مايدوجوري (نيجيريا) (رويترز) - قال أنطونيو جوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة يوم الثلاثاء إنه يؤيد بشكل كامل التحركات نحو التوسع في إنشاء مؤسسات لإعادة دمج المتمردين الإسلاميين المستسلمين في شمال شرق نيجيريا باعتباره خطوة رئيسية لتحقيق السلام في أكبر دولة أفريقية من حيث عدد السكان.
تحارب نيجيريا جماعة بوكو حرام الإسلامية المتشددة وتنظيم الدولة الإسلامية في غرب أفريقيا المنبثق عنها منذ ما يزيد على عشر سنوات في صراع أودى بحياة الآلاف وأجبر الملايين على ترك ديارهم.
وضمن جهود لإنهاء الصراع، تعيد الحكومة دمج المقاتلين الذين استسلموا طواعية.
وقال باباجانا زولوم حاكم ولاية بورنو إن 40 ألفا على الأقل من مقاتلي بوكو حرام وعائلاتهم سلّموا أنفسهم للسلطات منذ العام الماضي، فيما لا تزال الجماعة تعاني تبعات مقتل زعيمها في عام 2021 وبينما يسعي تنظيم الدولة الإسلامية في غرب أفريقيا لضمهم إليه.
وقال جوتيريش في مؤتمر صحفي إن برنامج الدمج سيساعد في تحقيق السلام. وأدلى الأمين العام بتصريحاته بعد أن زار مخيما يضم بعض المقاتلين الذين استسلموا وآخر للنازحين داخليا في مايدوجوري عاصمة ولاية بورنو.
وأضاف جوتيريش "أخبرني الحاكم أنكم بحاجة إلى بناء مؤسسات جديدة لتكونوا قادرين على إعادة دمج هؤلاء الإرهابيين السابقين والمقاتلين السابقين بشكل فعال، وقد وعدت بأننا سنقدم الدعم الكامل لهذا المشروع".
وتابع قائلا "أفضل شيء يمكننا فعله من أجل السلام هو إعادة دمج أولئك الذين تحولوا لإرهابيين في لحظة يأس ولكنهم يريدون الآن أن يصبحوا مواطنين وأن يساهموا في رخاء إخوانهم وأخواتهم".
تخلق إعادة دمج المقاتلين توترا، وخصوصا في مايدوجوري حيث تحمل المواطنون المنهكون وطأة هجمات بوكو حرام الوحشية على مدى أكثر من عشر سنوات.
وحث جوتيريش على استمرار الدعم الإنساني في بورنو، لكنه أضاف أن الناس في المخيمات يريدون في نهاية المطاف العودة إلى ديارهم "بأمان وكرامة".
وبدأت حكومة ولاية بورنو في ديسمبر كانون الأول إغلاق بعض مخيمات النازحين داخليا، عازية ذلك إلى تحسن الوضع الأمني واستسلام مقاتلي بوكو حرام، إلا أن منظمات إنسانية تقول إن عودة الناس إلى ديارهم ما زالت غير آمنة.