بوتين يشبه العقوبات الغربية بإعلان حرب وقواته تحاصر المدنيين في أوكرانيا

روسيا تقول إنها قصفت مستودعا للوقود خارج كييف
روسيا تقول إنها قصفت مستودعا للوقود خارج كييف Copyright Thomson Reuters 2022
Copyright Thomson Reuters 2022
بقلم:  Reuters
شارك هذا المقالمحادثة
شارك هذا المقالClose Button

من بافيل بوليتيوك وألكسندر فاسوفيتش

لفيف/كييف (أوكرانيا) (رويترز) - قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يوم السبت إن العقوبات الغربية أشبه بإعلان حرب، في الوقت الذي واصلت فيه القوات الروسية هجومها على أوكرانيا لليوم العاشر، وحذر صندوق النقد الدولي من أن الحرب سيكون لها "تأثير خطير" على الاقتصاد العالمي.

وتبادلت روسيا وأوكرانيا الاتهامات يوم السبت حول الفشل في توفير ممرات آمنة للمدنيين الفارين من مدينتين تحاصرهما وتقصفهما القوات الروسية في اليوم العاشر من حرب تسببت في أكبر أزمة إنسانية في أوروبا منذ عقود.

وأدت الحرب التي بدأت بغزو روسيا لأوكرانيا يوم 24 فبراير شباط إلى فرار قرابة 1.5 مليون لاجئ غربا إلى الاتحاد الأوروبي وعقوبات دولية على موسكو لم يسبق لها مثيل، فضلا عن التحذيرات من ركود اقتصادي عالمي.

وقال صندوق النقد الدولي إن الحرب سيكون لها تأثيرات خطيرة على الاقتصاد العالمي.

وتابع الصندوق في بيان "في ضوء عدم استقرار الوضع والغموض السائد إزاء التوقعات المستقبلية بشكل غير اعتيادي، فإن التداعيات الاقتصادية خطيرة للغاية بالفعل... الحرب الجارية والعقوبات المرتبطة بها سيكون لها أيضا تأثير خطير على الاقتصاد العالمي".

وقال المتحدث باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت إن بينيت اجتمع مع بوتين في الكرملين يوم السبت لبحث أزمة أوكرانيا، وتحدث هاتفيا في وقت لاحق مع الرئيس الأوكراني زيلينسكي.

وقالت وزارة الدفاع الروسية إن وحداتها فتحت ممرات إنسانية بالقرب من مدينتي ماريوبول وفولنوفاخا اللتين تطوقهما القوات الروسية.

لكن مجلس المدينة في ماريوبول قال إن روسيا لا تلتزم باتفاق وقف إطلاق النار وإنه طلب من السكان العودة إلى المخابئ وانتظار المعلومات الجديدة بشان الإجلاء.

وذكرت وكالة الإعلام الروسية أن وزارة الدفاع الروسية اتهمت "القوميين" الأوكرانيين بمنع المدنيين من الخروج من المدينتين.

وقالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر في وقت لاحق إن عمليات إجلاء المدنيين من ماريوبول وفولنوفاخا لن تبدأ اليوم على حد علمها.

وتعرضت ماريوبول، وهي ميناء في جنوب شرق أوكرانيا، لقصف عنيف فيما يشير إلى الأهمية الاستراتيجية التي توليها لها موسكو بسبب موقعها بين المناطق التي يسيطر عليها الانفصاليون المدعومون من روسيا في شرق أوكرانيا وشبه جزيرة القرم المطلة على البحر الأسود والتي ضمتها روسيا من أوكرانيا في عام 2014.

ونقلت منظمة أطباء بلا حدود عن عضو في بعثتها في المدينة قوله "هذه الليلة كان القصف أشد وأقرب".

وإلى الآن لا توجد كهرباء أو مياه أو تدفئة أو اتصالات بالهواتف المحمولة في المدينة كما أن إمدادات الغذاء توشك على النفاد.

* الهجوم سيستمر

قالت وزارة الدفاع الروسية إن الهجوم الواسع سيستمر في أوكرانيا بينما تنفي أنها تستهدف المدنيين أو أنها تسعى لاحتلال البلاد، واصفة ضرباتها بأنها "عملية عسكرية خاصة".

وقال المتحدث باسم الوزارة إيجور كوناشينكو إن القوات الروسية تنفذ ضربات للبنية التحتية العسكرية وإن قوات من دونيتسك التي يسيطر عليها الانفصاليون تشدد الحصار على ماريوبول.

وقالت بعثة مراقبة تابعة لمكتب مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان يوم السبت إنه تأكد مقتل 351 مدنيا على الأقل في أوكرانيا منذ غزو القوات الروسية في 24 فبراير شباط، فضلا عن إصابة 707 آخرين، على الرغم من أن الأعداد الحقيقية ربما تكون "أعلى بكثير".

