حلف الأطلسي يتعهد بتحديث الجيش الأوكراني في مواجهة الغزو الروسي

حلف الأطلسي يتعهد بتحديث الجيش الأوكراني في مواجهة الغزو الروسي
حلف الأطلسي يتعهد بتحديث الجيش الأوكراني في مواجهة الغزو الروسي Copyright Thomson Reuters 2022
Copyright Thomson Reuters 2022
بقلم:  Reuters
شارك هذا المقالمحادثة
شارك هذا المقالClose Button

من بافيل بوليتيوك وسابين سيبولد وروبين إيموت

مدريد/كييف (رويترز) - وصف حلف شمال الأطلسي روسيا يوم الأربعاء بأنها "التهديد الأكبر والمباشر لأمن الحلفاء واستقرارهم" بعد غزو موسكو لأوكرانيا، وتعهد بتحديث القوات المسلحة في كييف، قائلا إنه يدعم بقوة "دفاع الأوكرانيين البطولي عن بلادهم".

وفي ختام القمة التي هيمن عليها الغزو والاضطرابات الجيوسياسية التي أثارها، دعا الحلف السويد وفنلندا رسميا للانضمام إليه وتعهد بتعزيز جاهزية القوات للقتال والرد السريع على جناحه الشرقي الأقرب إلى روسيا.

وأعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن خلال القمة عمليات نشر إضافية للقوات الأمريكية برا وبحرا وجوا في أنحاء أوروبا، من إسبانيا في الغرب إلى رومانيا وبولندا على الحدود مع أوكرانيا. ويتضمن ذلك وجود مقر دائم للجيش الأمريكي، مصحوبا بكتيبة، في بولندا، في أول انتشار أمريكي دائم على الحدود الشرقية لحلف شمال الأطلسي.

وبينما كان قادة الحلف يجتمعون في مدريد، صعدت القوات الروسية هجماتها في أوكرانيا وضربت أهدافا في منطقة ميكولايف بجنوب البلاد والقريبة من خطوط المواجهة.

وقال رئيس بلدية مدينة ميكولايف إن ضربة صاروخية روسية قتلت خمسة أشخاص على الأقل في مبنى سكني هناك، بينما قالت موسكو إن قواتها قصفت ما وصفته بقاعدة تدريب للمرتزقة الأجانب في المنطقة.

وفي الشرق، قال حاكم منطقة لوجانسك إن "القتال دائر في كل مكان" بمحيط مدينة ليسيتشانسك الواقعة على قمة تل والتي تحاول القوات الروسية تطويقها بينما تتقدم تدريجيا في حملة لاحتلال كامل منطقة دونباس الشرقية الصناعية في أوكرانيا نيابة عن وكلائها الانفصاليين.

وأكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي لقادة الحلف أن بلاده بحاجة إلى المزيد من الأسلحة والأموال للدفاع عن نفسها في مواجهة التفوق الروسي الكبير في قوة النيران المدفعية والصاروخية، محذرا من أن طموحات موسكو لن تتوقف عند أوكرانيا.

وأشاد وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا يوم الأربعاء بحلف شمال الأطلسي لاتخاذه "موقفا واضحا" بشأن روسيا، وقال إن الحلف أثبت "أن بإمكانه أن يتخذ قرارات صعبة عندما تكون لازمة".

وأضاف "موقف قوي وفعال بنفس القدر تجاه أوكرانيا سيساعد في حماية الأمن والاستقرار في منطقة أوروبا والمحيط الأطلسي".

* التضامن الكامل

ووصف بيان صادر عن حلف شمال الأطلسي روسيا بأنها "التهديد الأكبر والمباشر لأمن الحلفاء واستقرارهم"، في إشارة إلى التدهور السريع في العلاقات مع روسيا، التي كان الحلف يعتبرها في وقت سابق "شريكا استراتيجيا"، منذ الغزو.

وقال حلف شمال الأطلسي في وثيقة المفهوم الاستراتيجي الجديدة، وهي الأولى منذ عام 2010، "الحرب العدوانية الروسية ضد أوكرانيا أضرت بشدة بالسلام وغيرت بشكل خطير بيئتنا الأمنية".

وأضاف "وجود أوكرانيا المستقلة القوية أمر حيوي لاستقرار منطقة أوروبا والمحيط الأطلسي".

ووافق الحلف على حزمة دعم تهدف إلى تحديث الجيش الأوكراني الذي يعود إلى الحقبة السوفيتية إلى حد كبير. وقال البيان "نتضامن بشكل كامل مع أوكرانيا حكومة وشعبا في الدفاع البطولي عن بلادهم".

وقال رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانتشيث، مضيف القمة، "نوجه رسالة قوية الى (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين... لن تنتصر".

وقال التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة إنه سينشر أيضا "قوات أكثر قوة وجاهزية للقتال" على حدوده الشرقية، في تعزيز لمجموعات قتالية موجودة بالفعل وتحويلها إلى ألوية.

وكان الأمين العام للحلف ينس ستولتنبرج قد أعلن قبل القمة أن الحلف يعتزم زيادة عدد القوات، المنتشرة في حالة تأهب قصوى، بواقع سبعة أمثال إلى أكثر من 700 ألف جندي.

