مخاوف من انهيار إمدادات الغذاء في أوكرانيا وبايدن يدعو بكين للتخلي عن موسكو

مخاوف من انهيار إمدادات الغذاء في أوكرانيا وبايدن يدعو بكين للتخلي عن موسكو
مخاوف من انهيار إمدادات الغذاء في أوكرانيا وبايدن يدعو بكين للتخلي عن موسكو Copyright Thomson Reuters 2022
Copyright Thomson Reuters 2022
بقلم:  Reuters
شارك هذا المقالمحادثة
شارك هذا المقالClose Button

كييف/ لفيف (أوكرانيا) (رويترز) - قالت الأمم المتحدة يوم الجمعة إن نظام الإمدادات الغذائية في أوكرانيا ينهار مع استمرار الغزو الروسي وتدمير البنية التحتية ونفاد السلع في المتاجر والمستودعات.

وفي إطار محاولات موسكو استعادة زمام المبادرة في حملة متعثرة، أطلقت روسيا صواريخ على مطار بالقرب من لفيف، المدينة التي فر إليها مئات الآلاف كملجأ بعيدا عن ساحات القتال في أوكرانيا.

في الوقت نفسه تحدث الرئيس الأمريكي جو بايدن مع الرئيس الصيني شي جين بينغ، في محاولة لكبح آلة الحرب الروسية من خلال عزل موسكو عن القوة العظمى التي لم تدن هجومها بعد.

وبعد أكثر من ثلاثة أسابيع من بدء الغزو الذي أمر به الرئيس فلاديمير بوتين لإخضاع ما يسميها دولة مصطنعة، لا تزال الحكومة الأوكرانية المنتخبة قائمة ولم تستول القوات الروسية على أي من المدن الكبرى.

وتكبدت القوات الروسية خسائر فادحة أثناء قصف مناطق سكنية وتحويلها إلى أنقاض مما أدى إلى فرار أكثر من ثلاثة ملايين لاجئ. وتنفي موسكو استهدافها المدنيين فيما تصفه بأنها "عملية خاصة" لنزع سلاح جارتها.

وقالت وزارة الدفاع البريطانية في تحديث يومي للمخابرات العسكرية "حققت القوات الروسية تقدما محدودا هذا الأسبوع. القوات الأوكرانية حول كييف وميكولايف تواصل إحباط المحاولات الروسية لتطويق المدن".

وسمع دوي ما لا يقل عن ثلاثة انفجارات قرب مطار لفيف صباح الجمعة. وقال رئيس البلدية أندريه سادوفي إن عدة صواريخ أصابت منشأة لصيانة الطائرات ودمرت مباني لكنها لم تسفر عن إصابات.

تقع المدينة بالقرب من الحدود البولندية على بعد مئات الأميال من تقدم القوات الروسية. وكانت إحدى الوجهات الرئيسية للأوكرانيين الذين أجبروا على الفرار من مناطق القتال.

وقال جاكوب كيرن منسق الطوارئ المعني بالأزمة الأوكرانية ببرنامج الأغذية العالمي "سلسلة إمداد الغذاء في أوكرانيا تنهار. حركة السلع تتباطأ بفعل انعدام الأمن وعزوف السائقين".

ويشتري برنامج الأغذية العالمي، الذي يمد السكان بالطعام في مناطق الأزمات حول العالم، نحو نصف إمدادات القمح من أوكرانيا. وقال كيرن إن الحرب دفعت بالفعل أسعار الغذاء العالمية إلى أعلى مستوياتها على الإطلاق ويمكن أن تتسبب في "تفاقم الجوع" في البلدان الفقيرة في أنحاء العالم.

* قصف مكثف

دأبت روسيا على قصف مدن شرق أوكرانيا بشكل مكثف وخاصة تشيرنيهيف وسومي وخاركيف وماريوبول.

من بين القتلى في تشيرنيهيف كان جيمي هيل (68 عاما)، وهو أمريكي يعمل في أوكرانيا محاضرا جامعيا، وعلق في المدينة المحاصرة خلال اعتنائه بصديقه الأوكراني الذي نُقل إلى المستشفى بسبب المرض. قالت عائلته إن قناصة روس قتلوه برصاصة أثناء انتظاره في طابور الخبز وعُثر على جثته في الشارع.

ونفت روسيا مسؤوليتها عن الوفيات.

وفي آخر منشور له على فيسبوك، كتب هيل أن صديقه في الرعاية المركزة. وقال "قصف مكثف! ما زال حيا. طعام محدود. الغرفة باردة جدا".

