وسط قلق دولي..أوكرانيا وروسيا تتبادلان الاتهامات بعد هجوم على محطة نووية

الأمم المتحدة تدعو لإقامة منطقة منزوعة السلاح حول محطة زابوريجيا النووية بأوكرانيا
الأمم المتحدة تدعو لإقامة منطقة منزوعة السلاح حول محطة زابوريجيا النووية بأوكرانيا Copyright Thomson Reuters 2022
بقلم:  Reuters
شارك هذا المقالمحادثة
شارك هذا المقالClose Button

من ناتاليا زينيتس وماكس هاندر

كييف (رويترز) – تصاعد القلق الدولي بعد قصف مجمع يضم محطة زابوريجيا الأوكرانية للطاقة النووية مطلع الأسبوع، في حين تبادلت كييف وموسكو الاتهامات عن الهجمات وسعت كل منهما لتبديد المخاوف من أن معركتهما للسيطرة على المحطة قد تؤدي إلى كارثة.

ودعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، الذي وصف أي هجوم على المحطة النووية بأنه “عمل انتحاري“، إلى السماح لمفتشين تابعين للمنظمة بدخول المحطة. وتقع المحطة، وهي الأكبر من نوعها في أوروبا، في المنطقة الجنوبية التي استولت عليها القوات الروسية في مارس آذار الماضي وتستهدفها أوكرانيا الآن في إطار هجوم مضاد.

وطالبت كييف بجعل المنطقة منزوعة السلاح والسماح للوكالة الدولية للطاقة الذرية، التابعة للأمم المتحدة، بدخولها. وقالت وزارة الخارجية الروسية إنها تؤيد أيضا زيارة مفتشي الوكالة متهمة أوكرانيا بعرقلة ذلك في محاولة منها “لأخذ أوروبا رهينة” بقصف المحطة”.

وألقت أوكرانيا باللوم على روسيا في الهجمات التي وقعت بداية الأسبوع على المحطة التي لا يزال يديرها فنيون أوكرانيون. وأضافت أن ثلاثة أجهزة استشعار لمراقبة الإشعاع تضررت وتم نقل عاملين إلى المستشفى بسبب إصابتهما بشظايا.

ولم يتسن لرويترز التحقق من رواية أي من الجانبين.

ودعا بترو كوتين، رئيس شركة الطاقة النووية الأوكرانية الحكومية إنرجواتوم، إلى نشر قوات حفظ سلام في مجمع زابوريجيا وإدارته، مع تسليم مسؤولية تشغيله إلى أوكرانيا.

وأشار إلى خطر سقوط قذائف على حاويات الوقود النووي المستهلك ذي النشاط الإشعاعي العالي ووصف ذلك بأنه أمر خطير للغاية. وقال إنه إذا تم إتلاف حاويتين أو أكثر، “من المستحيل تقييم حجم” الكارثة الناتجة.

وقال كوتين “مثل هذه التصرفات المجنونة قد تجعل الوضع يخرج عن نطاق السيطرة وسيكون مثل كارثتي فوكوشيما أو تشرنوبيل”.

* العمل تحت القصف

قال يفجيني تسيمباليوك، سفير أوكرانيا لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية، إن موظفي زابوريجيا “يعملون تحت نيران القصف الروسي”. ودعا إلى إرسال بعثة دولية بقيادة الأمم المتحدة إلى المحطة بنهاية أغسطس آب، واتهم روسيا بمحاولة التسبب في قطع التيار الكهربائي بشبكة الكهرباء التي تغذي جنوب أوكرانيا من خلال استهداف المحطة.

في غضون ذلك، قالت وزارة الدفاع الروسية إن الهجمات الأوكرانية أضرت بخطوط الجهد العالي التي تمد المحطة والتي تعود إلى الحقبة السوفيتية، وأجبرتها على خفض الإنتاج بوقف اثنين من مفاعلاتها الست “لمنع تعطلها”.

وقال مسؤول عينته روسيا في محطة زابوريجيا في وقت سابق إن المنشأة تعمل بشكل طبيعي.

وصرح جوتيريش بأن موظفي الوكالة الدولية بحاجة إلى الوصول إلى زابوريجيا “لتهيئة الظروف لتحقيق الاستقرار” بالمحطة.

