زيلينسكي يواصل التحدي مع تكثيف روسيا هجماتها على مدن بالشرق واستيلائها على أراض

زيلينسكي يقول إن أوكرانيا ستستعيد سيفيرودونيتسك والمدن الأخرى
زيلينسكي يقول إن أوكرانيا ستستعيد سيفيرودونيتسك والمدن الأخرى Copyright Thomson Reuters 2022
بقلم:  Reuters
شارك هذا المقالمحادثة
شارك هذا المقالClose Button

من ناتاليا زينيتس وألكسندر كوزوخار

كييف (رويترز) - أقرت أوكرانيا بالصعوبات في القتال الذي تواجهه في مناطقها الشرقية، حيث استولت القوات الروسية على أراض على امتداد نهر على خط المواجهة وشددت الضغط على مدينتين رئيسيتين قبل قمة للاتحاد الأوروبي من المتوقع أن ترحب بمساعي كييف لنيل عضويته.

وقال حاكم منطقة لوجانسك سيرهي جايداي، التي شهدت أعنف الهجمات الروسية في الأسابيع القليلة الماضية، إن الوضع كان "صعبا للغاية" على طول خط المواجهة بأكمله حتى مساء الاثنين، وإن الجيش الروسي حشد قوات احتياط كافية لبدء هجوم واسع النطاق.

وأضاف أن القوات الروسية شنت هجوما كبيرا وسيطرت على بعض الأراضي يوم الاثنين، مشير في الوقت نفسه إلى أن هدوءا نسبيا ساد أثناء الليل.

لكنه قال إنه "هدوء يسبق العاصفة".

وتوقع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن تصعد موسكو هجماتها قبل قمة الاتحاد الأوروبي يومي الخميس والجمعة. وفي خطابه الليلي المعتاد للأمة، أبان عن تحد بينما أشار أيضا إلى القتال "الصعب" في لوجانسك للسيطرة على سيفيرودونيتسك ومدينتها التوأم ليسيتشانسك.

وقال "ندافع عن ليسيتشانسك وسيفيرودونيتسك، هذه المنطقة بأكملها... نواجه أشرس قتال هناك... لكن لدينا رجالنا وفتياتنا الأقوياء هناك".

وقال جايداي حاكم لوجانسك إن القوات الروسية سيطرت على معظم مناطق سيفيرودونتسك باستثناء مصنع آزوت للكيماويات، حيث لجأ مئات المدنيين منذ أسابيع، وأضاف أن الطريق الذي يربط بين سيفيرودونتسك وليستشانسك بمدينة باخموت يتعرض لقصف مستمر.

وأردف "تعرضت ليسيتشانسك لقصف روسي مكثف طوال اليوم. ومن المستحيل تحديد عدد الضحايا حتى الآن".

ومع ذلك، قال إن الروس لم يكملوا بعد تطويق القوات الأوكرانية، التي كانت تلحق بهم "خسائر كبيرة".

وزعم الانفصاليون الموالون لموسكو أنهم استولوا على توشكيفكا، وهي بلدة تقع على الضفة الغربية لنهر سيفيرسكي دونيتس، جنوب سيفيرودونيتسك، التي تسيطر عليها أوكرانيا.

واعترف جايداي بأن الهجوم الروسي على توشكيفكا حقق "درجة من النجاح" وأكد زعم روسيا أنها استولت على ميتيولكين.

وقال روديون ميروشنيك سفير جمهورية لوجانسك الشعبية لدى روسيا إن قواتها "تتحرك من الجنوب نحو ليسيتشانسك" مع اندلاع معارك في عدد من البلدات المجاورة.

وأضاف على تطبيق تيليجرام "الساعات المقبلة يجب أن تُحدث تغييرات كبيرة في ميزان القوى في المنطقة".

وستكون موافقة زعماء الاتحاد الأوروبي على أن تصبح أوكرانيا مرشحا رسميا للانضمام إلى التكتل بمثابة انتصار في كييف.

