من آندرو مايلز
الدوحة (رويترز) – وقعت أكثر من 30 جماعة متمردة ومن المعارضة اتفاقا للسلام مع السلطات الانتقالية في تشاد يوم الاثنين ووافقت على المشاركة في محادثات أوسع نطاقا بعد سنوات من الاضطراب لكن أكثر الجماعات المتمردة نفوذا رفضت المشاركة.
وضجت القاعة التي حضرت فيها الوفود مراسم التوقيع في العاصمة القطرية الدوحة بالتصفيق لدى موافقة الجماعات المتمردة على وقف إطلاق النار والمشاركة في حوار وطني قال زعماء تشاد إنه قد يمهد الطريق لإجراء انتخابات في البلاد.
لكن جبهة التغيير والوفاق في تشاد (فاكت)، وهي جماعة متمردة تتمركز في ليبيا وهددت بالزحف إلى العاصمة العام الماضي، رفضت اتفاق الدوحة. وقالت الجبهة في بيان إن الاتفاق أخفق في تلبية مطالبها بالشكل المناسب، ومن بينها إطلاق سراح سجناء تم أسرهم خلال القتال.
وألقى رفض فاكت وثمانية فصائل متمردة أخرى على الأقل بظلال من الشك على الاتفاق الذي أبرم بعد محادثات في الدوحة على مدى أشهر.
ويرأس الحكومة العسكرية المؤقتة محمد إدريس ديبي، الذي تولى السلطة العام الماضي بعد مقتل والده لدى زيارته للقوات التي تقاتل جبهة التغيير والوفاق في تشاد ومتمردين آخرين في الشمال.
وقال المجلس العسكري الانتقالي في بادئ الأمر إنه سيشرف على انتقال مدته 18 شهرا إلى الحكم الديمقراطي، لكنه لم يُظهر أي بوادر تذكر على تنظيم انتخابات مع اقتراب الموعد النهائي.
* حروب الإخوة
قال محمد زين شريف، وزير الخارجية في الحكومة العسكرية المؤقتة، للصحفيين إنه يعتقد بأن الاتفاق سيؤدي إلى سلام دائم في تشاد.
وأضاف للصحفيين في الدوحة “وقعت معظم الجماعات المسلحة على هذا الاتفاق وستشارك في الحوار الوطني. وهذا الحوار الوطني الشامل هو منتدى لجميع الشعب التشادي”.
وأشار إلى أن الحكومة الانتقالية تحتجز حاليا نحو 400 أسير من فاكت ولن تفرج عنهم دون ضمانات تفيد بأنهم لن يعودوا للمشاركة في القتال.
ودعا وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، متحدثا أثناء التوقيع، الجماعات التي لم توقع على الاتفاقية للانضمام إليه. وسهلت قطر، وهي حليفة للولايات المتحدة في الخليج، المفاوضات.
وفي العاصمة نجامينا يوم الاثنين، تفاءل البعض باعتزام المقاتلين إلقاء السلاح لكن آخرين أبدوا قلقهم من أن الاتفاق لن يوقف القتال.
وقال أحد زبائن مطعم على جانب الطريق يدعى ماريوس جولبي وهو يتناول إفطاره “شهدنا عدة اتفاقات سلام انتهت بحروب بين الإخوة، بين الأطراف المختلفة التي وقعت عليه… لن أصدق اتفاق الدوحة هذا إلا إذا ألقت الجماعات المسلحة السلاح وحلت نفسها”.
وقضى ديبي الأب أغلب فترة حكمه التي امتدت ثلاثة عقود وهو يصد متمردين سعوا للإطاحة به. وتتهم الجماعات المتمردة وعلى رأسها فاكت ديبي وحلفاءه بالحكم القمعي وارتكاب عمليات قتل دون محاكمة وتزوير الانتخابات، وهي اتهامات ينفيها.