نجت كييف حتى الآن من هجوم كبير إذ تم صد طوابير طويلة من القوات تتحرك من الشمال الغربي والشرق عند المداخل في قتال عنيف. لكن سكان العاصمة يتعرضون لهجمات صاروخية مميتة ليلا.

وأحدث حطام صاروخ حفرة كبيرة في الأرض وسط مجمع سكني حيث توجد مدرسة في شمال كييف يوم الجمعة مما أدى إلى تحطم زجاج مئات النوافذ وتناثر الحطام حول المجمع.

وقالت خدمات الطوارئ إن شخصا واحدا على الأقل لقي حتفه. وأفاد رئيس بلدية كييف بأن 19 شخصا أصيبوا بينهم أربعة أطفال.

وقالت ليودميلا نيكولاينكو التي كانت تزور ابنها القاطن في إحدى الشقق التي تعرضت للقصف "هذه جريمة حرب ينفذها بوتين. يقولون إنهم لا يضربون المدنيين، يقولون إننا نطلق النار على أنفسنا".

في ماريوبول، قالت أوكرانيا إنها أنقذت حتى الآن 130 شخصا من قبو مسرح يستخدم كمأوى من القصف عندما سوته الضربات الروسية بالأرض قبل يومين. وقالت كييف إنها تخشى من وجود ما يصل إلى ألف شخص محاصرين بداخله. ولم تقدم أي معلومات حتى الآن عن سقوط قتلى أو جرحى. وتنفي روسيا استهداف المسرح.

* بايدن يضغط على بكين

تواصلت محادثات السلام هذا الأسبوع، حيث تقول كييف، التي تطالب روسيا بوقف إطلاق النار والانسحاب، إن موسكو أصبحت أكثر جدية بعدما أصبح تحقيق نصر سريع بعيد المنال بالنسبة لها.

وتحدث الجانبان عن تقدم أُحرز نحو التوصل لصيغة سياسية من شأنها إبقاء أوكرانيا خارج عضوية حلف شمال الأطلسي مع توفير الحماية لها من خلال بعض الضمانات الأخرى. ومع ذلك تبادل كل منهما الاتهامات يوم الجمعة بعرقلة المحادثات.

وستكون الصين آخر طوق نجاة اقتصادي كبير بالنسبة لروسيا مع فرض عقوبات مالية ومقاطعة دبلوماسية تعزل روسيا عن اقتصادات الدول الكبرى.

ووقع بوتين وشي على اتفاقية صداقة "بلا حدود" قبل ثلاثة أسابيع من بدء الغزو، وسط مراسم تتسم بالبذخ أقيمت في صباح حفل افتتاح دورة الألعاب الأوليمبية الشتوية الشهر الماضي. وكررت الوثيقة بعض شكاوى روسيا بشأن أوكرانيا.

وتتخذ الصين نهجا حذرا حتى الآن، إذ تمتنع عن التصويت في قرارات الأمم المتحدة التي تدين روسيا بينما ترفض الإشارة إلى الهجوم على أوكرانيا على أنه غزو مع انتقادها للغرب.

لكن واشنطن، التي أعلنت هذا الأسبوع عن مساعدات عسكرية جديدة لكييف قيمتها 800 مليون دولار، تقول الآن إن موسكو تطالب بكين بما هو أكثر من الغطاء الدبلوماسي، وطلبت منها أموالا وأسلحة، وهو ما تنفيه موسكو وبكين.

وقال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إن بلاده تشعر بالقلق لأن الصين "تدرس مساعدة روسيا مباشرة من خلال تزويدها بعتاد عسكري لاستخدامه في أوكرانيا.

وأضاف بلينكن للصحفيين أن الرئيس بايدن، الذي وصف بوتين بأنه "طاغية قاتل"، سيوضح لشي أن الصين "ستتحمل المسؤولية عن أي إجراءات تتخذها لدعم عدوان روسيا".

وقالت هيلينا ليجاردا كبيرة المحللين في معهد ميركاتور للدراسات الصينية "ستفعل الصين كل ما في وسعها لتجنب الانحياز بشكل علني، لكن علاقتها مع روسيا التي لم تكلفها شيئا في الماضي أصبحت معقدة وتعرض الصين الآن لمخاطر جيوسياسية واقتصادية متنامية ومخاطر تتعلق بسمعتها".

شارك هذا المقالمحادثة

مواضيع إضافية

جهود لا تنضب من أجل مساعدة أوكرانيا داخل حلف الأطلسي

حداد وطني في كينيا إثر مقتل قائد جيش البلاد في حادث تحطم مروحية صحبة تسعة عسكريين آخرين

الهند وانتخابات المليار: مودي يعزز مكانه بدعمه المطلق للقوميين الهندوس بعيدا عن الانفتاح على الآخرين