والهرسك، وميرساد كوكيتش، عضو البرلمان ورئيس حركة العمل الديمقراطي.
وفي بيان منفصل حذر وزير الخارجية أنتوني بلينكن من أن “زعماء آخرين وكيانات أخرى مرتبطة بالفساد أو عناصر مزعزعة للاستقرار قد تواجه أيضا إجراءات مستقبلية من جانب الحكومة الأمريكية”.
وتشهد البوسنة أخطر أزمة سياسية منذ نهاية الحرب في تسعينيات القرن الماضي، مما أذكى المخاوف من تفككها بعد أن عرقل صرب البوسنة عمل الحكومة المركزية وصوت النواب الصرب لبدء سحب جمهورية صرب البوسنة شبه المستقلة من مؤسسات الدولة.
يريد دوديك، الذي يشغل منصب العضو الصربي في الرئاسة الثلاثية العرقية للبوسنة، التراجع عن جميع الإصلاحات التي تحققت بعد الحرب والعودة إلى دستور عام 1995 الذي كانت الدولة بموجبه ممثلة بالمؤسسات الأساسية فقط بينما كانت جميع السلطات تخضع للمناطق.
وقال برايان نلسون، وكيل وزارة الخزانة لشؤون الإرهاب والمخابرات المالية، في بيان “أنشطة ميلوراد دوديك الفاسدة والمزعزعة للاستقرار ومحاولاته لتفكيك اتفاقات دايتون للسلام، بدافع من مصلحته الشخصية، تهدد استقرار البوسنة والهرسك والمنطقة بأسرها”.
وأنهى اتفاق دايتون للسلام الذي توسطت فيه الولايات المتحدة عام 1995 حربا عرقية استمرت ثلاث سنوات ونصف في البوسنة، وأودت بحياة نحو 100 ألف وشردت مليونين.