أوكرانيا تشن هجوما مضادا في الشرق

أوكرانيا تشن هجوما مضادا في الشرق
أوكرانيا تشن هجوما مضادا في الشرق Copyright Thomson Reuters 2022
بقلم:  Reuters
شارك هذا المقالمحادثة
شارك هذا المقالClose Button

من توم بالمفورث وجوناثان لانداي

كييف / بيزروكي (أوكرانيا) (رويترز) - قال حاكم إقليمي يوم السبت إن القوات الأوكرانية شنت هجوما مضادا بالقرب من بلدة إيزيوم التي تسيطر عليها روسيا في شرق أوكرانيا، مما قد يصبح انتكاسة خطيرة لخطط موسكو الرامية للسيطرة على منطقة دونباس بأكملها.

وركزت القوات الروسية معظم قوتها النارية على دونباس في "المرحلة الثانية" من الغزو والتي أعلنتها في 19 أبريل نيسان بعد أن فشلت في الوصول إلى العاصمة كييف من الشمال في الأسابيع الأولى من الحرب.

لكن أوكرانيا استعادت السيطرة على الأراضي الواقعة في الشمال الشرقي، مما دفع الروس للابتعاد عن خاركيف، ثاني أكبر مدينة أوكرانية. وسيجعل استمرار الضغط على إيزيوم وخطوط الإمداد الروسية من الصعب على موسكو تطويق القوات الأوكرانية على الجبهة الشرقية في دونباس.

وقال الرئيس الأوكراني إن محادثات معقدة جدا تجري حاليا لإيجاد سبيل لإجلاء عدد كبير من الجنود الجرحى من مصنع محاصر للصلب في مدينة ماريوبول الساحلية الاستراتيجية مقابل إطلاق سراح أسرى حرب من الروس.

وماريوبول، التي شهدت أعنف قتال خلال الحرب الدائرة منذ ما يقرب من ثلاثة أشهر، تخضع لسيطرة الروس الآن لكن المئات من المدافعين الأوكرانيين عن المدينة لا يزالون صامدين في مصنع آزوفستال للصلب بالرغم من قصف روسي عنيف على مدى أسابيع.

ويقول محللون عسكريون غربيون إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وجنرالاته فشلوا في توقع مثل هذه المقاومة الأوكرانية الشرسة عندما شنوا الغزو في 24 فبراير شباط.

وبالإضافة إلى خسارة أعداد كبيرة من الجنود والكثير من العتاد العسكري، تعاني روسيا أيضا من العقوبات الاقتصادية. وتعهدت مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى في بيان يوم السبت "بمزيد من الضغط الاقتصادي والسياسي على روسيا" وإمداد أوكرانيا بمزيد من الأسلحة. 

وتعليقا على التطورات الأخيرة في شرق أوكرانيا، قال الحاكم الإقليمي أوليه سينيجوبوف في تصريحات نشرت على وسائل التواصل الاجتماعي "تظل النقطة الأكثر اشتعالا هي اتجاه إيزيوم".

وأضاف "تحولت قواتنا المسلحة إلى شن هجوم مضاد هناك. العدو يتراجع على بعض الجبهات".

* هزات دبلوماسية

أدى الغزو، الذي تصفه موسكو بأنه "عملية عسكرية خاصة" لنزع سلاح أوكرانيا وحمايتها من الفاشيين، إلى زعزعة الأمن الأوروبي. وتقول أوكرانيا وحلفاؤها الغربيون إن مزاعم الفاشية ما هي إلا ذريعة لشن حرب عدوانية غير مبررة.

ودفعت الحرب فنلندا، والسويد أيضا على الأرجح، للتخلي عن حيادهما العسكري الذي تمسكتا به طويلا والسعي لعضوية حلف شمال الاطلسي.

وأبلغ الرئيس الفنلندي سولي نينيستو نظيره الروسي بوتين في مكالمة هاتفية بأن بلاده، التي تشترك في حدود تمتد 1300 كيلومتر مع روسيا، تريد الانضمام إلى الحلف لتعزيز أمنها. ووصف مكتب نينيستو المحادثة بأنها "مباشرة وصريحة".

وقال الكرملين إن بوتين أبلغ نينيستو بأنه سيكون من الخطأ أن تتخلى هلسنكي عن حيادها وأن هذه الخطوة قد تلحق الضرر بالعلاقات الثنائية.

وكان أحد أهداف الغزو الروسي في أوكرانيا منع الجمهورية السوفيتية السابقة من الانضمام إلى حلف الأطلسي.