وتقدمت أوكرانيا بطلب للحصول على العضوية بعد أربعة أيام فقط من الغزو الروسي في 24 فبراير شباط. وسيستغرق تحقيق ذلك سنوات، لكن وصول الاتحاد الأوروبي إلى عمق الاتحاد السوفيتي السابق سيؤدي إلى أحد أكبر التحولات الاقتصادية والاجتماعية في أوروبا منذ الحرب الباردة.

وقال الرئيس الأمريكي جو بايدن للصحفيين يوم الاثنين عندما سئل عما إذا كان يشعر بأن أوكرانيا ستصبح عضوا في الاتحاد الأوروبي "أعتقد أن ذلك سيحدث على الأرجح".

* مرحلة الاستنزاف

وأرسلت روسيا عشرات الآلاف من القوات إلى أوكرانيا فيما قالت إنها "عملية خاصة" لتقويض قدراتها العسكرية واستئصال شأفة من تصفهم بالقوميين الخطرين.

وسنت قانونا يجرم نشر معلومات أو تقارير "مزيفة عن عمد" من شأنها تشويه سمعة الجيش الروسي.

وباع ديمتري موراتوف، الفائز مناصفة بجائزة نوبل للسلام لعام 2021 ورئيس تحرير صحيفة روسية مستقلة، ميداليته بمبلغ قياسي بلغ 103.5 مليون دولار لمساعدة الأطفال الذين شردتهم الحرب. وعلقت صحيفته، التي تنتقد بشدة الرئيس فلاديمير بوتين وحكومته، العمليات في روسيا في مارس آذار بعد تحذيرات بشأن تغطيتها للحرب.

دخلت الحرب مرحلة استنزاف وحشية في الأسابيع القليلة الماضية، حيث ركزت القوات الروسية قوتها المدفعية الساحقة على الأجزاء التي تسيطر عليها نظيرتها الأوكرانية من دونباس.

وأفاد مسؤولون أوكرانيون بمقتل ثلاثة مدنيين في قصف روسي بمنطقة دونيتسك يوم الاثنين وثلاثة آخرين في قصف بمنطقة خاركيف.

وقال الجيش الأوكراني إن هجوما صاروخيا روسيا في أوديسا، أكبر ميناء في أوكرانيا على البحر الأسود والذي تحاصره البحرية الروسية، دمر مستودعا للأغذية يوم الاثنين.

في غضون ذلك، قال زعيم شبه جزيرة القرم الذي نصبته روسيا إن كييف قصفت منصات حفر في البحر الأسود مملوكة لشركة نفط القرم، مما أدى إلى إصابة ثلاثة أشخاص وفقد سبعة عمال. وضمت روسيا القرم في 2014.

وقدمت واشنطن وحلفاؤها الأوروبيون أسلحة ومساعدات مالية لأوكرانيا لكنهم تجنبوا التدخل المباشر في الصراع. لكن بعض المواطنين الأمريكيين تطوعوا للقتال من أجل أوكرانيا.

* أسرى أمريكيون

وقال الكرملين يوم الاثنين إن أمريكيين اثنين محتجزين في أوكرانيا هما من المرتزقة ولا تشملهما بالتالي اتفاقية جنيف وينبغي أن يتحملا المسؤولية عن أفعالهما.

وكانت تصريحات المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف أول اعتراف رسمي باحتجاز الاثنين، اللذين قالت تقارير أمريكية إنهما آندي هوين (27 عاما) من هارتسيل في ولاية ألاباما وألكسندر دريك (39 عاما) من توسكالوسا بالولاية نفسها.

وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية إن الوزارة على اتصال بالسلطات الروسية بشأن أي مواطن أمريكي ربما يكون قد وقع في الأسر.

