ولي عهد السعودية يلتقي بأردوغان في تركيا و"تطبيع كامل" يلوح في الأفق

ولي عهد السعودية يلتقي بأردوغان في تركيا و"تطبيع كامل" يلوح في الأفق
ولي عهد السعودية يلتقي بأردوغان في تركيا و"تطبيع كامل" يلوح في الأفق Copyright Thomson Reuters 2022
بقلم:  Reuters
شارك هذا المقالمحادثة
شارك هذا المقالClose Button

من أورهان جوشكون وطوفان جمركجي

أنقرة (رويترز) - وصل ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان إلى تركيا للمرة الأولى منذ سنوات يوم الأربعاء لإجراء محادثات مع الرئيس رجب طيب أردوغان بهدف التطبيع الكامل للعلاقات التي تضررت بشدة بعد مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي.

وتمثل الزيارة خطوة في إطار جهود الأمير محمد لإصلاح صورته خارج منطقة الخليج، وتأتي في وقت يسعى فيه أردوغان للحصول على دعم مالي من شأنه أن يساعد في تخفيف معاناة الاقتصاد التركي المحاصر بالمشكلات قبل انتخابات حامية.

وفي أبريل نيسان، أجرى أردوغان محادثات مباشرة مع الأمير محمد في المملكة بعد حملة استمرت لأشهر بغية إصلاح العلاقات بين القوتين الإقليميتين، بما شمل إسقاط المحاكمة الخاصة بمقتل خاشقجي في إسطنبول عام 2018.

وقال أردوغان الأسبوع الماضي إنه والأمير محمد، حاكم المملكة الفعلي، سيناقشان "إلى أي مستوى أعلى بكثير" يمكن أن يصلا بالعلاقات خلال المحادثات في أنقرة. 

وقال مسؤول تركي كبير لرويترز طلب عدم نشر اسمه إن من المتوقع أن تحقق الزيارة "تطبيعا كاملا واستعادة فترة ما قبل الأزمة". وأضاف "حقبة جديدة ستبدأ".

واستقبل أردوغان ولي العهد استقبالا رسميا في القصر الرئاسي في أنقرة وتصافحا وتعانقا قبل مقابلة أعضاء الحكومة التركية.

وأكد البلدان في بيان مشترك عقب المحادثات عزمهما على بدء حقبة جديدة من التعاون في العلاقات الثنائية.

وقال المسؤول التركي إن البلدين رفعا القيود المفروضة على التجارة والرحلات الجوية وعرض المسلسلات التلفزيونية، مع إيقاف التغطية الإعلامية السلبية المتبادلة.

ومع ذلك، أفاد المسؤول بأن المفاوضات بشأن خط مبادلة عملات محتمل، والذي يمكن أن يساعد في إنعاش احتياطيات تركيا الأجنبية المتناقصة، لا تتحرك "بالسرعة المطلوبة" وستتم مناقشتها على انفراد بين أردوغان والأمير محمد.

وذكر البيان المشترك أن البلدين بحثا تحسين التعاون في التجارة وفي قطاعات منها الدفاع والطاقة والسياحة. وأضاف أن أنقرة دعت صناديق الاستثمار السعودية للاستثمار في الشركات التركية الناشئة.

* إيقاف الانتقادات

يقوم الأمير محمد بأول جولة له خارج منطقة الخليج منذ أكثر من ثلاث سنوات، والتي شملت زيارة الأردن ومصر.

وتوترت العلاقات بين أنقرة والرياض بشدة بعد أن قتلت فرقة سعودية خاشقجي وقطعت أوصاله في 2018 في قنصلية المملكة بإسطنبول. وألقى أردوغان باللوم في ذلك الوقت على "أعلى المستويات" في الحكومة السعودية.

وتمثل الزيارة التي شملت حفل الترحيب في القصر الرئاسي تحولا في العلاقات بين البلدين. وأوقفت أنقرة بالفعل جميع الانتقادات وأوقفت المحاكمة في جريمة القتل في أبريل نيسان، وأحالت القضية إلى الرياض في خطوة استنكرتها جماعات حقوق الإنسان.

ويرتكن الأمير محمد على ثروة المملكة الهائلة وقدرتها على إنتاج النفط لاستمالة القادة الغربيين والشركاء التجاريين على أمل أن يؤدي تغير الأوضاع السياسية في المنطقة والتركيز على الإصلاحات الاجتماعية والاقتصادية إلى تخفيف الانتقادات الموجهة إلى سجله في مجال حقوق الإنسان.

ومن المقرر أن يزور الرئيس الأمريكي جو بايدن السعودية في يوليو تموز في وقت تواجه فيه واشنطن مصاعب بسبب ارتفاعات قياسية في أسعار البنزين، إضافة إلى سعيها لبناء جبهة موحدة ضد روسيا بعد غزوها لأوكرانيا.

وتأتي الزيارة في الوقت الذي يواجه فيه الاقتصاد التركي ضغوطا كبيرة بسبب تراجع الليرة وارتفاع التضخم إلى أكثر من 70 في المئة. ويقول محللون إن الأموال السعودية والعملة الصعبة قد تساعد أردوغان في حشد الدعم قبل انتخابات بحلول يونيو حزيران 2023.

وقال المسؤول التركي إن السعودية قد تكون مهتمة بشركات تابعة لصندوق الثروة التركي أو في أماكن أخرى أو بالقيام باستثمارات مماثلة لتلك التي قامت بها الإمارات في الأشهر القليلة الماضية.

وأضاف أن الزعيمين سيناقشان أيضا إمكان بيع طائرات تركية مسيرة مسلحة إلى الرياض.

وقال كمال كليجدار أوغلو زعيم حزب الشعب الجمهوري، حزب المعارضة الرئيسي، يوم الثلاثاء إن أردوغان "سيعانق الرجل الذي أمر بقتل" خاشقجي.

وينفي الأمير محمد أي علاقة له بجريمة القتل.

شارك هذا المقالمحادثة

مواضيع إضافية

شاهد: تحت وقع الصدمة.. شهادات فرق طبية دولية زارت مستشفى شهداء الأقصى في غزة

الحرب على غزة| وضع صحي كارثي في غزة وأيرلندا تنظم إلى دعوى الإبادة المرفوعة ضد إسرائيل

وزارة الخارجية الروسية تصر على تحميل أوكرانيا مسؤولية هجوم موسكو الدامي