وقال المستشار الألماني أولاف شولتس، الذي تحدث مع بوتين هاتفيا يوم الجمعة، إنه لم يلحظ ما يشير إلى حدوث أي تغير في طريقة تفكير الرئيس الروسي في الصراع.

وفي مقابلة مع موقع تي-أونلاين الإخباري نشرت يوم السبت، قال شولتس أيضا إن العقوبات الغربية على روسيا ستظل سارية حتى تتوصل إلى اتفاق مع أوكرانيا، مضيفا "هدفنا هو إفشال هذا الغزو".

وفي اجتماع في ألمانيا، أيد وزراء خارجية مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى تقديم المزيد من المساعدات والأسلحة لأوكرانيا.

وقال وزراء المجموعة، التي تضم الولايات المتحدة واليابان وألمانيا وبريطانيا وفرنسا وإيطاليا وكندا، في بيان "سنسرع جهودنا لتقليل وإنهاء الاعتماد على إمدادات الطاقة الروسية وبأسرع وقت ممكن".

وقال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف يوم السبت إن عقوبات الغرب ترقى إلى مستوى "حرب شاملة هجينة" على  موسكو يصعب التكهن إلى مدى ستستمر.

* "أحببت هذا المكان"

بينما خاضت القوات الروسية والأوكرانية معركة بالمدفعية يوم السبت بالقرب من حدودهما المشتركة شمالي خاركيف، وقفت فيرا كوسولابينكو (67 عاما) تبكي وسط أنقاض منزلها الصغير الذي لا يزال الدخان يتصاعد منه بعد أن أصابه صاروخ روسي يوم الجمعة.

وقالت فيما تردد صدى الانفجارات في قريتها بزروكي كثيفة الأشجار "لا أعرف كيف سأعيد بناء هذا المنزل. أحببت هذا المكان".

وتحدث زيلينسكي في كلمة ألقاها في وقت متأخر من الليل عن محنة المحاصرين في مصنع آزوفستال.

وقال "تجري مفاوضات معقدة جدا في الوقت الحالي بشأن المرحلة التالية من مهمة الإجلاء، وهي نقل المصابين بجروح خطيرة والمسعفين"، مضيفا أن وسطاء دوليين مؤثرين يشاركون في المحادثات.

ولم تذكر روسيا، التي أصرت في البداية على استسلام المدافعين المتحصنين في ملاجئ مترامية الأطراف أسفل مصنع الصلب تعود إلى الحقبة السوفيتية، شيئا بشكل علني عن المحادثات.

وقالت وزارة الدفاع الروسية في أحدث نشرة لها إن قواتها قصفت مواقع قيادة ومستودعات ذخيرة ومعدات عسكرية أوكرانية أخرى في عدة مناطق، بما في ذلك دونباس، مما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 100 "قومي" أوكراني.

ولم يتسن لرويترز التحقق من صحة النبأ بشكل مستقل.

ووضعت موسكو إدارة عسكرية مدنية في منطقة خيرسون بجنوب أوكرانيا وتخطط لإجراء استفتاء هناك حول الانضمام إلى روسيا الاتحادية، فيما يشبه عمليات تصويت مماثلة أجريت في شبه جزيرة القرم المجاورة في عام 2014 وفي منطقتين بدونباس.

وقالت وزارة الدفاع البريطانية إن من شبه المؤكد أن تتلاعب روسيا بنتائج مثل هذا التصويت.

وفي مشهد كئيب يوضح حجم خسائر الحرب التي تكبدتها القوات الروسية، أظهرت لقطات لرويترز يوم الجمعة جثث جنود روس تُنقل إلى ساحة سكك حديدية خارج كييف حيث تتكدس مئات الجثث في قطار تبريد، في انتظار الوقت المناسب لإعادتهم إلى عائلاتهم.

وقال فولوديمير ليامزين كبير ضباط الاتصال المدني العسكري لرويترز، بينما كان أشخاص يرتدون بدلات واقية بيضاء ينقلون أكياس الجثث إلى العربات "أُحضر معظمهم من منطقة كييف، وهناك البعض من منطقة تشيرنيهيف ومن بعض المناطق الأخرى أيضا".

شارك هذا المقالمحادثة

مواضيع إضافية

موسكو تدمر عددا من الدبابات الأوكرانية وكييف تؤكد صدّ عشرات الهجمات الروسية

شيكاغو تخطط لنقل المهاجرين إلى ملاجئ أخرى وإعادة فتح مباني المتنزهات لفصل الصيف

التغطية مستمرة| القصف الإسرائيلي مستمر على أنحاء غزة ويمتد إلى لبنان ويطال حلب