وقال جوتيريش في مؤتمر صحفي باليابان، حيث كان يحضر مراسم حفل تذكاري في هيروشيما لإحياء الذكرى السابعة والسبعين لأول هجوم بقنبلة ذرية في العالم، “أي هجوم (على) محطة نووية هو عمل انتحاري”.

ووقعت أسوأ كارثة نووية مدنية في العالم في عام 1986 عندما انفجر مفاعل في مجمع تشرنوبيل النووي في شمال غرب أوكرانيا. وبعد فترة وجيزة من غزو 24 فبراير شباط هذا العام، احتلت القوات الروسية ذلك الموقع، وانسحبت من المنطقة في أواخر مارس آذار.

وقالت أوكرانيا إنها تخطط لشن هجوم مضاد كبير في الجنوب الذي تحتله روسيا، يركز على ما يبدو على مدينة خيرسون، غربي زابوريجيا وإنها استعادت بالفعل عشرات القرى.

* استئناف صادرات الحبوب

على صعيد آخر، استمر اتفاق لرفع الحصار عن صادرات المواد الغذائية الأوكرانية وتخفيف أزمة نقص الغذاء العالمية في اكتساب المزيد من القوة الدافعة مع إبحار سفينتين محملتين بالحبوب من موانئ أوكرانيا المطلة على البحر الأسود اليوم الاثنين، مما يرفع العدد الإجمالي للسفن المغادرة إلى 12 منذ أبحرت أول سفينة قبل أسبوع.

وتنقل أحدث سفينتين ما يقرب من 59 ألف طن من الذرة وفول الصويا وتتجه إحداهما إلى إيطاليا والأخرى إلى جنوب شرق تركيا بعد الانتهاء من عمليات التفتيش. وحملت أربع سفن غادرت يوم الأحد ما يقرب من 170 ألف طن من الذرة والمواد الغذائية الأخرى.

ويمثل اتفاق استئناف صادرات الحبوب الذي أبرم في 22 يوليو تموز بوساطة من تركيا والأمم المتحدة نصرا دبلوماسيا نادرا في خضم استمرار الصراع في أوكرانيا ويهدف إلى المساعدة في تخفيف ارتفاع أسعار الغذاء العالمية الناجم عن الحرب.

وقبل الغزو الروسي، كانت روسيا وأوكرانيا تزودان العالم سويا بما يقرب من ثلث الصادرات من القمح. وأدى تعطل الإمدادات منذ ذلك الحين إلى زيادة خطر حدوث مجاعة في عدة أجزاء من العالم.

وتأمل أوكرانيا في تصدير 20 مليون طن من الحبوب المخزنة في الصوامع و40 مليون طن من محصولها الجديد للمساعدة في إعادة بناء اقتصادها المدمر.

وتقول روسيا إنها تشن “عملية عسكرية خاصة” في أوكرانيا لتطهيرها من القوميين وحماية سكانها الناطقين بالروسية، في حين تصف أوكرانيا والغرب تصرفات روسيا بأنها حرب غير مبررة على الطراز الإمبراطوري لاستعادة السيطرة على جار موال للغرب فقدته عندما تفكك الاتحاد السوفيتي في عام 1991.

وتسبب الصراع في نزوح الملايين ومقتل الآلاف من المدنيين كما خلف دمارا واسع النطاق في العديد من المدن والبلدات والقرى.

وتحاول القوات الروسية فرض سيطرتها الكاملة على إقليم دونباس بشرق أوكرانيا والذي سيطر انفصاليون موالون لموسكو على جزء من أراضيه بعد أن ضم الكرملين شبه جزيرة القرم في 2014.

وقالت هيئة الأركان العامة الأوكرانية في تحديث ميداني يوم الاثنين “الجنود الأوكرانيون يحافظون بقوة على دفاعاتهم ويلحقون خسائر بالعدو ومستعدون لأي تغييرات في وضع العمليات”.

وقال الجيش الأوكراني إن القوات الروسية كثفت هجماتها في شمال وشمال غرب مدينة دونيتسك التي تسيطر عليها روسيا في دونباس يوم الأحد.

شارك هذا المقالمحادثة

مواضيع إضافية

بايدن يعلن أنه سيلقي قريبًا "خطابًا هامًّا" بشأن المساعدات لأوكرانيا

حكومة إيران تمنع ارتياد مدارس أجنبية لا تعتمد المناهج التعليمية للجمهورية الإسلامية

شاهد: الطاقة الشمسية تنقذ الزراعة في شمال سوريا