وقالت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين يوم السبت إن عدد اللاجئين من أوكرانيا يمكن أن يرتفع إلى 1.5 مليون بحلول نهاية العطلة الأسبوعية يوم الأحد من 1.3 مليون حاليا.

وقال بوتين يوم السبت إنه يريد "نزع سلاح" أوكرانيا و"التخلص من النزعة النازية" بها وإنه يتعين عليها أن تكون في وضع محايد. وأضاف "هذه العقوبات التي يتم فرضها هي أشبه بإعلان حرب ولكن الحمد لله لم تصل إلى ذلك".

وفي وقت سابق، قال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف إن الغرب يشن "حرب عصابات اقتصادية" وهدد بالرد، دون الخوض في تفاصيل.

وتوعدت وزارة الخارجية الروسية يوم السبت باتخاذ إجراءات صارمة، لكن متناسبة، ضد المصالح البريطانية في روسيا، ردا على ما وصفته "بهيستيريا العقوبات" في لندن أثناء الصراع في أوكرانيا. وتسعى بريطانيا لتشديد قوانينها لتيسير اتخاذ إجراءات ضد مسؤولين روس كبار في لندن.

وقالت مصادر يوم السبت إن الشرطة الإيطالية صادرت فيلّات ويخوتا بقيمة 140 مليون يورو على الأقل (153 مليون دولار) يملكها أربعة من كبار الشخصيات في روسيا تم إدارجهم على قائمة عقوبات الاتحاد الأوروبي بعد الغزو الروسي لأوكرانيا.

وألقى الصراع بظلاله على الجهود الدبلوماسية الدولية المتعلقة ببرنامج إيران النووي، وهو أحد المجالات القليلة التي تعمل فيها روسيا والولايات المتحدة معا لكبح ما يشتبه الغرب في أنها خطة إيرانية لتطوير أسلحة نووية.

وقال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف يوم السبت إن العقوبات الغربية الجديدة المفروضة على بلاده صارت حجر عثرة أمام إبرام اتفاق نووي مع إيران.

وفي مزيد من التداعيات الدبلوماسية للحرب، قال رئيسا وزراء فنلندا والسويد يوم السبت إن البلدين سيعززان تعاونهما الأمني ​​بسبب أفعال روسيا.

وتقول أوكرانيا إن جهود القوات الروسية تنصب على حصار كييف وخاركيف بينما تهدف إلى إنشاء جسر بري يربطها بشبه جزيرة القرم.

وقال زعيم الأغلبية الديمقراطية بمجلس الشيوخ الأمريكي السناتور تشاك شومر إن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ناشد أعضاء المجلس المساعدة في أن تقدم دول أوروبا الشرقية لأوكرانيا طائرات روسية الصنع.

وقال وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا إنه يتوقع تنفيذ نتائج محادثاته مع نظيره الأمريكي أنتوني بلينكن في الأيام المقبلة وإن ذلك سيتضمن عقوبات جديدة على روسيا وتزويد أوكرانيا بالمزيد من الأسلحة.

وفي إفادة عبر الإنترنت، قال كوليبا أيضا إن من المحبط أن يرفض حلف شمال الأطلسي فرض منطقة حظر طيران فوق أوكرانيا، مشيرا إلى أن ذلك سيؤدي إلى مقتل المزيد من المدنيين.

وقال وزير الدفاع الأوكراني أوليكسي ريزنيكوف إن 66224 أوكرانيا عادوا من الخارج للانضمام إلى القتال ضد الغزو الروسي.

وقال الجيش الأوكراني إن القوات المسلحة "تقاتل بضراوة لتحرير المدن الأوكرانية من المحتلين الروس" وتهاجم بعض المناطق وتعطل الاتصالات.

وأضاف أنه تم تدمير ما لا يقل عن 39 طائرة و40 طائرة هليكوبتر روسية، بينما قالت روسيا إنها دمرت 82 طائرة أوكرانية و708 مركبات مدرعة و74 قاذفة صواريخ متعددة و56 طائرة مسيرة. ولم تتمكن رويترز بشكل مستقل من التحقق من صحة روايات الجانبين.

شارك هذا المقالمحادثة

مواضيع إضافية

تاركًا خلفه القصور الملكية .. الأمير هاري أصبح الآن رسميًا مقيمًا في أمريكا

إزالة الحواجز.. الاتحاد الأوروبي يقترح اتفاقية لتنقل الشباب مع المملكة المتحدة بعد بريكست

كييف تعلن إسقاط قاذفة استراتيجية روسية بعيدة المدى وموسكو تنفي