كما اشار ستولتنبرج إلى أن الصين ليست عدوا للحلف لكنها تمثل تحديات خطيرة، وقال "نواجه الآن حقبة من المنافسة الاستراتيجية ... الصين تقوم ببناء قواتها بشكل كبير، بما في ذلك الأسلحة النووية، وتخيف جيرانها، بما في ذلك تايوان".

وأضاف "الصين ليست خصمنا ولكن يجب أن نكون واضحين للغاية بشأن التحديات الخطيرة التي تمثلها".

وقال زيلينسكي، في اتصال عبر الفيديو من العاصمة كييف، لقادة حلف شمال الأطلسي إن الدفاع عن أوكرانيا وحمايتها يتطلب خمسة مليارات دولار شهريا.

وأضاف "هذه ليست حربا تشنها روسيا ضد أوكرانيا فقط. إنها حرب من أجل الحق في إملاء الشروط في أوروبا على الشكل الذي سيكون عليه النظام العالمي في المستقبل".

وتمثل دعوة الحلف للسويد وفنلندا للانضمام إليه أحد أهم التحولات في الأمن الأوروبي منذ عقود إذ تخلت هلسنكي وستوكهولم عن وضع الحياد التقليدي بعد الغزو الروسي لأوكرانيا.

وتشكو موسكو منذ زمن بعيد من التوسع الملحوظ للتكتل الغربي باتجاه الحدود الروسية، لكن غزوها لأوكرانيا، الذي تسميه "عملية عسكرية خاصة"، أعطى دفعة جديدة لحلف شمال الأطلسي، كما منح الاتحاد الأوروبي أوكرانيا وضع المرشح بسبب هذا الغزو.

وتتهم أوكرانيا وأنصارها الغربيون روسيا بالاستيلاء على الأراضي على نحو غير مبرر في أوكرانيا.

وفي موسكو، قال نائب وزير الخارجية الروسي سيرجي ريابكوف إن توسع حلف الأطلسي "يزعزع الاستقرار" ولا يعزز أمن أعضائه.

* حرب بلا هوادة

تأتي الهجمات المتصاعدة في أعقاب هجوم صاروخي على مركز تجاري أودى بحياة 18 شخصا على الأقل في وسط أوكرانيا يوم الاثنين، في الوقت الذي تحرز فيه القوات الروسية تقدما بطيئا لكنه مستمر في الحرب التي دخلت الآن شهرها الخامس.

ومع ذلك، يقول محللون غربيون إن خسائر فادحة لحقت بالقوات الروسية التي بدأت مواردها في النفاد، في حين أن احتمال وصول المزيد من الأسلحة الغربية إلى أوكرانيا، ومنها أنظمة الصواريخ طويلة المدى، جعل حاجة موسكو لتعزيز أي مكاسب أكثر إلحاحا.

وقال أولكسندر سينكيفيتش رئيس بلدية ميكولايف إن ثمانية صواريخ روسية سقطت على المدينة وأصابت أهدافا منها مبنى سكني. وأظهرت صور دخانا يتصاعد من مبنى مكون من أربعة طوابق، وقد لحق دمار جزئي بالطابق العلوي منه.

وقالت وزارة الدفاع الروسية إن قواتها نفذت ضربات على قاعدة تدريب عسكرية "لمرتزقة أجانب" بالقرب من المدينة، كما أصابت مستودعات مخصصة للوقود والذخائر. ولم يتسن لرويترز التحقق بشكل مستقل من صحة تلك التقارير.

وقال فيتالي كيم حاكم ميكولايف إن القصف الروسي زاد وإن المباني غير العسكرية صارت في الغالب هدفا للقصف.

وقال أولكسندر فيلكول حاكم منطقة كريفي ريه بوسط أوكرانيا إن القصف الروسي زاد هناك أيضا في الأيام القليلة الماضية.

وبعد يومين من سقوط صاروخ روسي على مركز التسوق في كريمنتشوك، لا يزال عمال الإنقاذ يبحثون عن عشرات المفقودين حتى يوم الاربعاء.

ونفت موسكو استهداف المركز التجاري، وقالت إنها قصفت مستودع أسلحة في الجوار وانفجر.

وقالت وزارة الدفاع البريطانية إنها تتوقع أن تواصل روسيا شن الضربات في محاولة لعرقلة عمليات الإمداد الأوكرانية إلى جبهات القتال، ومن المرجح أن يسقط المزيد من الضحايا المدنيين.

وقالت أفريل هاينز مديرة المخابرات الوطنية الأمريكية إن الرئيس الروسي لا يزال يريد السيطرة على أغلب أراضي أوكرانيا، مشيرة إلى أن وضع الحرب ما زال "بالغ القتامة".

شارك هذا المقالمحادثة

مواضيع إضافية

باستخدام المسيرات.. إصابة 9 أوكرانيين بهجوم روسي على مدينة أوديسا

"المقاومة فكرة".. نيويورك تايمز: آلاف المقاتلين من حماس لا يزالون في شمال غزة

عدة مخابز تستأنف عملها في مدينة غزة بمساعدة برنامج الغذاء العالمي