لندن (رويترز) – تعهد رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون يوم الثلاثاء بإنعاش النمو الاقتصادي في البلاد لمساعدة الذين يعانون من أزمة ارتفاع تكلفة المعيشة، ومعالجة التفاوت الاقتصادي وذلك بعد أن عرض جدول أعمال حكومته للأشهر المقبلة.
وقال جونسون، الذي عاقبه الناخبون في الانتخابات المحلية التي جرت الأسبوع الماضي بسبب فضائح متعلقة بإغلاق كوفيد والتضخم المتزايد، إن حزبه المحافظ الحاكم “سيفي بالوعود التي قطعناها على أنفسنا” في انتخابات 2019.
ووردت الخطط في خطاب الملكة، في حفل الافتتاح الرسمي للبرلمان، والذي لم تقرأه الملكة بنفسها لأول مرة منذ 59 عاما، وإنما ابنها الأكبر ووريثها الأمير تشارلز، بسبب مشاكل في الحركة تعاني منها.
لكن الخطط لم تتضمن شيئا يذكر يريح ملايين البريطانيين الذين يعانون من ارتفاع تكاليف الوقود والغذاء، حيث كررت الحكومة أنها ستصلح المالية العامة بدلا من توجيه أموال إضافية لتخفيف الضربة.
وقال جونسون للبرلمان إن حكومته ستفعل كل ما بوسعها لمساعدة الذين يكافحون ارتفاع الأسعار، لكن “مهما كان تعاطفنا وبراعتنا، لا يمكننا ببساطة أن نشق طريقنا للخروج من هذه المشكلة اعتمادا على الإنفاق، نحن بحاجة إلى النمو للخروج من هذه المشكلة”.
وأضاف “سنتجاوز صدمات ما بعد كوفيد … من خلال المضي بشكل عاجل في مهمتنا لخلق وظائف عالية الأجور، وعالية المهارات، من شأنها تعزيز النمو الاقتصادي في جميع أنحاء المملكة المتحدة”.
وفي وقت سابق، قرأ تشارلز الخطاب في احتفال مهيب أمام اللوردات والمشرعين الذين كانوا قد ساروا من مجلس العموم إلى الغرفة العليا، مجلس اللوردات، بقيادة جونسون وزعيم حزب العمال المعارض كير ستارمر.
وحدد خطاب الملكة 38 مشروع قانون، بما في ذلك إجراءات لكبح التمويل غير المشروع، وتعزيز جاذبية الحي المالي في لندن أمام المستثمرين العالميين بعد الخروج من الاتحاد الأوروبي.
ورحب المشرعون المحافظون بالقوانين المقترحة. وقال الوزير السابق ديفيد جونز لرويترز إن ذلك يظهر “أجندة حكومية طموحة، واغتنام فرص خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي”.
ولكن ستارمر قال إن استجابة الحكومة لأزمة غلاء المعيشة كانت “مثيرة للشفقة”.
وتحرص حكومة جونسون على طي صفحة الفضائح بعد تقارير على مدى شهور عن تنظيم حفلات في مكتب رئيس الوزراء ومقر إقامته في داونينج ستريت في انتهاك لقواعد الإغلاق الذي فرض لمكافحة كوفيد-19.
ولم يقدم خطاب الملكة أي إشارات حول الكيفية التي يمكن أن تساعد بها الحكومة الذين يكافحون لدفع فواتيرهم، على الرغم من أن جونسون أبلغ البرلمان في وقت لاحق أنه سيقول المزيد حول هذه المسألة “في الأيام المقبلة”.
وقال بنك إنجلترا المركزي الأسبوع الماضي إن بريطانيا تواجه خطر تلقي ضربة مزدوجة من الركود والتضخم فوق عشرة بالمئة.
وذكر المتحدث باسم جونسون أن الحكومة خصصت بالفعل 22 مليار جنيه إسترليني لمواجهة الضغوط العاجلة وأن التركيز على تعزيز النمو الاقتصادي يقدم حلا أكثر استدامة.
وقال “من المهم أن يدرك الناس أن قدرتنا على ضخ الأموال محدودة”.
وعوقب جونسون في الانتخابات المحلية التي جرت الأسبوع الماضي، عندما تخلى الناخبون في جنوب إنجلترا الذي يهيمن عليه المحافظون عن حزبه بسبب فضائح حفلات الإغلاق وارتفاع تكاليف المعيشة.