وأضاف "ندعو الحكومة الروسية- وكذلك وكلاءها- إلى الوفاء بالتزاماتهم الدولية في معاملتهم لأي فرد، بمن فيهم من أُلقي القبض عليهم وهم يقاتلون في أوكرانيا".

وحكمت محكمة في منطقة خاضعة للانفصاليين هذا الشهر على بريطانيين اثنين ومغربي بالإعدام بعد أن أُلقي القبض عليهم وهم يقاتلون لصالح أوكرانيا.

وقال بيسكوف أيضا إن نجمة كرة السلة الأمريكية بريتني جرينير، المحتجزة في روسيا منذ أكثر من شهرين، تواجه اتهامات تتعلق بالمخدرات وليست رهينة.

وقتل ما لا يقل عن أمريكيين اثنين في الحرب.

ويقول مسؤولو الجمارك الروس إنهم عثروا في أمتعة جرينير على خراطيش سجائر إلكترونية تحتوي على زيت الحشيش.

وذكرت صحيفة واشنطن بوست يوم الأحد أن المواطن الأمريكي ستيفن زابيلسكي، البالغ من العمر 52 عاما، لقي حتفه في قتال بأوكرانيا يوم 15 مايو أيار، وفقا لنعي نشرته عائلته وأكدته وزارة الخارجية، مما يجعله ثاني أمريكي على الأقل يُقتل في الحرب.

وينصب الاهتمام الدولي على محاولة استعادة الصادرات الأوكرانية من المواد الغذائية المتوقفة حاليا في ظل حصار روسي فعلي. وأوكرانيا من أكبر مصدري الحبوب وزيوت الطعام في العالم، مما أدى إلى مخاوف من حدوث نقص عالمي.

وتنحي روسيا باللائمة في أزمة الغذاء على العقوبات الغربية التي تقيد صادراتها.

كما أحدثت الحرب اضطرابات في أسواق الطاقة، بما في ذلك شحنات النفط والغاز الروسية إلى أوروبا، التي لا تزال المصدر الرئيسي للطاقة في القارة ومصدر الدخل الأساسي لموسكو. وتلقي موسكو باللوم على عقوبات الاتحاد الأوروبي في تراجع أحجام الغاز قائلة إنها منعتها من إصلاح معدات الضخ عبر خطوط الأنابيب.

وقالت وزيرة الخزانة الأمريكية جانيت يلين يوم الاثنين إن واشنطن تجري محادثات مع كندا وحلفاء آخرين لزيادة تقييد عوائد موسكو من الطاقة بفرض سقف لأسعار النفط الروسي.

في غضون ذلك، هددت موسكو بالانتقام من ليتوانيا العضو في الاتحاد الأوروبي لحظرها نقل الفحم والمعادن ومواد البناء والتكنولوجيا المتقدمة إلى كالينينجراد، وهي مدينة روسية على بحر البلطيق محاطة بأراضي الاتحاد الأوروبي.

واستدعت وزارة الخارجية الروسية كبير الدبلوماسيين الليتوانيين وطالبت فيلنيوس بالتراجع عن الخطوة "العدائية بوضوح" وإلا فإن روسيا "تحتفظ بالحق في اتخاذ إجراءات لحماية مصالحها الوطنية". وقالت ليتوانيا إن عقوبات الاتحاد الأوروبي تلزمها بفرض الحظر.

وقال حاكم كالينينجراد إن وزارة الخارجية الروسية ستستدعي سفير الاتحاد الأوروبي في موسكو يوم الثلاثاء بسبب الحظر.

شارك هذا المقالمحادثة

مواضيع إضافية

آلاف الأردنيين يواصلون احتجاجاتهم قرب سفارة إسرائيل في عمان لليوم الخامس على التوالي

موسكو تدمر عددا من الدبابات الأوكرانية وكييف تؤكد صدّ عشرات الهجمات الروسية

شيكاغو تخطط لنقل المهاجرين إلى ملاجئ أخرى وإعادة فتح مباني المتنزهات لفصل الصيف