باريس (رويترز) - يتجه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لخسارة أغلبيته المطلقة في الجمعية الوطنية (البرلمان) وكذا السيطرة على أجندته الإصلاحية وذلك بعدما أظهرت توقعات أولية لأربع مؤسسات لاستطلاعات الرأي أن نتيجة الانتخابات التي جرت يوم الأحد لن تسفر عن حصول أي حزب على الأغلبية.
وتوقع منظمو استطلاعات الرأي أن يحصد معسكر ماكرون أكبر عدد من المقاعد، تليه الكتلة اليسارية بزعامة جان-لوك ميلونشون.
وقال ميلونشون لأنصار تحالفه اليساري مساء الأحد إن نتيجة الانتخابات تفضي إلى وضع "غير متوقع تماما"، مضيفا أن معسكره نجح في تحقيق هدفه المتمثل في حرمان ماكرون من الأغلبية.
والعدد المطلوب لتحقيق أغلبية مطلقة في البرلمان هو 289 مقعدا، وبينما تباينت توقعات منظمي الاستطلاعات الأربعة، اتفق الجميع على أن ماكرون وحلفاءه لن يصلوا إلى ذلك الحد.
وفقد الرئيس السابق للجمعية الوطنية ريشار فيرون مقعده، كما لم تتم إعادة انتخاب وزيرة الصحة بريجيت بورجينيون، في هزيمتين كبيرتين لمعسكر ماكرون.
وأظهرت التوقعات المنفصلة لمؤسسات آيفوب وأوبينيان واي وإيلاب وإبسوس أن تحالف ماكرون (معا) سيفوز بعدد يتراوح بين 200 و260 مقعدا بينما تحصل الكتلة اليسارية على عدد يتراوح بين 149 و200 مقعد.
وإذا حدث ذلك، فإن عدم تحقيق أي حزب للأغلبية من شأنه أن يكون بداية لفترة من عدم اليقين السياسي تتطلب درجة من تقاسم السلطة بين أحزاب لم تكن لها خبرة في الحياة السياسية الفرنسية خلال العقود الماضية، أو قد يؤدي إلى شلل مطول وربما إعادة للانتخابات البرلمانية.
وستعتمد قدرة ماكرون على مواصلة الإصلاح في ثاني أكبر اقتصاد في منطقة اليورو على تمكنه من حشد المعتدلين من خارج تحالفه، سواء من اليمينيين أو اليساريين، وراء أجندته التشريعية.
وأظهرت التوقعات الأولية فوز اليمين المتطرف بزعامة مارين لوبان بما يصل إلى 100 مقعد في تحول رئيسي آخر للسياسة الفرنسية، وهي أكبر نتيجة له على الإطلاق.
ويمكن لحزب الجمهوريين وحلفائه أيضا الفوز بما يصل إلى 100 مقعد، مما يجعل لهم نفوذا سياسيا كبيرا.
وإذا فقد ماكرون (44 عاما) وحلفاؤه الأغلبية المطلقة بهامش كبير، كما تشير التوقعات الأولية، فقد يسعون إما إلى تحالف مع الجمهوريين أو يديرون حكومة أقلية سيتعين عليها التفاوض على القوانين مع الأحزاب الأخرى على أساس كل حالة على حدة.